نتنياهو يعلن «رفع الحصانة» عن الأسد ومحادثات روسية ـ إسرائيلية عن الجنوب
وضعت تل أبيب خطة لمضاعفة عدد المستوطنين في هضبة الجولان السورية المحتلة ودفع خطة لاعتراف أميركي وأوروبي بقرار إسرائيل ضمها لسيادتها وكان هناك عدد من المسؤولين الأمنيين الروس يبحثون في تل أبيب حول الترتيبات الأمنية في سوريا وهدد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الرئيس بشّار الأسد، بالحرب ووجه له رسالة مباشرة من لندن قال فيها إنه «لم يعدّ محصّناً».
وقال نتنياهو، خلال كلمته أمام مؤتمر في معهد «بوليسي إكستشينج» للبحوث الاستراتيجية في لندن، أمس الخميس: «أثناء قتال الأسد في حربه الأهلية وضدّ «داعش» لم نتدخّل، إلا في تقديم مساعدات إنسانيّة. لكن، الآن، وبعد انتهاء الحرب والقضاء على «داعش»، فإنه يستقدم قواتٍ إيرانيّة إليه، ويمكّنها من التموضع في سوريا لمهاجمة إسرائيل. بيد أنه يجب التوضيح بأنه توجد معادلة جديدة على الأسد أن يفهمها، هي أن إسرائيل لن تحتمل تموضعا إيرانياً في سوريا، إن هاجمنا الأسد فسنهاجمه، عليه التفكير بذلك ملياً».
وكانت مصادر عسكرية في تل أبيب، كشفت أن وفدا رفيع المستوى من الجيش والمخابرات الروسية يجري في إسرائيل مباحثات حول «الأوضاع في سوريا» وأن الوفد التقى وزير الدفاع أفيغدور ليبرمان. ووفقا لناطق إسرائيلي فإن اللقاءات تركزت حول «التهديدات الإرهابيّة في الشرق الأوسط، ضمن سلسلة مباحثات ماراثونيّة تجريها إسرائيل وروسيا أفضت عن تفاهمات بخصوص الانسحاب الإيراني من الجنوب السّوري وعودة جيش النظام السّوري إلى خطّ وقف إطلاق النار مع الجولان».
وسئل نتنياهو، أمس، عن هذه المحادثات، قال: «لقد أبلغت الرئيس بوتين بأن لنا حقاً في الدّفاع عن أنفسنا من إيران، وإن حركّوا قواتهم تجاه حدودنا فسنتحرّك»، وأضاف أنه يعتقد أن بوتين «فهم» أن إسرائيل تتصرف كما كانت «كل دولة أخرى ستتصرف ضد عدوّ يحاول القضاء علينا». وأكد أن اللقاءات مع الروس تستهدف تطبيق التفاهمات بين الطرفين.
من جهة ثانية، قالت مصادر سياسية إسرائيلية، مرافقة لنتنياهو، في جولته الأوروبية التي اختتمت أمس، إن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيسة الحكومة البريطانية تيريزا ماي، اتفقوا معه على أنه يجب العمل من أجل إخراج القوات الإيرانية من سوريا وتفكيك البنية العسكرية التي أقامتها هي وميلشياتها. بحسب المصادر، فإن زعماء الدول الثلاث وافقوا على الطلب من الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن تقوم بفحص «الأرشيف النووي الإيراني» الذي نهبه الموساد من إيران. وأشارت إلى أنه بشأن الاتفاق النووي، فقد ادعى نتنياهو أنه حتى لو لم تنسحب أوروبا من الاتفاق فإنه سينهار سبب العقوبات الاقتصادية التي ستفرضه الولايات المتحدة.
الجدير ذكره أن وزير المالية في حكومة نتنياهو، ورئيس حزب «يوجد مستقبل» المعارض، يائير لبيد، قادا معا، مساء الأول من أمس، مؤتمرا لنصرة المطلب الإسرائيلي الاعتراف بقرار ضم الجولان. وطرح الوزير خطة لزيادة عدد المستوطنين هناك من 22 ألفا حاليا إلى 100 ألف خلال عشر سنوات. وتشتمل الخطة على عدة مشاريع لبناء الوحدات الاستيطانية وبيع أراض سورية للمستوطنين اليهود بسعر رمزي. وتقرر في المؤتمر تصعيد الجهود لسحب اعتراف رسمي من الولايات المتحدة وعدة دول أوروبية بقرار الضم الإسرائيلي. وقال نائب الوزير في مكتب رئيس الحكومة، مايكل اورن، إن «الأوضاع المتلبكة في سوريا في السنوات الأخيرة هي فرصة العمر أمام إسرائيل كي تطرح هذا المطلب وتلقى تجاوبا معه في العالم».
وقد سئل نتنياهو عن ذلك، فأجاب: «في كل لقاءاتي السياسية في أوروبا وغيرها دأبت على القول إنه يجب الاعتراف بأن الجولان سيبقى جزءا لا يتجزأ من إسرائيل، ويجب الاعتراف بالسيادة العملية عليه من طرف كل أصدقائنا في العالم».
المصدر: الشرق الأوسط