هل من فرق بين “الإدارة الذاتية” الجديدة والقديمة؟
أعلن “المجلس العام للإدارة الذاتية لشمال شرق سوريا”، خلال اجتماع عقده الأربعاء، في بلدة عين عيسى شمالي الرقة عن تأسيس هيئة تنفيذية “حكومة” للمناطق الواقعة تحت سيطرة “قوات سوريا الديموقراطية”، بحسب مراسل “المدن” سعيد قاسم.
وتتألف الهيئة التنفيذية من رئاسة مشتركة وتسع هيئات؛ التربية والتعليم، البيئة والصحة، الاقتصاد والزراعة، الداخلية، المالية، هيئة الإدارات المحلية، هيئة المرأة، هيئة الشؤون الاجتماعية والعمل، الثقافة والفن.
“المجلس العام للإدارة الذاتية لشمال شرق سوريا” الذي يضم ممثلين عن المجالس المدنية و”الإدارات الذاتية” التي تأسست سابقاً، كان قد أعلن في اجتماع عقده في 6 أيلول/سبتمبر، عن تأسيس “الادارة الذاتية لشمال شرق سوريا”. وبحسب المكتب الإعلامي لـ”مجلس سوريا الديموقراطية”، فـ”الإدارة الذاتية” الجديدة هي “هيكل إداري ينسق الخدمات بين المناطق المحررة والإدارات الذاتية الديموقراطية في بقية مناطق الشمال السوري، استنادا الى مقررات المؤتمر الثالث لمجلس سوريا الديموقراطية، الذي عقد في تموز الماضي بمدينة الطبقة”.
الرئيس المشترك لـ”المجلس العام للإدارة الذاتية” فريد عطي، قال في افتتاح اجتماع الاعلان عن “الهيئة التنفيذية”، إن “المجلس تواصل مع مختلف الجهات والأوساط المعنية للوصول الى تشكيل لجنة توافقية تنفيذية”.
الرئيس المشترك لـ”الهيئة التنفيذية” عبد حامد المهباش، أوضح: “عُقد المؤتمر الثالث لمجلس سوريا الديمقراطية في 17 تموز، في مدينة الطبقة، ومن قرارته الهامة والمفصلية تشكيل الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، وفعلاً تم الإعلان الرسمي لتشكيل هذه الإدارة في الجلسة التأسيسية للمجلس العام في 6 أيلول في ناحية عين عيسى في مقر مجلس سوريا الديموقراطية، وخلال هذه الجلسة تم تكليفنا وبشكل رسمي بعد أن مُنحنا الثقة في المجلس العام لتشكيل المجلس التنفيذي وهيئاته. ومُنحنا مدة 21 يوماً لتشكيل هذه الهيئات. وفي اليوم التالي لتكليفنا باشرنا عملنا لأجل ذلك وتشاورنا مع كافة الإدارات المدنية والذاتية الـ7 التي تتبع لشمال وشرق سوريا وذلك من خلال زياراتنا لهذه الإدارات. وكذلك تم التشاور مع الأحزاب السياسية التي تمارس نشاطها ضمن منطقة الإدارة”.
وأضاف المهباش: “واستطعنا خلال المدة الممنوحة لنا إنجاز عملنا معتمدين في ذلك على المؤهلات العملية والاختصاص والخبرة والتجربة والممارسة، وحاولنا تمثيل كافة مكونات مجتمعنا في هذه الإدارة تطبيقاً لمبدأ التعددية وإشراك الجميع دون إقصاء أو تهميش لأحد، وكذلك بشراكة المرأة السورية لتأخذ دورها الريادي والطليعي في العمل الإداري والسياسي وهي أهل لذلك”.
والمهباش، هو أحد أكثر الشخصيات العربية التي استقبلت وفوداً أميركية شرقي سوريا، وشغل سابقاً رئاسة مجلس الرقة المدني، وهو من أهم قيادات “حزب سوريا المستقبل”، ولعب دوراً بارزاً مع الرئيس المشترك لـ”مجلس سوريا الديموقراطية” رياض درار، في اقناع النخب العربية للعمل ضمن مشروع “مجلس سوريا الديموقراطية”.
وعلى الرغم من تصريحات بعض مسؤولي “الاتحاد الديموقراطي” بأن “الإدارة الذاتية” القديمة ستكون تابعة لـ”الادارة الذاتية” المشكلة حديثاً، الا أن ذلك ينافي الواقع، فهيئات الادارة الجديدة تقتصر على الجانب الخدمي، ولا يوجد فيها هيئات سياسية أو عسكرية ولا هيئة للخارجية أو للدفاع كما في “الإدارة الذاتية” القديمة، التي تتسم بطابعها الكردي.
الادارة الجديدة يتواجد فيها العرب بقوة، ما يُفسّرُ بأنه محاولة لاستمالتهم، وهو الأمر الذي تعمل عليه الولايات المتحدة، من خلال تنظيم لقاءات مع وجهاء العشائر في المناطق العربية، خاصة في ديرالزور، وأخرها اللقاء الذي جرى الإثنين، بين وفد من “التحالف الدولي” برئاسة مستشار الخارجية الأميركية في شمالي سوريا وليم روباك، وبين وجهاء العشائر في ديرالزور، في بلدة معيزيلة. روباك تعهّد خلال الاجتماع بتنفيذ مشاريع استثمارية كبيرة بعد الانتهاء من محاربة تنظيم “داعش”.
وتختلف الإدارة الذاتية الجديدة عن القديمة، بأنهما تأسستا في ظروف ومعطيات سياسية مختلفة. الجديدة تأسست تحت عباءة النفوذ الأميركي وتلقى معارضة شديدة من النظام، فيما تأسست القديمة في مرحلة كان الصراع بين النظام والمعارضة السورية في أوجه، وفسرت بأنها رشوة لتحييد الأكراد عن المشاركة في الثورة السورية، خاصة أن مسؤولي النظام استخدموا أكثر من مرة مصطلح الإدارة الكردية كشكل من الاعتراف غير المعلن بها.
“الاتحاد الديموقراطي” لا يزال يحتفظ بثقله في “الإدارة الذاتية” القديمة، ويتخذها مرتكزاً لمشروعه السياسي، ربما بسبب مخاوف متعددة، أبرزها التهديدات التركية، وعدم وضوح مسار المفاوضات مع النظام السوري. وهذا أمر قد يعطي الادارة الجديدة مساحة من الحرية في العمل بعيداً إلى حد ما عن وصاية “الاتحاد الديموقراطي”، بالاضافة الى انها ستكون متحررة من الازدواج الاداري، كما هو الحال في مناطق “الادارة الذاتية” القديمة، حيث تتواجد مؤسسات الدولة التابعة للنظام إلى جانب مؤسسات “الادارة الذاتية”.
المصدر: المدن