منظمات إنسانية دولية تنشئ آلاف الكتل السكنية في شمال غربي سوريا.. والأهالي يشتكون من كفاءتها   

73

تستمر معاناة الأهالي القاطنين في المخيمات العشوائية على الحدود السورية-التركية شمال غربي سورية، على الرغم من تدخل منظمات دولية لإيواء النازحين في مخيمات إسمنتية لتفادي عيوب المخيمات المصنوعة من مواد البلاستيك والقماش.
وعمدت منظمات إنسانية دولية خلال الفترة الأخيرة إلى تحويل تلك المخيمات العشوائية لكتل سكنية بتكاليف منخفضة والتخفيف من معاناتهم اليومية من هطول الأمطار وانخفاض درجات الحرارة ومنع تسرب المياه.
مصادر المرصد السوري لحقوق الإنسان أكدت أن عشرات الكتل السكنية التي جرى إنشاءها حديثاً في نهاية العام الماضي انهارت في مخيمات متفرقة من ريفي إدلب وحلب لعدم إتقان العمل مما زاد من معاناتهم ودفع البعض إلى توجيه شكوى ضد المنظمات القائمة على أعمال هذة المشاريع، وسط تخوف العديد من الأهالي من انهيار الكثير من الكتل السكنية في الفترة القادمة بعد تفسخ الكتل بشكلٍ ملحوظ وتسرب مياه إلى داخلها في فصل الشتاء، في حين بدأت جمعية الهلال الأحمر التركي بتوزيع 784 منزل ضمن مشروع يهدف إلى بناء 5 آلاف كتلة في منطقة سرمدا بريف إدلب، كما يضم المشروع حديقة أطفال صغيرة، ومستوصف، ومدرسة، لتوزيعها على أسر نازحة من مختلف المناطق السورية.
تتوزع مشاريع إعمار الكتل السكنية في ريفي ادلب وحلب وتتعهد منظمات إغاثية تركية ببناء 50 ألف كتلة سكنية مؤقتة بديلة عن خيم النازحين.
وتعرضت عموم مناطق شمال غربي سورية لعاصفة هوائية أدت إلى تضرر عشرات الخيم التي تأوي نازحين من مختلف المناطق السورية، حيث رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان، اقتلاع العاصفة الهوائية نحو 100 خيمة من المخيمات الواقعة في كل من بلدة أخترين ومحيط مدينة إعزاز بريف حلب الشمالي، ومخيمات شهرناز وسرغايا قرب مدينة أرمناز شمال غربي إدلب، وبعض الخيم العشوائية المقامة في مناطق متفرقة من ريف جسر الشغور غربي إدلب، وقرب الحدود مع لواء اسكندرون شمالي إدلب.
المرصد السوري لحقوق الإنسان، كان قد نشر في الـ 12 من آذار/مارس الفائت، تتكرر مأساة السوريين في مخيمات النزوح مع كل شتاء وصيف، ومع هطول الأمطار والعواصف، تبدأ حملات التضامن مع الأهالي النازحين المتواجدين في المخيمات من شتى الأراضي السورية، دون وجود أي حلول جذرية تقيهم برد الشتاء، وتخفف عنهم درجات الحرارة المرتفعة في الصيف، إذ أصبح فصل الشتاء بالتحديد فصلًا يترقبه السوريون في ريفي حلب وإدلب ليشاهد ويتحسر ويتباكى على معاناة قاطني المخيمات، في مشهد بات يتكرر على مدار السنوات الماضية من عمر الثورة السورية، وحتى يومنا هذا، وفي خضم ذلك، وثّق المرصد السوري لحقوق الإنسان، تضرر عشرات الخيم والتي تأوي نازحين في مناطق عدة من ريفي حلب وإدلب، ووفقًا لما رصده المرصد السوري، فإن مايقارب الـ 50 مخيمًا تضرروا بشكل كبير، نتيجة العاصفة الهوائية والمطرية التي ضربت مناطق مختلفة من ريفي حلب وإدلب، وتراوح الضرر الذي لحق بالمخيمات ما بين اقتلاع بعضها، وتهدم بعضها الآخر نتيجة الرياح القوية، بالإضافة إلى تضرر بعض الطرقات الفرعية المؤدية إلى المخيمات بفعل الأمطار الغزيرة المصحوبة برياح قوية.