نحو 8 آلاف مدني بينهم 3123 طفل ومواطنة من ضمن أكثر من 18000 قتلتهم الضربات الروسية خلال 35 شهراً من عملياتها العسكرية في سوريا

30

35 شهراً متواصلاً من القتل، التدمير، المجازر، طمس الماضي، القضاء على الحاضر وإنهاء المستقبل، كلها مارستها روسيا التي حاولت مراراً الظهور بمظهر المسالم، والقادم لإحقاق السلم والأمان على الأراضي السورية، فكل هذه الأشهر كانت وقتاً كافياً أمام القوات الروسية لنهش لحم أبناء الشعب السوري، بغية إشباع نهمها وإسكات جوع مصاصي دماء هذا الشعب وقتلته، لتحقيق مصالحها الشخصية في هذه البلاد، مستولية على زمام معظم ما فيها، فاليد الروسية التي أوغلت بتهجير أبناء الشعب السوري وتغيير خارطتهم السكانية، لم تفلح في الظهور كيد سلام، بل كانت يد قاتلة في كل مرة، تتحكم أهواءها بها فتارة تصعِّد وتيرة القتل وأخرى تخفِّضها، ليكون الضحايا دائماً من أبناء الشعب السوري.

التدخل الروسي العسكري المباشر إلى جانب النظام السوري، حوَّل النظام من خاسر كبير إلى الرابح الأكبر، من حيث النفوذ العسكري، والخداع والمكر الروسيان، كانا أولى ركائز تحقيق الروس لغايتهم في سوريا، إلى جانب القتل الجنوني والقصف العنيف والمكثف، فالمرصد السوري لحقوق الإنسان كان رصد سيطرة النظام وحلفائه مع بدء القوات الروسية عملياتها العسكرية في سوريا في الـ 30 من أيلول / سبتمبر من العام 2015، على مساحة نحو 48200 كلم مربع بنسبة 26 % من مساحة الأراضي السُّوريَّة، فيما توسعت سيطرتها بعد عمل عسكري بري متواصل، منذ مطلع العام 2017، لتصل اليوم في الـ 30 من آب الجاري من العام 2018، إلى 112993 كلم مربع، بنسبة وصلت إلى 61.1% من مساحة الجغرافية السورية، وجرت عمليات التقدم في قسمها الأكبر على حساب تنظيم “الدولة الإسلامية”، ومن ثم على حساب الفصائل المقاتلة والإسلامية، وجرت التوسعات على حساب الأخير، من خلال عمليات عسكرية و”مصالحات” لم يلتزم فيها الروس بكامل ضماناتهم، بل تعاموا في معظم الأحيان عن تجاوزات النظام وعناصره

هذا التدخل المباشر وتعمد القتل تسبب في إيقاع آلاف الشهداء المدنيين والجرحى خلال 35 شهراً من المشاركة الروسية في العمليات العسكرية المباشرة داخل الأراضي السورية، منذ بدء ضرباتها في الـ 30 من أيلول / سبتمبر من العام 2015، وحتى اليوم الـ 30 من آب / أغسطس الجاري من العام 2018، حيث تمكن المرصد السوري لحقوق الإنسان من توثيق استشهاد ومقتل 18066 مواطن مدني ومقاتل من الفصائل الإسلامية والمقاتلة وهيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) وتنظيم “الدولة الإسلامية”، ممن قضوا في آلاف الضربات الجوية التي استهدفت عدة محافظات سورية.

ووثق المرصد السوري لحقوق الإنسان استشهاد 41 مدنياً بينهم 25 طفلاً و7 مواطنات، استشهدوا في الغارات الروسية منذ الـ 30 من حزيران الفائت وحتى الـ 28 من آب / أغسطس الجاري، فيما توزع المجموع العام للخسائر البشرية خلال 35 شهراً من القصف الروسي على الشكل التالي:: 1929 طفلاً دون سن الثامنة عشر، و1194 مواطنة فوق سن الثامنة عشر، و4846 رجلاً وفتى، إضافة لـ 5227 عنصر من تنظيم “الدولة الإسلامية”، و4870 مقاتل من الفصائل المقاتلة والإسلامية وجبهة فتح الشام والحزب الإسلامي التركستاني ومقاتلين من جنسيات عربية وأجنبية.

يشار إلى أن روسيا استخدمت خلال ضرباتها الجوية مادة “Thermite”، والتي تتألف من بودرة الألمنيوم وأكسيد الحديد، وتتسبب في حروق لكونها تواصل اشتعالها لنحو 180 ثانية، حيث أن هذه المادة تتواجد داخل القنابل التي استخدمتها الطائرات الروسية خلال الأسابيع الأخيرة في قصف الأراضي السورية، وهي قنابل عنقودية حارقة من نوع “”RBK-500 ZAB 2.5 SM”” تزن نحو 500 كلغ، تلقى من الطائرات العسكرية، وتحمل قنيبلات صغيرة الحجم مضادة للأفراد والآليات، من نوع ((AO 2.5 RTM)) يصل عددها ما بين 50 – 110 قنيبلة، محشوة بمادة “Thermite”، التي تتشظى منها عند استخدامها في القصف، بحيث يبلغ مدى القنبلة المضادة للأفراد والآليات من 20 – 30 متر.

من جهته أنهت طائرات النظام الحربية والمروحية الشهر العاشر من العام الرابع على التوالي، لتصعيدها القصف على الأراضي السورية من شرقها إلى غربها ومن شمالها إلى جنوبها، مستهدفة المدن والبلدات والقرى والمزارع السورية، بعشرات آلاف البراميل المتفجرة والغارات، محدثة دماراً كبيراً في البنى التحتية والمرافق العامة وممتلكات المواطنين، موقعة خسائر بشرية في كل مرة، حيث وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان منذ الـ 20 من شهر أكتوبر / تشرين الأول من العام 2014، وحتى يوم الـ 28 من آب / أغسطس من العام 2018، تنفيذ طائرات نظام بشار الأسد الحربية والمروحية، أكثر من 139583 غارة على الأقل، إذ قصفت الطائرات المروحية المناطق السورية بأكثر من 69089 برميل متفجر، فيما نفذت الطائرات الحربية 70494 غارة على الأقل.

هذا القصف العنيف خلال 46 شهراً، أوقع آلاف الشهداء وعشرات آلاف الجرحى، في عشرات المجازر التي طالت المدن والمناطق السورية، حيث وثق المرصد السوري منذ الـ 20 من شهر أكتوبر / تشرين الأول من العام 2014، وحتى اليوم الـ 30 من آب / أغسطس من العام 2018، استشهاد 13010 مواطن مدني هم 2978 طفلاً دون سن الـ 18، و1973 مواطنة فوق سن الثامنة عشر، و8059 رجلاً، بالإضافة إلى إصابة أكثر من 78 ألفاً آخرين من المدنيين بجراح، عدد من وثقهم المرصد السوري لحقوق الإنسان من شهداء وجرحى في القصف الجوي لطائرات النظام الحربية والمروحية خلال 46 شهراً، حيث تعرض الآلاف لإعاقات دائمة وفقدان أطراف.

أيضاً قضى جراء غارات الطائرات الحربية، والبراميل المتفجرة ما لا يقل عن 7554 مقاتلاً من الفصائل المقاتلة والإسلامية وجبهة فتح الشام وتنظيم “الدولة الإسلامية” والحزب الإسلامي التركستاني وعدة فصائل أخرى، إضافة لإصابة آلاف آخرين بجراح.

في حين ارتفعت بدورها الخسائر البشرية من المدنيين في غارات طائرات نظام بشار الأسد الحربية والمروحية منذ انطلاقة الثورة السورية في آذار / مارس من العام 2011 وحتى اليوم الـ 30 من آب / أغسطس من العام 2018، وبلغت 25572 شهيد مدني هم:: 16191 رجلاً وشاباً، و5739 طفلاً دون سن الثامنة عشر، و3642 مواطنة فوق سن الـ 18

إننا في المرصد السوري لحقوق الإنسان، وعلى الرغم من استمرار روسيا في إطلاق الادعاءات والأكاذيب الروسية المتواصلة حول عدم قتل طائراتها وضرباتها الصاروخية للمدنيين، ومحاولاتها إرساء حلول وفق مقتضيات مصلحتها، لا يزال يرى روسيا الاتحادية -العضو الدائم في مجلس الأمن الدولي، مستمرة في قتل المدنيين السوريين، وسط استمرار المجتمع الدولي في صمته وصمِّه لآذانه، والتعامي عن هذه المجازر والجرائم المرتكبة بحق المواطنين من أبناء الشعب السوري، من قبل روسيا، والتي تنفذها بذريعة محاربة “الإرهاب”، في الوقت الذي لم يخرج عن المجتمع الدولي سوى تنديدات إعلامية منه ومن مبعوثه الأممي إلى سوريا عن الجرائم المتواصلة بحق أبناء الشعب السوري، كما أننا نسعى من خلال نشر هذه الإحصائيات المرعبة، لتوثيقات الخسائر البشرية، التي كان المواطن المدني السوري، الضحية الأساسية للعمليات العسكرية في سوريا، لتوجيه رسالة إلى المجتمع الدولي، محملة بأوجاع وآلام وصرخات أبناء الشعب السوري، لعلَّ هذا الارتفاع المخيف والمستمر بأعداد الخسائر البشرية، وصرخات وآلام الجرحى والمصابين وذويهم، تحرك ما تبقى من ضمير هذا المجتمع، ونجدد في المرصد السوري لحقوق الإنسان، إدانتنا الشديدة لاستمرار قتل المدنيين في سوريا، وندعو مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة، للعمل بشكل أكثر جدية، لوقف القتل اليومي بحق المواطنين السوريين الراغبين في الوصول إلى دولة الحرية والديمقراطية والعدالة والمساواة، وإحالة المجرمين إلى المحاكم الدولية المختصة، كي ينالوا عقابهم.

رابط الدقة العالية لإنفوجرافيك عن حصيلة الخسائر البشرية، جراء القصف الروسي على الأراضي السورية، منذ بدء عملياتها العسكرية المباشرة في نهاية أيلول 2015.

http://www.mediafire.com/convkey/23cf/qy1wibflxed4yzdzg.jpg