هل أصيب الغرب بالصمم والعمى حيال الهجوم الكيميائي على حلب؟

5

يبدو أن ماكرون ذاكرته قصيرة اللهم إلا إذا كان وعده الشهير بمعاقبة الذي سيستخدم السلاح الكيميائي في سورية أياً كان لم يكن سوى أكذوبة بهدف التحضير لإمكانية تدخل عسكري في سورية لكننا نعرفه لن يتحرك هو وشركاؤه في الناتو واستخدام السلاح الكيميائي من قبل الارهابيين المتواجدين في سورية هو شيء طبيعي بالنسبة له.‏

هاهي الحكومات الغربية تصمت بعد وقوع الهجوم بالغازات السامة على حلب منذ أيام فما هو السبب؟ دمشق وجهت الاتهامات الى الارهابيين في ادلب وهذه المرة يبدو أن أعداءها ليسوا بصدد تحميل المسؤولية للـ «النظام» وغداة الهجوم الذي طال أحياء حلب دعت الناطقة باسم الدبلوماسية الروسية ماريا زاخاروفا المجموعة الدولية الى ادانة هذا الهجوم لكن حتى الآن أياً من واشنطن وباريس أو لندن وبرلين لم يدينوا هذا العمل الإرهابي بل صموا آذانهم عن ذلك ولا إعلان رسميا حتى على تويتر ولم يكن هناك أي عبارة غاضبة أو إدانة دولية أو أي دعوة للتعاطف مع الضحايا لماذا؟.‏

بعكس الحلقات السابقة فإن الخوذ البيضاء أو ما يسمى المرصد السوري لحقوق الإنسان لم يكن بمقدورهم بث اشاعات تتهم الحكومة السورية باستخدام السلاح الكيميائي كما كانوا يفعلوا من قبل وحتى الآن مامن تحقيق أقرته المجموعة الدولية ينفي أن القذائف التي سقطت على حلب في 24 تشرين الثاني تحتوي على الكلور وبالتالي لم تتم الاشارة الى أي جهة بأنها المسؤولة وكان عدد من المجموعات الإرهابية قد أنكرت هذه الاتهامات مستحضرين كذبة جديدة فيما مجموعات أخرى مثل «تحرير الشام» التزمت الصمت واذا كان الشك مازال متاحا فهو فقط يجب أن يكون حول هوية المجموعة الإرهابية التي ارتكبت ذلك فهناك أكثر من عشر مجموعات أو زمر متمايزة والجرم المرتكب من تلك المجموعة أو غيرها ستكون له نتائجه على عرابيها ويمكن أن تكون على تركيا التي انخرطت باحتواء هذه المجموعات الإرهابية وتحركاتها في ادلب فمن جهة الهدف المرتجى من هذه الضربات هو عرقلة الاتفاق الذي وقع في سوتشي بين بوتين وأردوغان والذي حتى الآن يبعد أي تدخلات غربية في المنطقة، وبسؤال ماكرون حول هذا الموضوع أجاب باقتضاب إن فرنسا لا تمتلك معلومات واضحة وكافية للتعليق فكان حذراً وعن دراية إذ ان الأمر مختلف عن المرة السابقة التي وجه فيها الاتهام الى دمشق، الآن المتهم بوضوح هي مجموعات إرهابية يمكن لها أن تساعد الاستراتيجية الغربية في عرقلة الجيش السوري وحلفائه لإعادة بسط سيطرته على مناطق ادلب.‏

السبب الثاني في هذا الصمت الغربي الأصم هو أن روسيا منعت فرنسا وحلفاءها من أي ردة فعل متسرعة مؤكدة هوية المذنب فوراً حين ردت موسكو على الهجوم الكيميائي بضرب المواقع التي انطلقت منها القذائف أي أن روسيا قطعت الطريق عنوة على الغربيين.‏

سيكون من المهم إذاً انتظار النتائج في التحقيق المستقبلي الذي تقوده منظمة منع انتشار الأسلحة الكيميائية (OIAC) والتي طالبت بإجرائها كل من موسكو ودمشق وتحليل ردود الأفعال للقادة الغربيين تجاه هذا الهجوم الإرهابي الذي تسبب بإصابة حوالي 110 أشخاص.‏

بيير لوكورف الناشط الفرنسي المقيم في حلب يقول: القذائف الكيميائية جاءتنا من ادلب وماتزال وسائل الاعلام الغربية تكذب كل يوم حول مايجري في سورية والحرب لن تتوقف إلا حينما تتحرر ادلب ولهذا السبب فإن الغرب يستمر في تبييض صفحة الإرهابيين وتبرئتهم كما يعمل للحيلولة دون تحرير المدينة ويضيف لوكروف في تلك الليلة ضربوا المدينة بالسلاح الكيميائي وخلال معركة حلب أيضاً ضربونا بالسلاح الكيميائي وكل يوم نتعرض لضرب القذائف في الوقت الذي يتابعون كذبهم على الناس والكذب على الشعوب الغربية بهدف الإبقاء على الحرب في سورية والغرب يستمر في صمته حول واقع أن ارهابيي إدلب يمتلكون أسلحة كيمائية ويستخدمونها ضد المدنيين فالقذائف التي تحمل سلاحاً كيميائياً أطلقت من ادلب ومناطقها حيث يتواجد أكثر من خمسين ألف ارهابي فماذا يريدوننا أن نفعل هنا؟ علينا الإشارة الى أن ما حصل تلك الليلة في حلب لو حصل ربعه في إحدى مناطق الإرهابيين لكان الحدث تصدر الصفحات الأولى في صحف العالم الغربي وكان الجميع سيتباكى على ما حصل.‏

إن السيطرة على الإعلام يؤدي الى السيطرة على الحرب واعتقد في الشهور القادمة أن الغرب سيبالغ أكثر في بث البروباغندا حول الوضع في سورية وأنه في الأشهر القادمة سيتحدثون عن هجوم كيميائي شامل على ادلب وعن تقدم الجيش وأنه سيسبب كارثة إنسانية وسيقولون انها جريمة يجب علينا فعل شيء تجاهها وسوف يختارون الحجج الممكنة بأن الحكومة السورية ستستخدم السلاح الكيميائي، لقد تم استخدام الكلور من قبل الارهابيين الذين يقتلون الناس للتلاعب بالرأي العام وتضليله وبالشراكة مع مجموعات ولوبيات تابعة لعدة حكومات تقوم بهذه الأعمال عمداً محاولة بطريقة ما التلاعب بالأجندة السياسية والعسكرية حول سورية فنحن نتجه نحو مشهد من مسرحيات الهجوم الكيميائي على ادلب.‏

المصدر: ortas