هزيمة تاريخية لـ «داعش» في الرقة
خسر تنظيم «داعش»، أمس، مدينة الرقة، التي كانت تعد معقله الأبرز في سوريا، في هزيمة تاريخية هي الأثقل بعد هزيمته في الموصل العراقية، بعد أكثر من أربعة أشهر من المعارك العنيفة التي خاضها ضد قوات سوريا الديمقراطية «قسد»، بدعم من التحالف الدولي بقيادة أمريكية، في وقت واصلت قوات النظام السوري وحلفاؤها تقدمها في مدينة دير الزور.
وفور إعلان قوات سوريا الديمقراطية سيطرتها بالكامل على المدينة امس، تجمع عدد من مقاتليها عند دوار النعيم الذي شهد على عمليات إعدام وحشية نفذها التنظيم خلال سيطرته على المدينة. ورفع المقاتلون رايات قواتهم الصفراء ابتهاجاً، وسارعوا إلى التقاط الصور أمام أبنية مدمرة، فيما لم يتمكن آخرون من حبس دموعهم من شدة تأثرهم.
وقال المقاتل الشاب شفكر هيمو من دوار النعيم «سترجع الفرحة إن شاء الله إلى المدينة كافة، ذهب اللون الأسود (راية التنظيم) والآن بات دوار النعيم أصفر» اللون.
وأعلن الناطق الرسمي باسم قوات سوريا الديمقراطية طلال سلو، بعد ظهر امس «تم الانتهاء من العمليات العسكرية في الرقة»، مؤكداً «سيطرت قواتنا بالكامل على الرقة».
وأضاف «انتهى كل شيء في الرقة»، مشيراً إلى «عمليات تمشيط تجري الآن للقضاء على الخلايا النائمة، إن وجدت، وتطهير المدينة من الألغام» التي زرعها مقاتلو التنظيم في وسط الرقة. ومن المقرر، بحسب سلو، أن تعلن قوات سوريا الديمقراطية «قريباً في بيان رسمي عن تحرير المدينة».
وبدأت قوات سوريا الديمقراطية بدعم من التحالف الدولي هجوماً واسعاً في محافظة الرقة في نوفمبر/تشرين الثاني 2016، لتتمكن بعد سبعة أشهر من دخول مدينة الرقة.
وأحصى المرصد السوري مقتل 3250 شخصاً، بينهم 1130 مدنياً على الأقل في مدينة الرقة، منذ الخامس من يونيو/حزيران. وأشار إلى وجود مئات المفقودين من المدنيين تحت أنقاض الأبنية المدمرة. ودفعت المعارك عشرات الآلاف من المدنيين إلى الفرار. وجاء إعلان قوات سوريا الديمقراطية السيطرة على المدينة بعد استعادتها صباحاً الملعب البلدي، بعد ساعات من طرد مقاتلي التنظيم من دوار النعيم. وشكلت هذه النقاط الواقعة وسط الرقة، آخر الجيوب التي انكفأ إليها العشرات من المقاتلين الأجانب في صفوف التنظيم المتطرف في الأيام الأخيرة. وجراء الاعتداءات الوحشية وعمليات الإعدام الجماعية التي نفذها التنظيم منذ سيطرته على الرقة عام 2014، استبدل سكان المدينة اسم دوار النعيم بدوار «الجحيم».
من جهة اخرى، ذكرت مصادر تابعة لقوات النظام، أن القوات الحكومية السورية وقوات متحالفة معها تقدمت امس، في الأحياء المتبقية التي يسيطر عليها تنظيم «داعش» في مدينة دير الزور. وقالت المصادر إن «الجيش السوري وحلفاؤه في محور المقاومة بدؤوا اقتحام أحياء مدينة دير الزور لتطهيرها من تنظيم «داعش»».
من جهته، قال المرصد السوري إن مقاتلي تنظيم «داعش» ما زالوا يسيطرون على خمسة أحياء تقريباً في المدينة. وتقاتل القوات السورية لإخراج تنظيم «داعش» من محافظة دير الزور الشرقية والواقعة على الحدود مع العراق. وتقع مدينة دير الزور على الضفة الغربية لنهر الفرات. وفي الأجزاء الشمالية من المحافظة على الضفة الأخرى من النهر يشن تحالف من المقاتلين العرب والأكراد، مدعوماً من الولايات المتحدة، هجوماً منفصلاً على تنظيم «داعش».
المصدر: الخليج