من أصل 21 قاعدة عسكرية يمتلكها التحالف الدولي في سوريا…10 آليات وفرق هندسة مع 150 عنصراً ينسحبون وتحضيرات لانسحابات مماثلة من قواعد أخرى

20

حصل المرصد السوري لحقوق الإنسان على معلومات من عدد من المصادر الموثوقة، أن القوات التي انسحبت خلال الساعات الـ 24 الفائتة، من ريف الحسكة الشمالي الشرقي، نحو الجانب العراقي، هي قوات أمريكية مؤلفة من 10 آليات، مع فرق لهندسة الألغام، برفقة 150 عنصراً، انسحبت من قاعدة رميلان العسكرية التي تضم مهبطاً للطائرات المروحية، والتي كانت من أوائل القواعد العسكرية التي أنشئت للتحالف الدولي على الأراضي السورية، بعد تدخلها العسكري في سوريا في الـ 23 من أيلول / سبتمبر من العام 2014، وأكدت المصادر الموثوقة للمرصد السوري، أن عمليات انسحاب مماثلة، من المرتقب أن تجري خلال الأيام والأسابيع المقبلة، على شكل مجموعات صغيرة، ستنسحب بشكل متتالي من عدة قواعد ومواقع للقوات الأمريكية في شرق نهر الفرات، كذلك علم المرصد السوري أن الأراضي التي بنيت عليها القواعد الأمريكية، كان جرى شراؤها من أصحابها المدنيين سابقاً، بمبالغ مضاعفة، دفعت لهم وجرى تحصين القواعد بشكل كبير، سواء من ناحية البناء أو من الناحية اللوجستية والأمنية وغيرها من الجوانب العسكرية.

المرصد السوري لحقوق الإنسان رصد قيام التحالف الدولي بإقامة 21قاعدة مختلفة على الأقل، في مناطق بشرق الفرات ومنطقة منبج في القطاع الشمالي الشرقي من ريف حلب، عند الضفة الغربية للنهر، ومن ضمن هذه القواعد 6 قواعد كبرى، وتوزعت هذه القواعد في منطقة عين العرب (كوباني)، خراب عشك، منبج في محافظة حلب، وعين عيسى، الرقة، الطبقة وتل ركبة والجيب بمحافظة الرقة، والشدادي والهول وتل تمر وتل بيدر ورميلان في محافظة الحسكة، وحقل العمر النفطي والبحرة في ريف دير الزور، وتتضمن القواعد الكبرى مطارات لهبوط وإقلاع الطائرات، كما أقيمت بعضها على شكل قواعد صغيرة، وأكدت المصادر كذلك للمرصد السوري أن القواعد يتم حمايتها بشكل متواصل، من خلال المراقبة الجوية المتمثلة بتحليق طائرات عسكرية في سماء منطقة تواجد القاعدة، وعبر سيارات تتجول في محيط القواعد، بالإضافة لنقاط مراقبة ثابتة منتشرة في محيط القواعد والمطارات، لحمايتها من أية هجمات فردية أو جماعية من قبل تنظيم “الدولة الإسلامية” أو أية خلايا أخرى تسعى لاستهداف المنطقة، كذلك تعمدت قوات التحالف الدولي، عبر لجانها المتواجدة على الأرض في شرق الفرات، إلى تنفيذ جولات دورية، وعقد اجتماعات بين الفترة والأخرى، بهدف تطوير المؤسسات المتواجدة في شرق الفرات، حيث تقوم هذه اللجان، بتقديم الدعم اللوجستي والدعم المادي وتقديم لمعدات للجان التي تقدم طلباتها للحصول على مساعدات معينة، كما تشرف هذه اللجان على عملية تسيير أمور الكثير من الجهات الخدمية والإدارية، بشكل غير معلن، وتقدم مساهماتها في تطوير الإدارة الخدمية وتنظيم عمل المؤسسات المشرفة على مناطق شرق الفرات، أيضاً كان رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان دخول آلاف الشاحنات التي تحمل على متنها معدات لوجستية وعسكرية وآليات وعربات مدرعة، منذ بدء مشاركة التحالف الدولي في العمليات العسكرية داخل الأراضي السورية، وبالمقابل رصد المرصد السوري عمليات للتحالف الدولي تمكنت خلالها من نقل العشرات من عملائها من جنسيات سورية وغير سورية، كانوا يعملون ضمن مناطق سيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية”، حيث جرت عمليات تهريبهم عن طريق عمليات إنزال جوي بطائرات مروحية، ومن ثم نقلهم إلى مقار تابعة للتحالف في شرق نهر الفرات.

فيما نشر المرصد السوري قبل ساعات، أن القوات الأمريكية نفذت أول عملية انسحاب لها من الأراضي السورية مساء أمس الخميس الـ 10 من شهر كانون الثاني / يناير الجاري، وفي التفاصيل التي حصل عليها المرصد السوري فإن نحو 10 مدرعات بالإضافة للآليات هندسية عمدت إلى الانسحاب مساءاً من القاعدة الأمريكية في منطقة الرميلان بمحافظة الحسكة، في إطار أول تطبيق للقرار الذي صدر من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الـ 19 من شهر ديسمبر الفائت من العام المنصرم 2018، وكان المرصد السوري نشر في ذاك اليوم، أن جهات عليا أمريكية أبلغت قيادات رفيعة المستوى من قوات سوريا الديمقراطية، أن القيادة الأمريكية تعتزم سحب قواتها من كامل منطقة شرق الفرات ومنبج، الأمر الذي شكل حالة من الصدمة الكبيرة لدى قيادة قوات قسد، إذ يتناقض مع الواقع حيث وصلت تعزيزات خلال الـ 48 ساعة الأخيرة التي سبقت القرا، إلى منطقة شرق الفرات، من وقود ومعدات عسكرية ولوجستية وآليات، كما أن هناك تعزيزات عسكرية وصلت إلى  القواعد العسكرية في منبج وحقل العمر، كما اعتبرت الجهات القيادية الكردية أن انسحاب القوات الأمريكية في حال جرى، هو خنجر في ظهر قوات سوريا الديمقراطية ووحدات حماية الشعب الكردي، التي سيطرت خلال الأشهر والسنوات الفائتة على أكبر بقعة جغرافية خاضعة لسيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية”، وهي منطقة شرق الفرات مع منطقة منبج، وخيانة لدماء آلاف المقاتلين التي نزفت لقتال تنظيم “الدولة الإسلامية” وخصومهم، إذ أن هذا القرار الأمريكي بالانسحاب من شرق الفرات، يأتي بالتزامن مع تصاعد استنفار القوات التركية على الشريط الحدودي بين نهري دجلة والفرات وقرب منبج، ومع قرب انتهاء جيب تنظيم “الدولة الإسلامية” في شرق نهر الفرات، عقب استقدام تعزيزات عسكرية كبيرة من مقاتلي قوات سوريا الديمقراطية من الشمال السوري ومنطقة منبج ومناطق أخرى من شرق الفرات

ونشر المرصد السوري في الـ 4 من شهر يناير الجاري، أنه استمرار الترقب في منطقة منبج، لاستقرار الأوضاع بشكل نهائي فيها، بعد عمليات الانسحاب المتزامنة لقوى الصراع فيها، حيث أكدت المصادر الموثوقة للمرصد السوري أن القوات الأمريكية لا تزال تواصل تسيير دورياتها العسكرية في منطقة منبج، فيما تواصل قوات النظام انتشارها على خطوط التماس في غرب منبج، بين مناطق سيطرة جيش الثوار وقوات مجلس منبج العسكري من جانب، والقوات التركية والفصائل المقاتلة والإسلامية الموالية لها من جانب آخر، وسط تحليق مستمر من قبل طائرات التحالف الدولي في أجواء منطقة منبج، فيما يجري في بعض الأحيان إطلاق نار من قبل مقاتلين تابعين لقوات عملية “درع الفرات” الموالية لتركيا، على مناطق تواجد القوات المسيطرة على منبج، كما أن هذا الترقب يأتي في أعقاب سحب القوات الموالية لتركيا للمئات من عناصرها، وسحب قوات النظام لعناصرها من ريف منبج الشمالي، وانسحاب عشرات العناصر من المنضوين تحت راية قوات سوريا الديمقراطية، فيما رصد المرصد السوري ليل أمس الخميس تبادلاً لإطلاق النار بالرشاشات المتوسطة والثقيلة بين فصائل مدعمة من تركيا من جهة، ومجلس منبج العسكري المنضوي تحت راية قوات سوريا الديمقراطية من جهة أخرى، وذلك على محوري عرب حسن و المحسنلي بريف مدينة منبج في القطاع الشمال الشرقي من الريف الحلبي، دون معلومات عن خسائر بشرية، كذلك نشر المرصد السوري أمس الأول الأربعاء أن مقاتلين منضوين تحت راية قوات سوريا الديمقراطية انسحبوا من منطقة منبج، نحو منطقة شرق نهر الفرات، وفي التفاصيل التي حصل عليها المرصد السوري فإن نحو 250 من المقاتلين المنضوين تحت راية قوات سوريا الديمقراطية المتواجدين في مدينة منبج وريفها، انسحبوا على متن آليات إلى الجهة الشرقية من نهر الفرات، فيما لا يزال مئات المقاتلين المنضوين تحت رايتي قوات مجلس منبج العسكري وجيش الثوار وفصائل أخرى منضوية تحت راية قوات سوريا الديمقراطية متواجدين في المنطقة مع قوات أمنية، ولا يعلم ما إذا كان هذا الانسحاب جاء في إطار توافق روسي – تركي،  فيما جاء هذا الانسحاب في أعقاب سحب الفصائل المقاتلة والإسلامية الموالية لتركيا المئات من العناصر الذي جاءوا من مناطق “درع الفرات” و”غصن الزيتون” في الشمال السوري الممتد من غرب الفرات إلى حدود لواء إسكندرون، وأكدت المصادر الموثوقة للمرصد السوري أن عملية سحب المؤازرات التي جاءت مؤخراً إلى محيط منطقة منبج، تمت عبر نقل المقاتلين إلى ثكنات بمحيط ريف منبج، في القطاع الشمالي الشرقي من ريف حلب، إذ جرى تأمينهم في ثكنات هي عبارة عن مدارس جرى تحويلها لمقرات عسكرية تابعة للجيش الوطني الموالي لتركيا والمدعوم منها، فيما أكدت المصادر الموثوقة للمرصد السوري أن الأوضاع على خطوط التماس بين القوات التركية والفصائل الموالية لها من جهة، وقوات مجلس منبج العسكري وجيش الثوار، عادت لما كانت عليه قبيل إعلان الاستنفار من قبل تركيا لشن عملية عسكرية في منطقة منبج.