نحو 61 ألف نازح في 4 مخيمات بشرق الفرات أمام وضع إنساني متفاقم السوء والمنظمات الدولية والأمم المتحدة مسؤولة عن نقص الدعم وفساد فرقها
جوع على جوع، ونزوح تلو الآخر، ولأن العالم يتظاهر بعدم الرؤية وضعفها، ويمتنع عن سماع الأصوات المستغيثة، ويتمنع عن تقديم المساعدة، تتصاعد المأساة وتزداد المعاناة مع كل موت جديد أو رحلة نحوه، فالمرصد السوري لحقوق الإنسان لا يزال يتابع الملف الإنسان للنازحين في مخيمات ريف الحسكة وشرق الفرات، حيث رصد المرصد السوري 4 مخيمات رئيسية في المنطقة هي مخيمات روج وعين عيسى ونيروز والهول، والتي تحمل الجوع والموت والمعاناة تجاه تأمين مستلزمات الحياة اليومية، فقد رصد المرصد السوري تواجد نحو 61 ألف نازح في هذه المخيمات الأربعة، موزعين على نحو 13000 عائلة، ورصد المرصد السوري تواجد 12900 شخص في مخيم عيسى، من ضمنهم 10273 طفلاً ومواطنة، فيما تواجد في مخيم روج 1696 شخصاً بينهم 1616 طفلاً ومواطنة، في حين تواجد في مخيم نوروز 319 طفلاً ومواطنة بينهم أكثر من 250 طفلاً ومواطنة، في حين تواجد في مخيم الهول نحو 45500 نازح بينهم 561 عائلة من جنسيات أجنبية، مؤلفين من 1470 شخصاً، ومن ضمن مجموع المتواجدين في مخيم الهول 5930 عائلة لاجئة إلى المخيم ويبلغ عددهم 22531، وسط أوضاع إنسانية متردية تشهدها هذه المخيمات من سوء تعامل من فرق الإغاثة التابعة للمنظمات الدولية، والأمم المتحدة، وتفشي الرشاوى والفساد مقابل الحصول على المعونات بالإضافة للمحسوبيات، كما رصد المرصد السوري نقصاً كبيراً في المواد المقدمة من قبل الجهات الإغاثية الدولية.
المصادر الموثوقة كانت أكدت للمرصد السوري مؤخراً أن اجتماعاً جرى بين لجنة من الأمم المتحدة، ولجنة من إدارة المخيمات ومن مخيم الهول، وتم إطلاع اللجنة على الأوضاع والمعلومات، حول إنشاء مخيم في منطقة الصور بالريف الشمالي لدير الزور، بمساحة نحو 50 دونماً، حيث تجري عمليات تواصل بين إدارة اليونيسيف ومفوضية اللاجئين وإدارة دير الزور، للمباشرة بإرسال المساعدات والمواد اللازمة والبدء بإنشاء موقع للمخيم، كما أن المصادر الموثوقة أكدت للمرصد السوري أن النازحين لا يزالون يعانون من أوضاع إنسانية مأساوية في داخل المخيم، نتيجة تمنع اللجان الموجودة داخل المخيم والمعينة من قبل الأمم المتحدة ومفوضية اللاجئين، عن تقديم المساعدات، وتعمدهم لتلقي الرشاوي، مقابل توزيع المعدات والخيم والمساعدات الموجودة والمكدسة في مخازن المفوضية والأمم المتحدة، في الوقت الذي تطلب فيه الأطراف الاخيرة، تأمين الطريق لإيصال المساعدات، كما أكدت المصادر الموثوقة أن أحد الإداريين القائمين على عملية التوزيع، والموظف من قبل المفوضية والأمم المتحدة، يعمد لإهانة النازحين وشتمهم واعتبارهم عناصر في تنظيم “الدولة الإسلامية”
وكان رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان في جولة مصورة له الأوضاع الإنسانية المأساوية التي يعايشها النازحون الجدد والمتواجدون سابقاً في المخيم، إذ رصد المرصد السوري التقصير الكبير الذي ألقى به القائمون على المخيم والنازحون فيه على الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، مثل منظمة الصحة العالمية والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين والمنظمات الإغاثية والطبية، كما أكد النازحون للمرصد السوري أنه بعد اتصالات مع الأمم المتحدة لإرسال مساعدات إنسانية إلى مخيم الهول، لم يجرِ تنفيذ أي من الوعود، كما أن المخيمات لم تصلها مساعدات منذ نحو 15 يوماًَ، بالإضافة لأن المرصد السوري رصد وجود مساعدات داخل مستودعات المفوضية في المخيم إلا أنه لا يتم توزيعها على النازحين، الذين لا يزال الآلاف منهم يفترش العراء داخل المخيم، إذ اشتكى بعضهم عدم حصوله بشكل نهائي على أية مساعدات، فيما حصل البعض على الأغطية، كما لم يحصل آخرون على مدافئ أو فراش أو خيم، كما أن المرصد السوري لحقوق الإنسان كان سجل شهادات لنازحين سوريين ولاجئين عراقيين تمكنوا من الخروج من جيب التنظيم والوصول إلى مخيم الهول، أكدوا أن المحسوبيات والرشاوى هي من تمكن النازحين من الحصول على كل ما يحتاجونه، فالفساد يستفحل أكثر فأكثر مع زيادة أعداد النازحين، الذين يضطرون لدفع المال المتبقي معهم مقابل الحصول على المساعدات التي تؤمن لهم شكلاً مناسباً للحياة داخل المخيم، الذي يعاني أطفاله من انعدام للحليب ونقص في الغذاء والأدوية، فيما يعاني آخرون من عدم تواجد معيلين لهم، فيما تعمد بعض الأطراف لتصوير النازحين والتحايل عليهم أنه سيجري منح مساعدات إنسانية لهم، وما تلبث هذه الأطراف أن تنسحب تاركة خيبة الأمل مزروعة في نفوس النازحين الذين أكدوا أن الوعود التي قدمت لهم مقابل خروجهم من جيب التنظيم من رعاية واعتناء وتقديم المساعدات، لم يروا أي شيء منها، وناشد النازحون عبر المرصد السوري تقديم المستلزمات الضرورية لهم لبدء حياة النزوح المفروضة عليهم بعد مغادرة المناطق التي كانوا يقطنونها، حيث طالبوا بتقديم الخيم والغ\أغذية وأغذية الأطفال والحليب والمدافئ والأغطية والفراش وأدوات للمطابخ، وأكد النازحون في المخيم أنهم فروا من جيب التنظيم لتلقي مساعدة وحياة أفضل، ليفاجأوا بالرشاوى والمحسوبيات والفساد
شريط مصور للمرصد السوري لحقوق الإنسان، يرصد مخيم عين عيسى الذي يضم نحو 13000 نازح من مناطق سورية مختلفة، والذي يقع في الريف الشمالي الغربي لمدينة الرقة