موسكو تعلن هدنة إنسانية في حلب لمدة 8 ساعات الخميس المقبل
أعلن الجيش الروسي اليوم (الإثنين) وقف القصف لمدة 8 ساعات الخميس المقبل في مدينة حلب التي دمرتها الغارات الجوية والمعارك الشرسة وذلك ضمن إطار «هدنة إنسانية».
وقال الجنرال سيرغي رودسكوي من هيئة الأركان العامة في مؤتمر صحافي «ستكون هناك هدنة إنسانية في 20 تشرين الأول (اكتوبر) المقبل في مدينة حلب من الساعة 8:00 حتى 16:00 بالتوقيت المحلي».
من جهتها قالت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فديريكا موغيريني اليوم إن إعلان روسيا وقف لاطلاق النار لمدة ثماني ساعات في مدينة حلب السورية هو خطوة ايجابية، الا انها قد لا تكون كافية لادخال المساعدات الانسانية الى المدينة المحاصرة. وصرحت للصحافيين في ختام اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الاوروبي في لوكسمبورغ «يمكن ان تكون هذه بداية (..) وهي بالتاكيد خطوة ايجابية»، وأضافت «التقييم الأخير من وكالات الاغاثة يشير الى الحاجة الى 12 ساعة، ولذلك يجب العمل على التوصل الى ارضية مشتركة».
وكانت «خدمة الدفاع المدني» (الخوذ البيضاء) قالت اليوم إن 14 فرداً من عائلة واحدة قتلوا في ضربة جوية نفذتها طائرات روسية في حي المرجة شرق حلب الخاضعة الى سيطرة المعارضة المسلحة. واشتملت قائمة القتلى التي نشرها الدفاع المدني على أسماء عدد من الرضع ومن بينهم رضيعين يبلغان من العمر ستة أسابيع وستة أطفال تقل أعمارهم عن ثماني سنوات.
و تنشط «خدمة الدفاع المدني» للإنقاذ في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في سورية ويطلق على موظفيها اسم أصحاب «الخوذ البيضاء».
وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إنه في وقت لاحق اليوم أسفرت ضربات جوية على قرية عويجل غربي حلب عن مقتل ما لا يقل عن 23 شخصاً وإن من المتوقع أن يرتفع عدد القتلى.
وقتل مئات عدة من الأشخاص في الحملة التي تدعمها روسيا لانتزاع السيطرة على شرق حلب منذ أن بدأت الشهر الماضي بعد انهيار وقف لإطلاق النار توسطت فيه روسيا والولايات المتحدة.
وقال «المرصد» إنه وثق مقتل 448 شخصاً في ضربات جوية بشرق حلب منذ ذلك الحين بينهم 82 طفلاً، فيما تقول القوات السورية والروسية إنها لا تستهدف سوى المتشددين.
وقتل 17 شخصاً في هجمات بطائرات مقاتلة روسية ليل أمس في حي القاطرجي في المنطقة التي تسيطر عليها المعارضة في حلب ومن بينهم خمسة أطفال، بحسب ما أعلن «المرصد».
ومن جهته ندد الاتحاد الأوروبي اليوم بالضربات الجوية السورية والروسية على أجزاء تسيطر عليها المعارضة في حلب وخص موسكو بالانتقاد لاستهدافها المتعمد للمستشفيات والأطقم الطبية.
وجاء في بيان وافقت عليه حكومات الاتحاد الثماني والعشرين «شدة ونطاق القصف الجوي على شرق حلب غير متناسب في شكل واضح منذ بداية الهجوم الذي يشنه النظام وحلفاؤه لا سيما روسيا».
واتفق وزراء خارجية الاتحاد في لوكسمبورغ على أن «الاستهداف المتعمد للمستشفيات والأطقم الطبية والمدارس والبنية الأساسية الحيوية وكذلك استخدام البراميل المتفجرة والقنابل العنقودية والأسلحة الكيماوية ..ربما تصل إلى حد جرائم الحرب».
وكانت وزيرة خارجية الاتحاد قالت في وقت سابق أن وزراء خارجية دول لا يدرسون فرض عقوبات جديدة على روسيا بسبب حلب.
وتابعت موغيريني للصحافيين : «رأيت أن هذا تم تداوله في شكل واسع في وسائل الإعلام، إنما ليس في اجتماعاتنا. لم تطرح أي من الدول الأعضاء المسألة» . لكنها لم تستبعد مناقشة عقوبات جديدة تستهدف نظام الأسد، إضافة إلى العقوبات المفروضة حالياً. وقالت: «ثمة مناقشات حول هذا الموضوع بالطبع، هذا من ضمن الاحتمالات المطروحة».
وقال وزير الخارجية الفرنسي جان مارك إرولت أنه خلال الاجتماع الذي يتوقع أن يطغى الملف السوري على القسم الأكبر من المناقشات «سندرس كل الخيارات التي تسمح بالضغط في شكل أكبر بكثير على نظام بشار الأسد، إنما كذلك على حلفائه».
وأشارت موغيريني إلى أن الاتحاد الأوروبي يملك «أدوات كثيرة أخرى» غير العقوبات، وشددت مرة جديدة على ضرورة إيجاد حل سياسي للنزاع وضمان وصول قوافل المساعدات الإنسانية إلى الضحايا.
وقال وزير خارجية لوكسمبورغ جان أسيلبورن معلقاً على احتمال فرض عقوبات على روسيا التي تخضع أساساً لإجراءات عقابية أوروبية على خلفية دورها في النزاع الأوكراني وضمها القرم في العام 2014: «لن نتوصل إلى إجماع، هذا ليس الوقت المناسب، وستكون له عواقب عكسية».
ومن جهة أخرى قال الناطق باسم المستشارة الألمانية أنغيلا مركل شتيفن زايبرت اليوم، إن مركل مستعدة للقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في شأن أزمة أوكرانيا، لكن لم يتم تحديد موعد بعد وإن هناك حاجة لحدوث تقدم في عملية السلام.
وتابع زايبرت «المستشارة مستعدة لمثل هذا الاجتماع إذا لاحت الفرصة لإحراز تقدم لجهة تطبيق اتفاق مينسك لمصلحة المواطنين في شرق أوكرانيا». وأضاف خلال مؤتمر صحافي دوري للحكومة «لا أستطيع إعلان موعد اليوم».
وكان وزير الخارجية الأميركي جون كيري صرح في لندن، حيث اجتمعت أمس دول تدعم المعارضة السورية، أن الأحياء الشرقية لمدينة حلب المحاصرة تشهد «جرائم ضد الإنسانية»، محذراً من أن «إجراءات إضافية» يتم بحثها ضد «النظام وداعميه».