نتيجة الزلزال المدمّر وتشرد آلاف العائلات.. ازدياد كبير في أعداد المخيمات العشوائية ضمن مناطق شمال غربي سوريا
تجولت عدسة المرصد السوري لحقوق الإنسان، اليوم في منطقة ريف إدلب الغربي، ورصدت أحد المخيمات العشوائية التي جرى تشييدها حديثاً لإيواء العائلات المتضررة جراء الزلزال، حيث يقع المخيم قرب مجرى نهر العاصي في مدينة جسر الشغور في ريف إدلب الغربي.
وازدادت خلال الأيام الفائتة أعداد المخيمات العشوائية ضمن مناطق شمال غربي سوريا بعد كارثة الزلزال المدمّر الذي ضرب مناطق الشمال السوري ومحافظات اللاذقية وطرطوس وحماة وحلب ضمن مناطق سيطرة قوات النظام.
وعملت المنظمات الإنسانية والمؤسسات الخيرية إضافة لوزارة التنمية في حكومة الإنقاذ في إدلب على إنشاء مخيمات مؤقتة لإيواء العائلات المتضررة جراء الزلزال، وبنيت هذه المخيمات بشكل سريع وضمن أماكن متفرقة غالبيتها أراضي زراعية، وتعاني العائلات ضمن هذه المخيمات من أوضاع قاسية نتيجة البرد القارس في ظل انخفاض درجات الحرارة إضافة لشح المساعدات الإنسانية التي لم تصل للعديد من هذه المخيمات.
وفي المقابل توجهت مئات العائلات التي خرجت من منازلها بعد انهياره بعضها وتصدع البعض الآخر، إلى مخيمات عشوائية كان قد بناها نازحون أساساً سابقاً بعد نزوحهم من مناطق سورية متفرقة، مما خلق اكتظاظ سكاني داخل المخيمات التي تعد غير تابعة لحكومة الإنقاذ وتعاني من شح تقديم المساعدات الإنسانية لها.
وتنتشر معظم هذه المخيمات في مناطق جسر الشغور ودركوش ومحيط بلدات كفرتخاريم وأرمناز وسلقين، حيث باتت أعداد العائلات أكثر من عدد الخيام في المخيم الواحد، وهذا نتيجة عدم وجود مراكز إيواء بأعداد كافية ولعدم استعداد المنطقة المسبق لمثل هذا الكارثة الكبيرة التي أثرت على جميع نواحي الحياة.
وتعتمد المخيمات العشوائية الصغيرة على التبرعات الفردية والحملات التي بدأت تنطلق عقب كارثة الزلزال، ويشتكي قاطنيها من تهميشها وصب الاهتمام فقط في تجمعات المخيمات الرئيسية.
ووفقاً لتوثيقات المرصد السوري لحقوق الإنسان، فقد تشرد أكثر من 100 ألف عائلة في سورية، نتيجة الزلزال الذي ضرب مناطق واسعة من البلاد، منهم نحو 27 ألف عائلة ضمن مناطق حكومتي (الإنقاذ والمؤقتة) في شمال غرب سورية.