نازحو عفرين والمتبقون فيها…بين سندان النزوح والأوضاع المأساوية ومطرقة “غصن الزيتون” وانتهاكاتها المستمرة
لا تزال الأوضاع الإنسانية المزرية تتردى يوماً بعد الآخر، بالتزامن مع الانتهاكات المستمرة، في منطقة عفرين وريفها وريف حلب الشمالي، إذ أكدت عدد من المصادر الأهلية للمرصد السوري لحقوق الإنسان، أن القوات التركية وفصائل عملية “غصن الزيتون”، تعمد إلى تنفيذ عمليات اعتقال للشبان والرجال، من منازلهم وأماكن تواجدهم، إلى مراكز اعتقال، وسط استمرارهم في عمليات مضايقة الأهالي والتضييق عليهم، عبر تنفيذ مداهمات وتفتيش متكرر للمنازل، بذريعة البحث عن “مطلوبين وخلايا نائمة للقوات الكردية”، وتأتي هذه الانتهاكات في داخل منطقة عفرين، بعد عمليات نهب جماعية وواسعة جرت لمنازل وممتلكات المواطنين والمرافق العامة في مدينة عفرين وريفها، فيما تتردى الأوضاع الإنسانية المأساوية يوماً بعد الآخر وسط واقع مزري يعيشه مئات آلاف المدنيين، الممنوعون من العودة إلى منازلهم، حيث لا تزال الجهات الدولية الفاعلة والمنظمات الإنسانية والإغاثية تدير ظهرها إلى النازحين من عفرين، مع منع من قبل قوات النظام للوصول إلى مدينة حلب لهؤلاء النازحين، الذي يطرون لدفع مبالغ مالية ضخمة للعبور نحو مدينة حلب.
المرصد السوري لحقوق الإنسان نشر خلال الأيام الفائتة أنه يواصل المجتمع الدولي، تعاميه، عن مأساة نازحي عفرين، ليدير ظهره مع المنظمات الإنسانية لمئات آلاف النازحين من أبناء منطقة عفرين، دون إمدادهم بأبسط مقومات الحياة الرئيسية،حيث لا تزال هناك مئات العائلات ممن لا يزالون يفترشون العراء ويلتحفون السماء، وسط أحوال جوية سيئة، حيث أبلغ أهالي مجدداًَ المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الفصائل العاملة في عملية “غصن الزيتون” والقوات التركية، تواصل عملية منعهم من العودة إلى منطقة عفرين، إذ ان مئات العائلات، بعد أن مرت بأحوال كارثية إنسانية، قررت العودة لقراها الخاضعة لسيطرة قوات عملية “غصن الزيتون”، إلا أن حواجز القوات التركية والفصائل تمنعهم من العبور، إذ لا يزال مئات المواطنين متواجدين على مقربة من هذه الحواجز في محاولة للدخول والعودة إلى قراهم، في حين أن هذه العودة تصعد المخاوف على حياة المدنيين، في ظل عدم وجود أي تحرك دولي أو إنساني للوقوف على هذه الكارثة الإنساني بعد أن أبلغت مصادر متقاطعة المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الاعتقالات لا تزال متواصلة من قبل القوات التركية وفصائل المعارضة السورية، بح أهالي منطقة عفرين، ممن لا يزالون متبقين في منازلهم، فبعد عمليات النهب والسرقة لممتلكات المواطنين وآلياتهم والسكن في منازل مواطنين هجروا من المنطقة بفعل الهجوم من قبل القوات التركية، قالت مصادر متقاطعة أنه جرت عمليات اعتقال لمواطنين وتعريضهم لإهانات من قبل القوات التركية، وهذا ما يصعد المخاوف على حياة الراغبين بالعودة إلى مساكنهم، وسط دعوات أهلية عبر المرصد السوري لحقوق الإنسان للأمم المتحدة والجهات الدولية للتحرك بغية مساعدة مئات آلاف النازحين من قراهم والفارين من الهجوم التركي في عملية “غصن الزيتون”
يشار إلى أن المرصد السوري نشر خلال الأيام الفائتة أن عشرات النازحين من عفرين أكدوا للمرصد السوري لحقوق الإنسان أن المساعدات المقدمة إليهم، كانت مساعدات خجولة لا ترقى لمستوى المأساة، حيث جرى تقديم مساعدات من الهلال الأحمر على دفعات، وتقديم خدمات طبية، إلا أنها لم تكفِ سوى جزءاً من النازحين، فيما لا يزال هناك آلاف المواطنين ممن يفترشون العراء ويلتحفون السماء لانعدام الخيم التي تؤمن لهم مأوى، بعد أن اكتظت بلدتا نبل والزهراء وقرى وبلدات في الريف الشمالي لحل، النازحين القادمين من عفرين، والذي وجد الكثير منهم صعوبة في استئجار منزل بسبب مضاعفة أجارات المنازل، وما زاد في سوءها استمرار قوات النظام في منع المدنيين من نازحي عفرين، ممن يحاولون النزوح نحو مدينة حلب من الوصول إليها، حيث أكدت عدد من المصادر الموثوقة للمرصد السوري لحقوق الإنسان أن حواجز قوات النظام تواصل فرض الأتاوات على المدنيين الراغبين بالوصول إلى مدينة حلب، حيث يفرض نحو ألف دولار أمريكي على الشخص الواحد، كما تجري عمليات تهريب البعض بطرق مختلفة عبر حواجز النظام لداخل مدينة حلب، مقابل مبالغ مالية كبيرة، حيث اشتكى أهالي للمرصد السوري من هذه الأوضاع، وعملية منعهم المستمرة من حواجز قوات النظام في الوصول إلى مدينة حلب رغم مأساوية الوضع الإنساني في الريف الشمالي لحلب، المكتظ بمئات آلاف النازحين من مدينة عفرين وقراها، كما أن كارثية الواقع الجاري في شمال حلب، يتشابه مع الأوضاع الإنسانية لمن تبقى في منطقة عفرين، ضمن المناطق التي سيطرت عليها القوات التركية والفصائل المقاتلة والإسلامية العاملة في عملية “غصن الزيتون”، إذ أكد أهالي للمرصد السوري لحقوق الإنسان أن هذه القوات تعمد لمواصلة عمليات نهبها لكل ما تجده في منازل المدنيين ولكل ما تجده في المنشآت والمرافق العامة، وأكد أهالي أنه جرى نهب أجهزتهم الخلوية والسيارات والجرارات الزراعية والدراجات النارية والأجهزة الإلكترونية، وتحدثت مصادر موثوقة أنه جرى نهب منازلها بكامل محتوياتها من أجهزة وآليات ومؤونة، وتابع الأهالي تأكيدهم على أن المساعدات الإنسانية يجري توزيعها بشكل منظم أمام وسائل الإعلام وفي المواقع التي تتواجد فيها عدسات التصوير، في حين ما يجري خلف الكواليس وفي القرى المتناثرة بريف عفرين، هو عملية بيع للمساعدات الإنسانية بأسعار باهظة إلى التجار وأصحاب المحال التجارية، الذين يعمدون أيضاً لبيعها بأسعار مضاعفة عن الأسعار التي جرى شراء المواد الغذائية فيها إلى المواطنين، كما تواصل قوات عملية “غصن الزيتون” قطعها للكهرباء والمياه عن معظم منطقة عفرين، وأكدت مصادر أنه جرى توثيق حالات انتقال مدنيين من ريف عفرين إلى المدينة، حيث جرى فرض مبالغ مالية على الداخلين إلى مدينة عفرين من قبل حواجز منتشرة على الطرق الواصلة بين ريف عفرين والمدينة، بالإضافة لاعتقالات طالت عشرات المواطنين ممن تبقوا في المنطقة، وجرى نقلهم إلى مراكز احتجاز بعد تعرضهم لإهانات وإذلال.