نزوح لأكثر من 2500 شخص خلال الساعات الأخيرة من مدينة عفرين بالتزامن مع استمرار الأوضاع المأساوية التي تعايشها المدينة
محافظة حلب – المرصد السوري لحقوق الإنسان:: رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان نزوح أكثر من 2500 مدني منذ منتصف ليل أمس، من مدينة عفرين باتجاه بلدتي نبل والزهراء والأراضي الزراعية المحيطة بهما والتي يسيطر عليها مسلحون موالون لقوات النظام شمال حلب، وفي التفاصيل التي حصل عليها المرصد السوري، فإن مئات العائلات نزحت ليل أمس وبعد منتصف ليل الخميس – الجمعة من مدينة عفرين عبر حافلات وسيارات، حيث سلكت طريق جبل الأحلام وصولاً إلى بلدتي نبل والزهراء والأراضي الزراعية المحيطة بها، وذلك بالتزامن مع قصف من قبل القوات التركية استهدف مدينة عفرين، وسط اشتباكات عنيفة بين القوات التركية والفصائل المقاتلة والإسلامية من جانب، ووحدات حماية الشعب الكردي وقوات الدفاع الوطني من جانب آخر، على محاور في الريف الشمالي الغربي لمدينة عفرين، وسط تقدم للقوات التركية في ريف راجو ضمن محاولتها تضييق الخناق بشكل أكبر على مدينة عفرين وبقية المناطق المتبقية تحت سيطرة القوات الكردية، فيما تسبب القصف المستمر على مدينة عفرين من قبل القوات التركية وطائراتها بوقوع المزيد من الإصابات، كذلك لا تزال المدينة تشهد أوضاعاً إنسانية كارثية، وكان المرصد السوري نشر يوم أمس الخميس الـ 15 من شهر آذار / مارس الجاري، أنه رصد استمرار عمليات نزوح لعشرات آلاف المواطنين من مدينة عفرين، نحو البراري المحيطة بها، ونحو بلدتي نبل والزهراء في الريف الشمالي لحلب، والتي يسيطر عليها مسلحون موالون للنظام، وأكدت عدة مصادر موثوقة للمرصد السوري لحقوق الإنسان أن عشرات آلاف المواطنين نزحوا خلال الساعات الأخيرة من المدينة، مع استمرار تحليق الطائرات التركية وقصفها لمناطق في مدينة عفرين ومحيطها، في محاولة لتأمين تقدم قواتها وإجبار المدنيين على النزوح من المدينة تمهيداً لتحضره للهجوم على المدينة، والذي يتزامن مع عمليات قصف مدفعي وجوي تركي خلال الـ 24 ساعة الفائتة أوقعت 12 شهيداً وأكثر من 60 جريحاً، وسط استمرار عملية النزوح.
عمليات النزوح الكبيرة هذه التي ضمت أكثر من 30 ألف مدني منذ يوم أمس، يرافقها تخوف على حياة مئات آلاف المدنيين المتواجدين في مدينة عفرين والقرى المتصلة معها، وسط نداءات أطلقها المدنيون عبر المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى المجتمع الدولي للتحرك حيال المحرقة التركي التي بدأت يوم أمس الأربعاء الـ 14 من آذار / مارس من العام الجاري 2018، عبر قصف جوي وبري مكثفين على مدينة عفرين التي تشهد مع المناطق المتصلة بها قطعاً للكهرباء والمياه والاتصالات وتناقص حاد في مادتي الخبز والوقود، حيث تواصل طوابير المدنيين اصطفافها أمام الفرن الوحيد المتبقي لمدينة عفرين، للحصول على مادة الخبز التي شهدت في الأيام الأخيرة تناقصاً كبيراً.
أيضاً كانت الأوضاع الإنسانية المأساوية دفعت مدنيين في مدينة عفرين والقرى المتصلة بها، خلال الأيام السابقة، للنزوح إلى بلدتي نبل والزهراء عبر السير مسافات طويلة على الأقدام، بغية الوصول إلى مناطق في البلدتين الواقعتين بريف حلب الشمالي، حيث أكد أهالي للمرصد السوري لحقوق الإنسان أن القوات التركية تعمد لاستهداف أي تحرك للمدنيين من مدينة عفرين والقرى المتصلة معها والبالغ عددها نحو 90 قرية وبلدة واحدة، نحو بلدتي نبل والزهراء وتمنعهم من الخروج، في محاولة لإجبارهم على الفرار إلى مناطق سيطرة قوات عملية “غصن الزيتون” في ريف عفرين.