واشنطن ترفض كياناً كردياً بسوريا وأول لقاء بين دي ميستورا والمعارضة بالجنوب داعش يتقدّم على حساب النظام بالحسكة ومقتل قيادي بارز بأحرار الشام بإدلب

13

أحرز تنظيم الدولة الاسلامية تقدما على حساب قوات النظام في مدينة الحسكة في شمال شرق سوريا بعد معارك اوقعت خلال ثلاثة اسابيع نحو 170 قتيلا في صفوف الطرفين، وفق ما اعلن المرصد السوري لحقوق الانسان امس.
وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن «سيطر التنظيم في الايام العشرة الاخيرة على المدخل الجنوبي لمدينة الحسكة والمدينة الرياضية وحي الزهور ومناطق من حي غويران» وتقع كلها في جنوب المدينة. واضاف «تعرضت منازل المدنيين للنهب في حي الزهور».
ويأتي تقدم التنظيم بعد شنه هجوما في 25 حزيران على مدينة الحسكة التي تتقاسم قوات النظام ووحدات حماية الشعب الكردية السيطرة عليها وتمكنه من السيطرة على اثنين من احيائها الجنوبية هما النشوة الغربية والشريعة.
وشهدت الاطراف الجنوبية للمدينة امس اشتباكات بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها ومقاتلي التنظيم.
وبحسب المرصد، فجّر تنظيم الدولة الاسلامية منذ بدء هجومه على الحسكة 17 عربة مفخخة على الأقل استهدف معظمها مواقع لقوات النظام والمسلحين الموالين لها في المدينة واطرافها.
وقال مراسل وكالة فرانس برس الموجود في الجزء الغربي من حي غويران وهو جزء تحت سيطرة قوات النظام، ان اثار القذائف تبدو واضحة على الجدران فيما تتصاعد سحب دخان سوداء من بعيد.
 وتسببت المعارك والقصف بين الطرفين وفق المرصد، بمقتل مئة عنصر من قوات النظام والمسلحين الموالين واصابة مئة اخرين بجروح.
 كما قتل سبعين عنصرا على الأقل من مقاتلي التنظيم بينهم 15 طفلا مقاتلا دون الـ16 عاما.
ودفعت المعارك اكثر من 120 ألفا من سكان المدينة الى النزوح في الفترة الممتدة بين 25 و30 حزيران، وفق الامم المتحدة.
كان عدد سكان المدينة وهي مركز محافظة الحسكة نحو 300 ألف قبل بدء النزاع السوري الذي تسبب منذ منتصف آذار 2011 بمقتل اكثر من 230 ألف شخص.
من جهة ثانية، قتل قيادي بارز في حركة احرار الشام الاسلامية بالاضافة الى ستة مقاتلين اخرين امس جراء تفجير انتحاريين لنفسيهما في مقر تابع للحركة في محافظة ادلب في شمال غرب سوريا، وفق ما اعلن المرصد السوري.
وقال المرصد في بريد الكتروني ان «سبعة مقاتلين بينهم أبو عبد الرحمن سلقين، قائد كتيبة أبو طلحة الأنصاري والقيادي في حركة أحرار الشام الإسلامية قضوا جراء تفجير شخصين لنفسيهما في مقر تابع للحركة في منطقة سلقين شمال غرب مدينة إدلب».
ولم تعلن اي جهة مسؤوليتها عن العملية الانتحارية المزدوجة، لكن عبد الرحمن قال  «من المرجح ان يكون الانتحاريان على علاقة بتنظيم الدولة الاسلامية».
وتشكل ادلب «مركز ثقل حركة احرار الشام»، وفق عبد الرحمن الذي اشار الى ان ابو «عبد الرحمن يعتبر من ابرز قياديي الحركة في سوريا».
وتعد حركة احرار الشام من المجموعات الاسلامية النافذة في شمال سوريا، وتمكنت منذ آذار من السيطرة مع فصائل مقاتلة عدة ابرزها جبهة النصرة بشكل شبه كامل على محافظة ادلب بعد طرد القوات النظامية من مدن ومواقع رئيسية.
ورغم ايديولوجيتها المتشددة، تعارض حركة احرار الشام تنظيم الدولة الاسلامية. وتلقت حركة احرار الشام ضربة موجعة في ايلول الماضي، اذ استهدف تفجير اجتماعا عاما لقيادييها تسبب بمقتل 47 قياديا منهم بينهم قائدها العام والقائد العسكري. ولم تعلن اي جهة مسؤوليتها عن العملية.
ونشرت صحيفة واشنطن بوست مساء الجمعة مقالا لمسؤول العلاقات الخارجية في الحركة لبيب النحاس، انتقد فيه بشدة استراتيجية الادارة الاميركية في سوريا ووصفها بأنها «فاشلة تماما».
وقال ان حركة احرار الشام «قد اتهمت زورا» بقربها من تنظيم القاعدة داعيا واشنطن الى وقف هذه التصنيفات والاعتراف بالمجموعات السورية المعارضة على غرار حركة احرار الشام.
واستهدف الائتلاف الدولي الذي يشن بقيادة اميركية غارات جوية ضد تنظيم الدولة الاسلامية في سوريا، مقرا لحركة احرار الشام العام الماضي في ادلب.
على صعيد آخر، أعلنت وكالة «رهياب نيوز» الإيرانية مقتل اللواء عبدالكريم غوابش أحد أبرز القيادات في ميليشيات الحرس الثوري الإيراني في مدينة الزبداني.
وقالت الوكالة إن غوابش التحق بالحرب الدائرة في سوريا للدفاع عن ما سمته بـ «المقدسات الشيعية»، ويعد غوابش من القيادات المقربة إلى قائد فيلق القدس الإيراني اللواء قاسم سليماني، حيث شارك في معارك الأنبار وسامراء وأشرف على تدريب الميليشيات الشيعية وتسليحها في جنوب العراق.
وكان غوابش يتواجد مع قيادات كبيرة من ميليشيات الحرس الثوري الإيراني لإدارة المعارك والإشراف عليها في سوريا، مثل العميد جبار دريساوي الذي قتل في شهر تشرين الاول من عام 2014 بمدينة حلب، وهو من القادة الذين عملوا ضمن غرفة عمليات مشتركة مع اللواء «غوابش» في سوريا.
وقال خبراء إن مقتل اللواء غوابش يعد ضربة موجعة لفيلق القدس الإيراني في سوريا، وأكدوا أنه لا يمكن أن يقتل قيادي كبير برتبة لواء من قوات الحرس الثوري الإيراني في سوريا من دون أن يسقط قتلى آخرون من الحرس الثوري، سواء أكانوا مساعدين أم حراسا شخصيين برفقة اللواء غوابش في المكان الذي قتل فيه.
من جانب آخر، أكد الناطق الإعلامي لمدينة الزبداني في ريف دمشق «فارس العربي» في تصريح للهيئة السورية للإعلام، امس أن كل ما تروج له وسائل الإعلام بأن «داعش» يقاتل بجانب الثوار ضد ميليشيات حزب الله في المنطقة هو عار عن الصحة ومنافٍ للواقع، وكل الذين يقاتلون هم من رجال وشباب المنطقة.
وأشار «العربي» إلى أن هذه الحملة الإعلامية أتت عقب خطاب «حسن نصر الله» في يوم القدس، الذي أعلن فيه أن الطريق إلى القدس سيكون من الزبداني هذا من جهة، ومن جهة أخرى الهزائم التي تكبدها حزبه على أيدي الثوار، فبدأ بالترويج بوجود عناصر من «داعش» لكسب رضا مؤيديه وإجبارهم على الوقوف معه لمساندة نظام الأسد.
دي ميستورا
سياسياً، قال متحدث باسم قادة قوات المعارضة في جنوب سوريا إن مبعوث الامم المتحدة إلى سوريا ستيفان دي ميستورا التقى بهم امس لأول مرة. ويبرز هذا الدور المتنامي الذي يقومون به لاحتواء نفوذ المتطرفين في جنوب البلاد.
ويسيطر تحالف الجبهة الجنوبية على مناطق كبيرة من الشريط الحدودي الجنوبي وانتزع السيطرة على بلدات وقواعد عسكرية من القوات الحكومية السورية.
وللتحالف الذي يضم جماعات مسلحة تلقت الدعم من دول غربية وعربية معادية للرئيس السوري بشار الأسد اليد العليا على حركات جهادية مثل جبهة النصرة وتنظيم الدولة الاسلامية الذي يسيطر على مناطق اخرى من البلاد.
وقال عصام الريس المتحدث باسم الجبهة الجنوبية ان التحالف عرض على مبعوث الامم المتحدة الخرائط ورؤيته عن الفترة الانتقالية بدون الأسد.
وقالت متحدثة باسم دي ميستورا «يمكننا القول انه التقى مع شخصيات معارضة سورية في الاردن اليوم».
وقال الريس ان هذه ليست المرة الاولى التي يطلب فيها مبعوث الامم المتحدة الالتقاء بقادة الجبهة الجنوبية لكن لم تعقد اي اجتماعات من قبل بسبب دواع لوجستية
واشنطن تعارض
من جانب آخر، اعلن المنسق الاميركي للتحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الاسلامية جون الن في واشنطن ان الولايات المتحدة تعارض تشكيل كيان كردي مستقل في شمال سوريا.
وقال الجنرال السابق امام مؤسسة بحثية في واشنطن امس «لا ندعم ولا اعتقد ان الاكراد انفسهم يدعمون تشكيل كيان حكومي منفصل» في شمال سوريا في المناطق التي استعادتها القوات الكردية من التنظيم المتطرف.
ومنذ ان طردت الميليشيات الكردية متطرفي تنظيم الدولة الاسلامية في منتصف حزيران من مدينة تل ابيض السورية الحدودية، تكرر انقرة الاعراب عن القلق من تشكيل منطقة كردية مستقلة في شمال سوريا.
وتتهم تركيا الميليشيات الكردية السورية المقربة من حزب العمال الكردستاني الذي يقود حركة التمرد على اراضيها، بـ «التطهير العرقي» في القطاعات التي تسيطر عليها لتسهيل قيام منطقة مستقلة للاكراد.
وقال الن «من المهم الا يتحول شريك ساعد في محاربة تنظيم الدولة الاسلامية الى قوة احتلال» في اشارة الى القوات الكردية.
واضاف انه لا بد من تمكين السكان الذين تحرروا من التنظيم المتطرف من العودة الى نظام «الادارة الذاتية» الذي كان قائما اي «التركمان يديرون شؤون التركمان والعرب شؤون العرب والسريان شؤون السريان».
وأقر الن بان تداعيات الاتفاق حول برنامج ايران النووي المبرم بين طهران والدول الكبرى هي مصدر قلق لحلفاء واشنطن ضد تنظيم الدولة الاسلامية.
واضاف «بالنسبة لكثير من الاعضاء في التحالف كانت ايران وستبقى على الأرجح احد مصادر التهديد الرئيسية على الامن القومي».
وتساءل «هل سيتغير سلوك ايران؟. سنرى ذلك، انها نقطة يتابعها باهتمام حلفاؤنا في المنطقة. وستصبح نقطة مهمة مستقبلا».
وفي سياق متصل، قال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند امس إنه ينبغي على القوى الكبرى توخي الحذر بشأن أي موارد موالية تحصل عليها إيران بعد تخفيف العقوبات عليها بموجب الاتفاق النووي وحث طهران على المساعدة في إيجاد حل للأزمة السورية.
وأضاف «والآن بعد أن أصبحت لإيران قدرة مالية أكبر فنحن بحاجة إلى توخي الحذر الشديد بشأن ما ستتحول إيران إليه». يجب أن تظهر إيران أنها مستعدة لمساعدتنا على إنهاء الصراع».

 

المصدر: صحيفة اللواء