هيغل: الأسد قد يستفيد من الغارات الأمريكية ضد الدولة الاسلامية
واشنطن- (أ ف ب): صرح وزير الدفاع الأمريكي تشاك هيغل ان نظام الرئيس بشار الاسد الذي يقاتل مجموعات مناهضة له في سوريا، قد يستفيد من الغارات الجوية الاميركية التي تستهدف مواقع لتنظيم الدولة الاسلامية المتطرف الذي يعد من اكبر خصوم النظام.
وقال هيغل في مؤتمر صحافي الخميس إن الولايات المتحدة والتحالف الدولي يقصفان يوميا المتطرفين السنة في العراق وسوريا “دعما للحكومة العراقية ولتأمين مجمل الشرق الاوسط”. واضاف “في الواقع، نعم، الأسد قد يستفيد” من هذه الحملة الجوية للتحالف الدولي بقيادة واشنطن ضد جهاديي الدولة الاسلامية في سوريا والعراق.
الا ان وزير الدفاع الامريكي أكد أن الولايات المتحدة تتبع استراتيجية طويلة الامد لمنع اي دور للاسد في المستقبل. وقال “علينا ان نتحرك من خلال وقائع ما نواجهه مع بعض الخطط الاستراتيجية والاهداف الطويلة الامد لامكانية تحقيق ما نفكر في الوصول اليه”.
وردا على سؤال حول ما اذا كانت واشنطن ما زالت تريد رحيل الاسد، قال هيغل “انها سياسة هذه الادارة” الأمريكية.
وواجهت استراتيجية اوباما لضرب تنظيم الدولة الاسلامية انتقادات داخل الولايات المتحدة وفي الخارج لانها يمكن ان تساعد الاسد، اذ ان الامريكيين وحلفاءهم يقصفون واحدا من الد اعدائه ويتجنبون المواجهة مع نظام دمشق.
ووجه هيغل مذكرة الى البيت الابيض انتقد فيها الاستراتيجية الامريكية في سوريا وطالب واشنطن بالكشف عن نواياها ازاء نظام الرئيس بشار الاسد.
وصرح مسؤولون في وزارة الدفاع لصحيفة نيويورك تايمز ان تشاك هيغل وجه مذكرة الى سوزان رايس مستشارة الرئيس اوباما للامن القومي الاسبوع الماضي، انتقد فيها الاستراتيجية الامريكية في سوريا وقال انه على واشنطن توضيح موقفها من نظام الاسد..
وردا على سؤال عن هذه المذكرة، لم يؤكد هيغل ولم ينف صحة المعلومات لكنه قال انه هو كبار المسؤولين الآخرين يتحملون مسؤولية تقديم المشورة للرئيس الامريكي.
وصرح الوزير الاميركي “علينا ان نقدم الى الرئيس والى مجلس الامن القومي افضل ما نفكر به في هذا الشأن، ويجب ان يتسم الامر بالنزاهة والصدق”.
وتحدث مساعدون لهيغل عن هذه المذكرة للصحيفة للتأكيد على ان وزير الدفاع اكثر تصميما في الكواليس مما يبدو عليه من تحفظ في لقاءاته العامة.
وقال مسؤول في وزارة الدفاع الامريكية إن المذكرة ارسلت الاسبوع الماضي إلى مستشارة الرئيس للامن القومي سوزان رايس.
وكتبت نيويورك تايمز ان هيغل حذر من ان السياسة الأمريكية في سوريا “معرضة للفشل” بسبب الالتباس الذي يحيط بموقف واشنطن من الاسد.
وقد ترضي هذه التصريحات خصوم استراتيجية باراك أوباما في شان النزاع السوري، لكنها تكشف ايضا شكوك هيغل حيال هذه الاستراتيجية والتي يعبر عنها في الكواليس.
وركزت ادارة اوباما على ضرب تنظيم “الدولة الاسلامية” في العراق اولا، ووصفت الغارات التي تنفذ بقيادتها في سوريا بانها لضرب خطوط امداد الجهاديين.
وتخطط واشنطن كذلك لتسليح وتدريب خمسة الاف من المعارضين السوريين المعتدلين ولكنها لم تلتزم بضرب قوات النظام السوري التي تهدد المعارضة المعتدلة.
ووجه بعض البرلمانيين الأمريكيين والمحللين والضباط المتقاعدين والمعارضين السوريين انتقادات شديدة لسياسة اوباما في سوريا واتهموا الادارة الامريكية بتحسين موقف الاسد عبر ضرب “الدولة الاسلامية” من دون مواجهة النظام.
ووصف انتوني كوردسمان من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية والذي عمل مستشارا للبنتاغون مرارا، السياسة الاميركية في سوريا بانها “فوضى استراتيجية”.
القدس العربي