موسكو تشكك في تنفيذ واشنطن قرار الانسحاب من سوريا

30

انتقلت موسكو من إعلان ترقب الخطوات الأميركية في سوريا بعد قرار الانسحاب، إلى التشكيك في نيات واشنطن، بسبب «تضارب المعطيات القادمة من وراء المحيط»، وفقاً لتصريح الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، الذي أعلن أن بلاده «لا تفهم عن أي انسحاب تتحدث واشنطن». وبرز تصعيد اللهجة في دعوة الخارجية الروسية، أمس، إلى «عدم الثقة بأي تصريحات تصدر في واشنطن» حول موضوع الانسحاب من سوريا.
وبدا أمس أن موسكو التي حافظت على موقف متحفظ خلال الفترة الماضية، بانتظار «خطوات ملموسة على الأرض» وفق تصريح نائب وزير الخارجية سيرغي ريابكوف، بدأت تشكك رسمياً في نيات واشنطن، ما عكس بحسب تعليق خبير مقرب من الكرملين «فقدان الثقة بأن الرئيس دونالد ترمب سيكون قادراً على تنفيذ قرار الانسحاب».
وجاء إعلان بيسكوف حول أن الكرملين «يراقب ويتابع باهتمام تطور موقف الولايات المتحدة من سحب قواتها من سوريا، ويجري تحليلاً للوضع» ليؤكد أن موسكو بدأت تتعامل مع القرار الأميركي بصفته «مناورة وليس إطلاقاً لمرحلة جديدة» كما قال الخبير.
وقال بيسكوف للصحافيين: «نحن لم نفهم حتى الآن عما يجري الحديث. أنتم تعلمون أن تصريحات أطلقت في البداية، والآن هناك تعديلات جديدة». مضيفاً أن موسكو تريد أن تتعامل مع وقائع على الأرض. وزاد: «أحياناً نسمع تصريحات مختلفة من هيئات مختلفة، لذلك نحن نراقب باهتمام كبير ودقيق، كيف يتطور موقف الولايات المتحدة حيال هذه المسألة، ونحن نحلل حالياً التصريحات».
تزامن ذلك مع دعوة شديدة اللهجة أطلقتها الخارجية الروسية، أمس، إلى «عدم الثقة بتصريحات مسؤولي الولايات المتحدة، حول سحب القوات الأميركية من سوريا».
وقالت الناطقة باسم الوزارة ماريا زاخاروفا، إنه «لا جدوى من الثقة بهذه التصريحات أياً كان مصدرها؛ لأنها تصريحات سيتم تفنيدها في اليوم التالي من قبل قوى سياسية أخرى». وأوضحت زاخاروفا أن السلطات الأميركية «ما زالت تفتقر إلى تصور حقيقي لاستراتيجيتها في المنطقة، ولم تقدّم حتى الآن رؤية واضحة (لهذه الاستراتيجية) ذات معايير زمنية ونوعية دقيقة وأهداف ومهمات».
وأضافت الدبلوماسية الروسية: «نحن نعرف تمام المعرفة أنه حتى القضايا البسيطة جداً تُناقش في الولايات المتحدة على مدار أشهر، وماذا عن المواطنين الأميركيين، والعسكريين الذين لا تكمن مهمتهم على الإطلاق في ضمان أمن الولايات المتحدة؛ بل ينفذون مهمات مختلفة تماماً تطرح أمامهم، وإذا كانوا يُسحبون بعد نشرهم، فذلك يعني أن هذه القضايا تتطلب هي الأخرى مناقشة على المستوى الوطني».
في سياق متصل، أكدت المتحدثة باسم الوزارة إجراء اتصالات منتظمة بين روسيا والولايات المتحدة والأردن، بشأن مخيم الركبان للنازحين السوريين على الحدود بين سوريا والأردن. وأوضحت زاخاروفا أن الحديث يدور فقط عن اتصالات بين خبراء، بينهم خبراء عسكريون، دون أن ترقى إلى مستوى وزراء الدفاع أو الخارجية في الدول الثلاث.
وكان رئيس المركز الروسي للمصالحة في سوريا، الجنرال سيرغي سولوماتين، قد أعلن أن المسلحين الذين ينشطون في منطقة الركبان، يمنعون النازحين من مغادرة المخيم، مستخدمين «أساليب الترهيب»، وزاد أنهم قاموا «ببناء ساتر ترابي حول المخيم».
وأفاد، أمس، ينس ليركي، المتحدث باسم مفوض الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، في موجز صحافي نقلت تفاصيله وسائل إعلام روسية، بأن الوضع في الركبان لا يزال صعباً، وأن النازحين ما زالوا غير قادرين على المغادرة، على الرغم من فتح معابر لخروج الراغبين منه.


المصدر : الشرق الاوسط

الآراء المنشورة في هذه المادة تعبر عن رأي صاحبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي المرصد.