نحو 600 مدني ومقاتل قتلتهم الطائرات الروسية خلال شهر من ضرباتها الجوية على سوريا

46

شهدت عدة محافظات سورية منذ الـ 30 من شهر أيلول / سبتمبر المنصرم، من العام الجاري 2015، قصفاً مكثفاً من قبل الطائرات الحربية الروسية، التي دخلت العمليات العسكرية التي تشهدها مساحات واسعة من الأراضي السورية، وترافق الإسناد الجوي الروسي، مع بدء قوات النظام مدعمة بحزب الله اللبناني وقوات الدفاع الوطني ومقاتلين إيرانيين، التحضر لاستعادة مناطق خسرت السيطرة عليها في الأسابيع والأشهر الفائتة من المعارك، سواء مع الفصائل الإسلامية والمقاتلة، أو مع جبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) أم مع تنظيم “الدولة الإسلامية”.

حيث شهد ريف حمص الشمالي أولى الضربات التي نفذتها الطائرات الحربية الروسية، فيما شهد ريف حماة الشمالي الشمالي الشرقي، أول عملية عسكرية تم فيها التنسيق بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وعربية وآسيوية والطائرات الروسية التي استهدفت مناطق الاشتباك بعنف، وتزامنت معارك الكر والفر في ريف حمص الشمالي والتي تمكنت فيها قوات النظام من السيطرة على بعض المزارع، مع هجوم نفذته على ريفي حماة الشرقي والشمالي الشرقي وسهل الغاب بريف حماة الشمالي الغربي، تمكنت قوات النظام خلاله من التقدم والسيطرة على بلدة البحصة وقريتي المغير وعطشان وقرية سكيك وتلتها، لتخسر بعدها السيطرة على قرى معركبة وسكيك ولحايا، وتمكنت الفصائل الإسلامية والمقاتلة من إفشال محاولتها في السيطرة على كفرنبودة بريف حماة، والتي شهدت معارك طاحنة وقصفاً مكثفاً للطائرات الروسية، أيضاً بدأت قوات النظام عملية واسعة في كل من ريف حلب الجنوبي ضد الفصائل المقاتلة والإسلامية وجبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام)، إضافة لاستكمال عملية فك الحصار عن مطار كويرس العسكري بريف حلب الشرقي، والمحاصر من قبل تنظيم “الدولة الإسلامية”، وخلال هجومها بريف حلب الشرقي تمكنت من السيطرة على أكثر من 6 قرى وتلال ومناطق فيها، إلا أن تنظيم “الدولة الإسلامية” باغتها بهجوم عنيف سيطر خلاله على مسافات كبيرة من طريق خناصر – أثريا، الذي يعد الشريان الوحيد الذي يوصل مناطق سيطرة النظام بمدينة حلب، بمناطق سيطرته في وسط وجنوب وغرب سوريا، إضافة لهجومه على مدينة السفيرة ومنطقتي تل عران وتل حاصل بالريف الجنوبي الشرقي، كما تمكنت قوات النظام المدعمة بالمسلحين الموالين لها، في الريف الجنوبي لحلب من استعادة السيطرة على 5 قرى على الأقل وعدة مزارع وتلال، ليباغتهم مقاتلو فصائل مقاتلة وإسلامية بهجوم على منطقة معمل الاسمنت الذي كان سيمكن المقاتلين في حال تثبيت سيطرتهم عليه، من قطع طريق الراموسة المؤدي إلى مناطق سيطرة النظام في مطار النيرب والسفيرة، وبالتالي إمكانية محاصرة قوات النظام وتضييق الخناق عليها في ريف حلب الجنوبي، فيما شهدت جبال الساحل السوري هجوماً عنيفاً لقوات النظام مدعمة بحزب الله والمقاتلين الإيرانيين سيطرت خلاله على غالبية تلال جب الأحمر بريفها الشمالي، باستثناء أهم تل فيها، والذي يشرف على سهل الغاب وجسر الشغور وريفها الجنوبي الغربي، بينما لا تزال أطراف جبل الأكراد تشهد معارك عنيفة إضافة لمعارك كر وفر في منطقة المنصورة بسهل الغاب في ريف حماة.

الغارات المساندة للعمليات العسكرية، لم توقف الطائرات الروسية عن استهداف مناطق تواجد المدنيين، واستهداف مقرات لفصائل مقاتلة وإسلامية وتمركزات ومقار لجبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام)، وتنظيم “الدولة الإسلامية” في البلدات والقرى البعيدة عن مناطق الاشتباك والقريبة منها على حد سواء، فقد استهدفت هذه الغارات عشرات المقار للفصائل والنصرة وتنظيم “الدولة الإسلامية”، خلفت أضرار مادية كبيرة، وخسائر بشرية في صفوف مقاتليها وعناصرها، كما استهدفت مناطق في قرى وبلدات ومدن سورية عدة في عدة محافظات.

وتمكن المرصد السوري لحقوق الإنسان من توثيق استشهاد ومقتل 595 مواطناً مدنياً ومقاتلاً وعنصراً منذ بدء الضربات الروسية في الـ 30 من شهر أيلول / سبتمبر الفائت، وحتى اليوم الـ 29 من تشرين الأول / أكتوبر الجاري، ومن بين الـ 595 شهيداً وقتيلاً، 185 مواطناً مدنياً من ضمنهم 48 طفلاً دون سن الـ 18، و46 مواطنة فوق سن الثامنة عشر، و91 رجلاً وفتى، إضافة لـ 131 عنصراً من تنظيم “الدولة الإسلامية”، و279 مقاتلاً من الفصائل المقاتلة والإسلامية وجبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) في عدة محافظات سورية.

إننا في المرصد السوري لحقوق الإنسان، ندين استهداف المدنيين أينما كانوا وأينما وجدوا من قبل الطائرات الروسية ومن قبل الجميع، ونجدد تحملينا المجتمع الدولي ومجلس الأمن والدول الفاعلة على الساحة العالمية، المسؤولية الأخلاقية عن القتل اليومي المستمر بحق أبناء الشعب السوري، مطالبينهم بالوقوف بشكل جدي وفوري، على وقف قتل الشعب السوري وأبنائه الراغبين في الوصول إلى دولة الحرية والديمقراطية والعدالة والمساواة، الدولة التي تكفل دون تمييز، حقوق كافة مكونات الشعب السوري، كما نطالب بإصدار قرار ملزم يقضي بإحالة ملف جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية المرتكبة في سوريا، إلى المحاكم الدولية المختصة، لينالوا عقابهم، قتلة الشعب السوري وآمريهم والعاملين على تدمير البنى التحتية والاجتماعية في سوريا، والمحرضين إعلامياً على خلق فتن وصراعات بين مكونات الشعب السوري.