نظام بشار الأسد يضع عصي القلمون الغربي في عجلة اتفاق وادي بردى
تشهد منطقة وادي بردى الواقعة في الريف الشمالي الغربي للعاصمة، دمشق، انفجارات عنيفة ناجمة عن قصف مدفعي وصاروخي من قبل قوات النظام على مناطق في قرية عين الفيجة ومناطق أخرى في الوادي، بالتزامن مع بدء قوات النظام محاولة جديدة للتقدم برفقة حزب الله اللبناني والمسلحين الموالين لها، حيث تدور اشتباكات عنيفة بينهم من طرف، والفصائل المقاتلة والإسلامية من طرف آخر، وتسعى قوات النظام لتحقيق تقدم بشكل أساسي في منطقة عين الفيجة، بغطاء من القصف المترافق مع تحليق لطائرات عسكرية في سماء منطقة الوادي.
وعلم المرصد السوري لحقوق الإنسان أن عملية التوصل لتنفيذ بنود الاتفاق السابق في وادي بردى، لا تزال معرقلة، نتيجة سعي النظام إلى إنهاء قضية وادي بردى وقضية القلمون الغربي وجرودها في وقت واحد، في حين يسعى القائمون على وادي بردى لقطع الطريق على النظام وعدم تركه في المضي بربط قضية وادي بردى بالقلمون الغربي، لما رجحت مصادر للمرصد السوري لحقوق الإنسان أنه -أي هذا التطور الجديد في قضية اتفاق وادي بردى- بسبب الضغوطات من حزب الله المشارك في العملية العسكرية والذي يتواجد بكثافة في منطقة القلمون المحاذية للحدود السورية – اللبنانية، حيث تجري هذه المماطلة والضغوطات من أجل ضم أكثر من منطقة محيطة لاتفاق وادي بردى، بالتزامن مع دخول انقطاع المياه عن العاصمة دمشق شهره الثاني منذ الـ 23 من كانون الأول / ديسمبر من العام الفائت 2016، ومضي النظام وحزب الله في تهديدهما الذي جاء فيه:: “”فلتعطش دمشق شهراً حتى نرتاح سنين قادمة”، حيث أن النظام الذي توعد بعطش دمشق ليكمل برفقة حزب الله اللبناني عمليته في وادي بردى لحين التوصل إلى “اتفاق مصالحة وتسوية أوضاع”، أو السيطرة عسكرياً على قرى وبلدات وادي بردى، عبر اتباع تكتيك شق الصفوف بين الفصائل والمناطق في الوادي وعبر استنفاذ ذخيرة وعتاد الفصائل المقاتلة والإسلامية العاملة على جبهات قرى وبلدات وجرود الوادي، لم يأبه لدمشق التي يزداد عطشها وتصبح وتمسي بجفاف يزيد من الاستياء بين جموع أهالي دمشق مع استمرار قطع المياه
وتأتي العمليات العسكرية المتصاعدة في منطقة وادي بردى بعد تكرار فشل المباشرة بتنفيذ بنود الاتفاق التي جرى التوصل إليها، والتي تنص على أنه::”” يعفى المنشقون والمتخلفون عن الخدمة العسكرية لمدة 6 أشهر، تسليم السلاح الثقيل والمتوسط والخفيف، تسوية أوضاع المطلوبين لأية جهة أمنية كانت، عدم وجود أي مسلح غريب في المنطقة من خارج قرى وادي بردى ابتداء من بسيمة إلى سوق وادي بردى، بالنسبة للمسلحين من خارج المنطقة، يتم إرسالهم بسلاحهم الخفيف إلى إدلب مع عائلاتهم، بالنسبة لمقاتلي وادي بردى من يرغب منهم بالخروج من المنطقة يمكن خروجهم إلى إدلب بسلاحهم الخفيف، عدم دخول الجيش إلى المنازل، دخول الجيش إلى قرى وادي بردى، ووضع حواجز عند مدخل كل قرية، عبر الطريق الرئيسية الواصلة بين القرى العشرة، يمكن لأبناء قرى وادي بردى من المنشقين أو المتخلفين العودة للخدمة في قراهم بصفة دفاع وطني ويعد هذا بمثابة التحاقهم بخدمة العلم أو الخدمة الاحتياطية، نتمنى عودة الموظفين المطرودين إلى وظائفهم””، فيما كان التعديل في شرط يتعلق بالمقاتلين السوريين من خارج قرى وبلدات وادي بردى حيث “”سيتاح المجال لكافة المقاتلين السوريين المتواجدين في وادي بردى من داخل قراها وخارجها، والراغبين في “تسوية أوضاعهم”، بتنفيذ التسوية والبقاء في وادي بردى، في حين من لا يرغب بـ “التسوية”، يحدد مكان للذهاب إليه وتسمح له قوات النظام بالخروج إلى المنطقة المحددة””.
جدير بالذكر أن وادي بردى شهد في النصف الأول من العام المنصرم 2016، اشتباكات بين الفصائل المقاتلة والإسلامية العاملة في قرى وبلدات وجرود وادي بردى من جانب، وتنظيم “الدولة الإسلامية” من جانب آخر، تمكن فيها الأول من طرد عناصر التنظيم من وادي بردى، بعد معارك عنيفة ودامية جرت بين الطرفين قضى وقتل وجرح خلالها العشرات من الطرفين.