نحو 310 مدنيين أزهقت أرواحهم في 20 يوم من هدنة القيصر السلطان بعد استشهاد حوالي 520 مدني قبلها بعشرين يوماً
تواصل الخروقات في مناطق سريان وقف إطلاق النار بحسب الاتفاق الروسي – التركي، تصاعدها بعد مرور 20 يوماً على انطلاقها وبدء سريانها، في المناطق المتفق عليها ضمن الأراضي السورية، حيث ركزت الأطراف العسكرية العاملة على الأرض السورية على تكثيف استهدافاتها على مناطق خارج المدن والبلدات، في حين أن وقف إطلاق النار يعني أنه يجب إسكات جميع الأسلحة على الجبهات وفي أية منطقة أخرى، وليس ادعاء وجود أسباب والتذرع بها لممارسة هذه الأطراف لعادتها في قتل المدنيين.
ومع استمرار وقف إطلاق النار في السريان في المناطق السورية المشمولة ضمن الاتفاق، لليوم الـ 20 على التوالي، على الرغم من عدم نجاح الهدنة في حقن الدم السوري بشكل كامل، ونتيجة استمرار الخروقات التي تسبب في استشهاد وإصابة المزيد من المدنيين، ارتفع إلى 114 بينهم 30 طفلاً و16 مواطنة عدد الشهداء الذين وثقهم المرصد السوري لحقوق الإنسان في عدد من المناطق السورية، وهم 40 مواطن بينهم 10 أطفال و4 مواطنات استشهدوا في ضربات جوية على خان شيخون بريف إدلب والمرج وعربين بالغوطة الشرقية ووادي بردى بريف دمشق وبابكة وأم الكاميل بريفي حلب الغربي والجنوبي، وأبو الظهور ومعرة مصرين بريفي إدلب الشمالي والشرقي والرستن بريف حمص الشمالي وداعل بريف درعا الأوسط، و55 بينهم 17 طفلاً و10 مواطنات استشهدوا في قصف لقوات النظام على مناطق في وادي بردى ودوما وحرستا وطريق مسرابا – دوما ومضايا والمرج بغوطة دمشق الشرقية، ومدينة درعا وريفها، وطيبة الإمام وريفي حماة الشمالي والغربي، وبنان الحص بريف حلب الجنوبي، وتلبيسة الرستن بريف حمص الشمالي، و14 بينهم 3 أطفال ومواطنة استشهدوا جراء إصابتهم برصاص قناصة قوات النظام في مضايا ووادي بردى بريف دمشق والقابون بدمشق، و5 بينهم مواطنة استشهدوا وقضوا جراء سقوط قذائف أطلقتها الفصائل على مناطق في بلدة الفوعة أحدهم قضى برصاص قناصة
كما وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان في المناطق الخارجة عن الهدنة استشهاد 190 مواطناًَ بينهم 35 طفلاً و23 مواطنة وهم:: 8 مواطنين بينهم 4 أطفال ومواطنة استشهدوا في قصف للطيران الحربي على مناطق في قرى عنيق باجرة ورسم العبد والجروح بريف حماة الشرقي، و25 شحصاً بينهم 8 أطفال و9 مواطنات استشهدوا في قصف للطائرات الحربية على مناطق في مدينة دير الزور وريفها، و52 شخصاً بينهم 7 أطفال و3 مواطنات استشهدوا جراء قصف للقوات التركية على مناطق في مدينة الباب وبلدتي تادف وبزاعة، التي يسيطر عليها تنظيم “الدولة الإسلامية” بريف حلب الشمالي الشرقي، و26 شخصاً الأقل من ضمنهم 4 أطفال ومواطنتين استشهدوا في مجازر نفذتها طائرات لا يعلم حتى اللحظة ما إذا كانت روسية أم تركية، على بلدة تادف ومدينة الباب وبلدة بزاعة الواقعة في ريف حلب الشمالي الشرقي. و3 أشخاص استشهدوا في قصف للقوات التركية على بلدة العريمة بالريف الغربي لمنبج، والتي يسيطر عليها مقاتلو مجلس منبج العسكري، و7 بينهم طفل ومواطنة استشهدوا جراء قصف جوي تعرضت له أماكن في بلدة مسكنة وقرية التفريعة بريفي حلب الشرقي والشمالي الشرقي، و7 بينهم مواطنة استشهدوا في قصف لقوات النظام على مناطق في قرية أبوطلطل بريف حلب الشرقي، و29 شخصاً بينهم 6 أطفال ومواطنتان استشهدوا في قصف لطائرات يعتقد أنها تابعة للتحالف الدولي على مناطق في باديتي الصعوة وخشام بريف دير الزور، ودبسي عفينان وضبعان وكسر الشيخ جمعة والسويدية كبيرة ومناطق أخرى بريف الرقة، و33 شخصاً بينهم 3 أطفال و3 مواطنات استشهدوا في سقوط قذائف أطلقها تنظيم “الدولة الإسلامية” وبرصاص قناصته في الأحياء الخاضعة لسيطرة قوات النظام بمدينة دير الزور، وطفلان ورجل جراء استهدافهما من قبل تنظيم “الدولة الإسلامية” وقوات النظام في القلمون الشرقي و ريف حلب الشمالي الشرقي
بينما وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان في الأيام الـ 20 التي سبقت الهدنة أعداد المدنيين الذين استشهدوا خلالها، ووثق المرصد في المناطق التي تم إدراجها كمناطق داخل اتفاق الهدنة ويسري فيها وقف إطلاق النار خلال الاتفاق الروسي، هم 223 مواطن مدني بينهم 54 طفلاً و37 مواطنة استشهدوا في قصف للطائرات الحربية والمروحية وقصف لقوات النظام وسقوط قذائف ورصاص قناصة في غوطة دمشق الشرقية وريف دمشق ومدينة حلب وريفها ودرعا وإدلب وحماة ومناطق سورية أخرى.
كذلك وثق المرصد في الأيام الـ 20 التي سبقت الهدنة استشهاد 296 مواطناً مدنياً بينهم 72 طفلاً و42 مواطنة استشهدوا في ضربات جوية من طائرات حربية ومن القوات التركية وقوات النظام وعلى يد تنظيم “الدولة الإسلامية” بريف دير الزور الشرقي وعلى مدينة الباب بريف حلب الشمالي الشرقي وفي قصف للتحالف الدولي.
إننا في المرصد السوري لحقوق الإنسان نجدد رؤيتنا بأن الجانبين المطلقين لاتفاق وقف إطلاق النار في سوريا، كان يجب أن يعملا تبيت وقف إطلاق النار بشكل حقيقي، وليس الإبقاء عليه إعلامياً من أجل تمرير لقاء الآستانة المزمع عقده في الفترة المقبلة، لأن الخروقات تصاعدت بشكل كبير في الأيام الأخيرة من الهدنة، واتفاق وقف إطلاق هذا، تصاعد ووصل لمرحلة الانهيار، كما أن الطرفين الروسي والتركي تذرعاً بوجود تنظيم “الدولة الإسلامية” وخروج مناطق سيطرته عن الهدنة، ليعمدا لمواصلة تنفيذ عملياتهما العسكرية في عدد من المناطق، كما نجدد دعوتنا للأطراف الدولية من أجل العمل بشكل جاد أكثر لوقف هذا النزيف المستمر والتقتيل المتواصل بحق المدنيين من أبناء الشعب السوري، ولا وجود لأية حجة أو ذريعة تبرر قتل المدنيين، فأبناء الشعب لا ينقصهم الموت حتى يأتيهم موت جديد، لأن نظام بشار الأسد لم يترك ذريعة إلا واستخدمها في قتل المواطنين من أبناء هذا الشعب الذي خرج للوصول إلى دولة الديمقراطية والحرية والعدالة والمساواة.