نحو 42% من الذين قتلتهم الطائرات الروسية في سوريا من المدنيين
بعد دخول سلاح الجو الروسي العام الثاني على تدخله في سوريا، منذ بدء ضرباته في الـ 30 من أيلول / سبتمبر من العام 2015، تواصل هذه الطائرات التي تزايد عددها في الأسابيع الأخيرة، ارتكاب المجازر والقتل اليومي بحق المواطنين المدنيين من أبناء الشعب السوري، وتمكن المرصد السوري لحقوق الإنسان من توثيق استشهاد ومقتل 9524 مواطن مدني ومقاتل من الفصائل الإسلامية والمقاتلة وجبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقاً) وتنظيم “الدولة الإسلامية”، وذلك منذ فجر الـ 30 من شهر أيلول / سبتمبر الفائت من العام 2015، وحتى اليوم الـ 7 من تشرين الأول / أكتوبر الجاري 2016، ممن قضوا في آلاف الضربات الجوية التي استهدفت عدة محافظات سورية.
وتوزعت الخسائر البشرية على الشكل التالي:: 3915 مواطن مدني سوري هم 937 طفلاً دون سن الـ 18، و580 مواطنة فوق سن الثامنة عشر، و2398 رجلاً وفتى، إضافة لـ 2758 عنصر من تنظيم “الدولة الإسلامية”، و2851 مقاتل من الفصائل المقاتلة والإسلامية وجبهة فتح الشام والحزب الإسلامي التركستاني ومقاتلين من جنسيات عربية وأجنبية.
يشار إلى أن روسيا استخدمت مؤخراً خلال ضرباتها الجوية مادة “Thermite”، والتي تتألف من بودرة الألمنيوم وأكسيد الحديد، وتتسبب في حروق لكونها تواصل اشتعالها لنحو 180 ثانية، حيث أن هذه المادة تتواجد داخل القنابل التي استخدمتها الطائرات الروسية خلال الأسابيع الأخيرة في قصف الأراضي السورية، وهي قنابل عنقودية حارقة من نوع “”RBK-500 ZAB 2.5 SM”” تزن نحو 500 كلغ، تلقى من الطائرات العسكرية، وتحمل قنيبلات صغيرة الحجم مضادة للأفراد والآليات، من نوع ((AO 2.5 RTM)) يصل عددها ما بين 50 – 110 قنيبلة، محشوة بمادة “Thermite”، التي تتشظى منها عند استخدامها في القصف، بحيث يبلغ مدى القنبلة المضادة للأفراد والآليات من 20 – 30 متر.
إننا في المرصد السوري لحقوق الإنسان، وعلى الرغم من مواصلة المجتمع الدولي لادعاءاته بحماية المدنيين السوريين، وعلى الرغم من الأكاذيب الروسية المتواصلة حول قتل طائراتها وضرباتها الصاروخية للمدنيين، لا زلنا نرى روسيا الاتحادية -العضو الدائم في مجلس الأمن الدولي، وهي مستمرة في شراكتها بشكل رئيسي في قتل المدنيين السوريين، وارتكاب المجازر اليومية بحقهم بدم بارد، بذريعة محاربة “الإرهاب”، وسط تنديدات إعلامية من المجتمع الدولي والمبعوث الأممي إلى سوريا عن الجرائم المتواصلة بحق أبناء الشعب السوري، كما نجدد في المرصد السوري لحقوق الإنسان، إدانتنا بشدة لاستمرار قتل المدنيين في سوريا، وندعو مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة، للعمل بشكل أكثر جدية، لوقف القتل اليومي بحق المواطنين السوريين الراغبين في الوصول إلى دولة الحرية والديمقراطية والعدالة والمساواة.