نشاط ديبلوماسي غربي غير مضمون النتائج لتحريك العملية السياسية في سورية

34

مهّد الاتفاق الروسي- التركي في شأن مدينة إدلب (شمال غربي سورية) الطريق أمام حراك ديبلوماسي تقوده موسكو وأنقرة لتحريك العملية السياسية في محاولة لتسوية النزاع السوري، لكن التوقعات في أن يؤدي إلى نتيجة تبقى متدنية.
وأوضح مكتب الموفد الدولي إلى سورية ستيفان دي ميستورا في بيان أمس أن «دي ميستورا أجرى مشاورات في لندن، في إطار عملية جنيف مع كبار الديبلوماسيين من دول المجموعة المصغرة التي تضم الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا والمملكة العربية السعودية ومصر والأردن»، لافتاً إلى أنه كان تبادلاً مفيداً للآراء، مبني على الجدية والاستعجال نحو إنشاء لجنة دستورية في سورية».
كما ألتقى دي ميستورا في لندن برئيس هيئة التفاوض السورية نصر الحريري. وأضاف البيان: «يعول الموفد الدولي أن يعقد في المستقبل القريب، في إطار عملية جنيف، مشاورات مع كبار ممثلي الدول الضامنة لآستانة وسوتشي- إيران وروسيا وتركيا».
وقال الحريري في سلسلة تغريدات على «تويتر»: «التقينا في لندن مع دي ميستورا وبحثنا آخر التطورات ميدانياً وسياسياً ونتائج القمة الرباعية في إسطنبول، إضافة إلى العراقيل التي تمنع التقدم في العملية السياسية وضرورة إحياء العملية السياسية بفاعلية». ونفى الحريري علاقة هيئة التفاوض «بما يشاع عن خريطة طريق دستورية تم اعتمادها كما يقال من قبل المعارضة السورية».
من جانبه أوضح لـ «الحياة» عضو هيئة التفاوض السورية فراس الخالدي أن اجتماع لندن «لإظهار الجدية من المجموعة المصغرة، لتسريع تشكيل اللجنة الدستورية وبدء عملها، ضمن المحددات الدولية». وتوقع «إعلان اللجنة قريباً جداً وهو ما يمثل إعلاناً بأن الشرعية الدولية هي الأعلى»، مشيراً إلى «استمرار عرقلة النظام السوري وينتظر قدومه على الطاولة. ونأمل أن يكون لدى النظام الرؤية الأكبر تجاة سورية، وأن يحاول الخروج من العبائة الإيرانية إلى العبائة السورية، عبر فتح آفاق عملية سلام يكون قوامها اتفاق سوري- سوري»، فيما اعتبر عضو الهيئة السياسية في الائتلاف السوري المعارض ياسر الفرحان هذة الاجتماعات عودة لدور أميركي في الملف السوري، «بعد عزوفها ما مكن روسيا من التحكم ودعم نظام الأسد»، مشيراً إلى أن قمة إسطنبول الرباعية السبت الماضي «شكلت جسراً للتنسيق بين مجموعة آستانة والمجموعة المصغرة وللتوفاق على شكل التسوية والحل في سورية».
وقال الناطق باسم «هيئة التفاوض» يحيى العريضي لوكالة «فرانس برس»: «فتح اتفاق إدلب الطريق، ولا شكّ أن هناك ارتباطاً عضوياً بينه وبين العملية السياسية».
وقال الأستاذ الجامعي والباحث في الشأن السوري جوليان تيرون: «أي مواجهة اليوم بين القوى المحلية ستفضي غالباً إلى مواجهة أو رد من الدول التي ترعاها».
وبالتالي، «لا يمكن لأحد أن يحقق الاستقرار أو إعادة إعمار البلد من دون مساندة أو موافقة الجهات الأخرى. ولذلك، فإن الخيار الديبلوماسي يبدو حتمياً».
لكن الباحث في مؤسسة «سانتشوري» للأبحاث آرون لوند لا يعلق آمالاً كثيرة على هذه الحركة الديبلوماسية. وقال: «الديبلوماسيون عنيدون، لكن عليهم أن يدركوا أن (الرئيس السوري بشار) الأسد لم يحارب خلال السنوات السبع الماضية ليستسلم إذا خسر في التصويت داخل اللجنة. هذا الأمر لن يحصل». وأوضح أن الحكومة السورية «نجحت حتى الآن في استراتيجية المماطلة» التي اتبعتها طوال السنوات الماضية. وأضاف لوند أنه «في حال بقي تقاسم النفوذ في سورية على حاله، فإننا ننظر إلى نزاع جامد قد يكون مستقراً بطريقة أو بأخرى»، مضيفاً: «لا أعتقد أنه سيكون هناك تسوية سياسية قادرة على إعادة دمج هذه المناطق من دون عنف».

المصدر: الحياة