موسكو: آلية مشتركة مع واشنطن لمحاربة الإرهاب وتسوية الأزمة السورية

29

أكدت موسكو أن خبراءها يواصلون العمل مع شركائهم الأمريكيين بغية صياغة آلية مشتركة بشأن سوريا ستكون كفيلة بمحارة الإرهاب والتسوية السياسية على حد سواء.

وقالت ماريا زاخاروفا الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية في تصريح صحفي يوم الأربعاء 7 سبتمبر/أيلول: “يركز عمل الخبراء على صياغة آلية ستسمح بالشروع في محاربة الخطر الإرهابي. أما الهدف النهائي من هذه الآلية، فيكمن في تحقيق تسوية متكاملة للأزمة السورية على أساس أحكام القانون الدولية والتي اتفق بشأنها المجتمع الدولي”.

واعتبرت الدبلوماسية في مقابلة مع وكالة “روسيا 24” أن التسريبات الصحفية حول استعداد واشنطن للخروج من العمل المشترك في أي لحظة، ليست إلا صنيعة صحفيين غير نزيهين، أو عبارة عن محاولات من بعض ممثلي النخبة السياسية الأمريكية استخدام وسائل الإعلام لحقيق أهداف سياسية ما.

واستطردت قائلة: “يعمل خبراؤنا بمثابرة. وعندما يتوصل الخبراء إلى نتائج أولية ما، تتراكم بموازاة ذلك، طبعا، مسائل عالقة من المستحيل حلها على مستوى الخبراء، ولذلك تجري اتصالات على مستوى أرفع، وعلى سبيل المثال على مستوى وزيري الخارجية”.

وأكدت أن اللقاءات بين سيرغي لافروف وجون كيري تركز على التنسيق بشأن المسائل الأكثر حدة وتعقيدا.

لقاء لافروف كيري سيقرر مصير المفاوضات السورية

أكدت موسكو أن وزيري الخارجية الروسي سيرغي لافروف والأمريكي جون كيري سيجتمعان في القريب العاجل لوضع اللمسات الأخيرة على اتفاق جديد حول الهدنة واستئناف المفاوضات السورية.

ولم يستبعد غينادي غاتيلوف نائب وزير الخارجية الروسي في تصريح صحفي يوم الأربعاء 7 سبتمبر/أيلول أن ينضم المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا إلى لقاء “لافروف-كيري”، موضحا أن هذا اللقاء سيعقد في جنيف في القريب العاجل، على الرغم من أنه لم يتم تحديد الموعد النهائي له بعد.

وتابع الدبلوماسي: ” تجري حاليا اتصالات دبلوماسية بين روسيا والولايات المتحدة، وفي حال التوصل إلى نتائج إيجابية خلال تلك المفاوضات، سيساهم ذلك كثيرا في تسريع عملية اتخاذ القرار بشأن إجراء الجولة الجديدة من المفاوضات السورية”.

وفي الوقت نفسه شكك غاتيلوف في إمكانية استئناف المفاوضات السورية قبل المناقشات حول القضية السورية المقررة في مجلس الأمن في أواخر الشهر الجاري.

ريباكوف: الاختلاف بين موسكو وواشنطن حول سوريا بسيط

استبعدت دبلوماسي روسي رفيع المستوى فشل المفاوضات الجارية مع واشنطن حول صياغة اتفاق جديد بشأن الهدنة بسوريا، واصفة الفرق المتبقي بين مواقف البلدين بأنه بسيط.

وأكد سيرغي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي في تصريحات لوكالة “انترفاكس” يوم الأربعاء 7 سبتمبر/أيلول: “الفرق بين مواقفنا بات بسطيا. ويمكننا تجاوزه في حال توفر الإرادة السياسية”.

وتابع أن موسكو قد أبدت الإرادة السياسية المطلوبة، وأوضحت موقفها تماما على لسان رئيسها فلاديمير بوتين الذي تحدث عن سوريا على هامش قمة العشرين في الصين.

وتابع الدبلوماسي الروسي إن “الطرفين باتا قريبين جدا، لكن أهمية المسألة وحساسية الموضوع لا تسمح بالتنبؤ بالدقة حول الجهود المستقبلية التي سيتطلبها التوصل إلى هذا الاتفاق”.

وأضاف: “لكننا لا نرى ما يهدد بإفشال هذه المفاوضات”.

وأكد أن وزارة الخارجية الروسية على اتصال دائم بالشركاء الأمريكيين، معيدا إلى الأذهان أن وزيري خارجية البلدين سيرغي لافروف وجون كيري أجريا على هامش قمة العشرين مفاوضات لمدة ساعات طويلة حول سوريا.

وفي الوقت نفسه حذر ريباكوف واشنطن من إجراء “لعبة مزدوجة”. وتابع أن التصريحات المثيرة للقلق التي تصدر من “مسؤولين مجهولين” في الإدارة الأمريكية حول كون المفاوضات معلقة بقشة، “لا تساعد في إحراز الهدف” و”تزعزع بحد ذاتها آفاق التوصل إلى الاتفاق المرجو”.

واعتبر الدبلوماسي الروسي أن تسريب رسالة بعث بها المبعوث الأمريكي إلى سوريا مايكل راتني إلى المعارضة السورية، دليل آخر  على انخراط واشنطن في “لعبة مزدوجة”. وتابع: “من الصعب التوصل إلى اتفاق في مثل هذه الظروف”. واستطرد قائلا: “يثير ذلك لدينا أسئلة مشروعة. ويجب علينا أن نتأكد مما يقف فعلا وراء تأكيدات الإدارة الأمريكية حول استعدادها لعقد الاتفاق”.

وحسب التسريبات الصحفية، فقد أبلغ راتني في رسالته المعارضة السورية بأن مسودة الاتفاق الروسي-الأمريكي حول سوريا تنص على أن تمنع روسيا الطائرات الحربية التابعة للحكومة السورية من قصف المناطق التي تسيطر عليها المعارضة المدعومة من واشنطن، كما تتضمن انسحاب القوات الحكومية من طريق الإمداد شمالي حلب.

المصدر: روسيا ليوم