نقل مستسلمي «داعش» إلى قاعدة أمريكية بـدير الزور
نقلت القوات الأمريكية إلى قاعدتها في مدينة دير الزور السورية، عشرات من مقاتلي تنظيم «داعش» ممن أعلنوا استسلامهم شرقي الفرات.
وقالت مصادر محلية للأناضول، إنه تم نقل عشرات من مقاتلي «داعش» مع أسرهم بالشاحنات إلى حقل «العمر» النفطي الذي تستخدمه القوات الأمريكية قاعدة عسكرية لها.
من جهته نقل المرصد السوري «المعارض» عن مصادر محلية أن نحو 200 عنصر من التنظيم سلموا أنفسهم – لقوات سوريا الديمقراطية – «قسد» ضمن «صفقة غير معلنة»، نصت على استسلام 440 داعشيا على دفعتين الأولى تشمل 240 والثانية 200، تزامنا مع التحضير الأمريكي للإعلان عن تطهير كامل الضفاف الشرقية للفرات من الدواعش.
وأضاف «المرصد» أنه دخلت مساء الجمعة 7 شاحنات مغلقة تتقدمها عربة «همر» أمريكية وسيارة محملة برشاش ثقيل، وفي نهاية الرتل سارت عربة وسيارة مماثلتين و3 سيارات إسعاف.
كما أشار «المرصد» إلى أن حوامتين للتحالف اتجهتا صباح الخميس إلى منطقة تواجد الدواعش المحتملة لنقل عدد من الشخصيات القيادية في التنظيم.
ورصدت وسائل التواصل الاجتماعي على مدار الشهرين الماضيين خروج الآلاف من شرقي الفرات وبينهم عوائل التنظيم وأطفاله ونساؤه باتجاه مناطق سيطرة «قسد».
وذكر المرصد الذي يقع مقره في بريطانيا أن المئات من متشددي التنظيم كانوا في المنطقة واستسلموا لقوات سوريا الديمقراطية خلال اليومين الماضيين. وأضاف أن بعض المتشددين ربما ما زالوا مختبئين في أنفاق.
وبحسب المرصد المعارض، بات وجود التنظيم في الباغوز «يقتصر على العناصر المتوارين ضمن هذه الأنفاق» التي حفروها خلال سيطرتهم على هذا الجيب. وتجري «قسد» عمليات تمشيط واسعة بحثاً عن مقاتلي التنظيم.
ودفعت العمليات العسكرية منذ مطلع ديسمبر نحو أربعين ألف شخص إلى الخروج من مناطق كانت تحت سيطرة التنظيم، غالبيتهم نساء وأطفال من عائلات عناصر التنظيم، بينهم نحو 3800 مشتبه بانتمائهم إلى التنظيم وتم توقيفهم بحسب المرصد.
فيما أفاد موقع ( AR ) الروسي بأن «قسد»، قد نفت الأنباء التي تحدثت عن القضاء على «داعش» في آخر معاقله ببلدة الباغوز شرقي الفرات.
ونقلت عن قيادي رفيع فضل عدم الكشف عن اسمه، أن «قسد» تنفي تحرير بلدة الباغوز شرقي الفرات من تنظيم «داعش».
وبالمقابل أكدت «قسد» أن «أعداداً كبيرة» من المدنيين لا تزال موجودة في البقعة الأخيرة تحت سيطرة تنظيم داعش في شرق سوريا، غداة تأكيد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن إعلاناً هاماً بشأن «القضاء على الخلافة» سيصدر في غضون 24 ساعة.
وقال المتحدث باسم حملة «قسد» في دير الزور عدنان عفرين لوكالة فرانس برس الليلة قبل الماضية: «المدنيون ما زالوا موجودين في الداخل بأعداد كبيرة» موضحاً أنهم «نساء وأطفال من عوائل داعش، موجودون في الأقبية تحت الأرض وفي الأنفاق».
وأضاف «هذه كانت المفاجئة الكبرى لنا. لم نتوقع هذا العدد وإلا لما كنا استأنفنا الحملة» السبت الماضي، موضحاً أن البحث «لا يزال جاريا عن الأنفاق ويتم التعامل معها بطرق متعددة منها الإغلاق أو التفجير». وأوضح عفرين أن «الحملة لم تتوقف لكن الضرب العشوائي توقف» لافتاً الى أن «مقاتلي داعش يختبئون بين المدنيين، بعدما خلعوا اللباس العسكري وارتدوا اللباس المدني».
في السياق، قال مايك بنس نائب الرئيس الأمريكي أمس، إن انسحاب بلاده من سوريا جاء من منطلق تعديل في أساليب العمل وليس تغييرا في الاستراتيجية. جاء ذلك خلال كلمة أدلى بها بنس في مؤتمر ميونخ الأمني بألمانيا.
كما أعلن بنس عن «تمزيق داعش بشكل كامل» في العراق سوريا. وقال: «لقد واجهنا إرهابا شديدا في العراق وسوريا، والآن تم تمزيق (التنظيم) بشكل كامل».
وكان السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام قال في ذات المؤتمر أمس الأول، إن الرئيس الامريكي دونالد ترامب سيطلب من قادة الدول الأوروبية إرسال قوة عسكرية لأجل إنشاء منطقة عازلة شمالي سوريا.
وأكد غراهام، أنه في حالة موافقة الدول الأوروبية على هذا المقترح، سيُبقي ترامب على عدد من الجنود الأمريكيين في سوريا للغرض نفسه. وأضاف أن هذا المقترح يأتي في إطار «استراتيجية ما بعد داعش» في سوريا.
وأوضح أن ترامب سيبحث مع القادة الأوروبيين هذا المقترح، خلال زيارة رسمية سيجريها إلى أوروبا لاحقا (دون ذكر مزيد من التفاصيل). وأفاد أنه بدوره سيناقش هذا الأمر، مع رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية جوزيف دانفورد قريبا.
جدير بالذكر أن وزير الدفاع الامريكي بالوكالة باتريك شاناهان، طالب خلال اجتماعات حلف الناتو ببروكسل، الأسبوع الحالي، من أعضاء الحلف، إرسال قوة عسكرية «للمراقبة» إلى شمال شرقي سوريا.
الى ذلك، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أنه يمكن للعراق ولبنان الالتحاق بروسيا وتركيا وإيران في مفاوضات أستانا للتسوية السورية.
وقال أردوغان في حديث مساء أمس الأول : «تستمر مفاوضات أستانا كعملية إضافية لمفاوضات جنيف تحت رعاية الأمم المتحدة. نحن لا نعتبر أستانا بديلا عن جنيف رغم فشل عملية جنيف… كما قلت سابقا، يمكننا أيضا دعوة العراق ولبنان إلى مفاوضاتنا لأن لهاتين الدولتين حدودا مشتركة مع سوريا».
إنسانيا، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أمس عن فتح ممرين إنسانيين بدءا من الثلاثاء القادم لخروج المهجرين من مخيم الركبان في منطقة التنف قرب الحدود السورية الأردنية.
المصدر: عمان