هجوم لقوات النظام في محيط حرستا يتزامن مع استمرار هجومها في جوبر وأطراف الغوطة الشرقية
علم المرصد السوري لحقوق الإنسان أن قوات النظام تقصف بشكل متصاعد مناطق في مدينة حرستا في الغوطة الشرقية، وسط اشتباكات عنيفة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، وحركة أحرار الشام الإسلامية من جهة أخرى، في محيط المدينة، في محاولة من قوات النظام للتقدم في المنطقة، بالتزامن مع معارك تستمر بعنف بين فيلق الرحمن من جانب، وقوات النظام المدعمة بالمسلحين الموالين لها من جانب آخر، على محاور في حي جوبر وفي أطراف بلدة عين ترما، وسط معلومات عن تقدم لقوات النظام في مواقع كانت تسيطر عليها الفصائل، حيث تترافق الاشتباكات في جوبر وفي أطراف بلدة عين ترما المحاذية لها، مع قصف مكثف بعشرات القذائف التي أطلقتها قوات النظام على مناطق الاشتباك.
ويأتي هذا الهجوم في أعقاب تصعيد القصف على حي جوبر الدمشقي، الواقع عند الأطراف الشرقية للعاصمة، ورصد نشطاء المرصد السوري لحقوق الإنسان تنفيذ الطائرات الحربية 42 على الأقل على مناطق في حي جوبر ومحيطه وأطراف الغوطة الشرقية، منذ يوم الخميس الـ 15 من حزيران / يونيو من العام الجاري 2017، تاريخ بدء التصعيد على الحي ومحيطه، وحتى يوم أمس الأول، بالتزامن مع قصف بنحو 25 قذيفة مدفعية وصاروخية وقصف بستة صواريخ يرجح أنها من نوع أرض – أرض.
وكانت رجحت مصادر موثوقة للمرصد السوري لحقوق الإنسان أن هذا التصعيد يأتي كتمهيد، لتنفيذ قوات النظام عملية عسكرية تتحضر لها، لإنهاء تواجد الفصائل المقاتلة والإسلامية” في شرق العاصمة دمشق، عبر التقدم في حي جوبر، وإجبار الفصائل على الانسحاب إلى الغوطة الشرقية، كما جاء هذا التصعيد، بعد 52 يوماً من الهدوء الذي تخلله قصف متقطع محدود من قوات النظام على حي جوبر، كما يعد هذا أول تصعيد من نوعه منذ انتهاء عملية التهجير وخروج آخر دفعة من الأحياء الشرقية للعاصمة دمشق في الـ 29 من أيار / مايو الجاري، إضافة لمجيء التصعيد هذا، بعد هدوء تخللته استهدافات محدودة من قبل قبل قوات النظام لحي جوبر خلال الـ 52 يوماً، في حين نشر المرصد السوري في الـ 29 من أيار / مايو الجاري أن القافلة الأخيرة من مهجَّري حي برزة استكملت خروجها، وغادرت الحافلات الحي الدمشقي الواقع في شرق لعاصمة، متجهة نحو وجهتها في الشمال السوري، لتنتهي بذلك عملية تهجير قاطني حي برزة من مقاتلين ومدنيين، على أن يجري “تسوية أوضاع” من تبقى في الحي، وضمت القافلة مئات المقاتلين مع عوائلهم والمدنيين الرافضين لـ “التسوية مع النظام”، حيث استعادت قوات النظام بذلك سيطرتها على أحياء العاصمة الشرقية باستثناء جوبر، كما نشر المرصد سابقاً أن حي جوبر يشهد منذ الـ 24 من نيسان / أبريل الفائت هدوءاً حذراً تخللها جولتان من القصف الجوي والمدفعي، الذي طال الحي الواقع عند الأطراف الشرقية للعاصمة دمشق، والذي شهد في الـ الثلث الأخير من شهر آذار / مارس معارك عنيفة إثر هجوم لهيئة تحرير الشام وفيلق الرحمن وفصائل أخرى في أطراف الحي نحو داخل العاصمة، ووصلت الاشتباكات إلى كراجات العباسيين والمناطق الواقعة بين حي جوبر ومنطقة العباسيين وكراجاتها، وتمكنت الفصائل من تحقيق تقدم واسع في كتل ومباني ومعامل ومصانع في المنطقة الصناعية الواقعة في شمال حي جوبر في القسم الفاصل بينها وبين منطقة القابون الصناعية، قبل أن تعاود قوات النظام التقدم فيها بهجمات معاكسة، مستعينة بغطاء من الضربات الجوية والصاروخية والمدفعية العنيفة والمكثفة، ومستعيدة السيطرة على كامل ما خسرته من مناطق، وقضى وقتل خلال هذه الاشتباكات نحو 200 عنصر ومقاتل من قوات النظام والفصائل.