واشنطن: تعاون إيران وروسيا على ضرب مواقع في سوريا أمر مؤسف ومقلق ويزيد الوضع صعوبة وتعقيداً

32

اعتبرت الخارجية الأمريكية استخدام الطيران الروسي الحربي لقواعد إيرانية لشن هجمات ضد مواقع في سوريا «أمراً مؤسفاً».
وقال نائب الناطق بإسم الخارجية الأمريكية مارك تونر ان الأمر لم يكن مفاجئاً بل كان متوقعاً ولكن الهجمات الروسية لم تكن تستهدف مواقع تنظيم «الدولة» و«جبهة النصرة» او اياً يكن اسمها الجديد بل استهدفت مواقع قوات المعارضة السورية المعتدلة.
وأضاف «أن هذا يزيد الوضع صعوبة وتعقيدا، ويبعدنا عن تحقيق وقف الأعمال العدائية بجدية وعن تحقيق استئناف العملية السياسية التي ستؤدي إلى عملية الانتقال السياسي السلمي».
وأسهب تونر «ليس من الواضح ان هذه الهجمات الجوية عبر إيران سوف تستمر ام جرى استخدامها لمرة واحدة، ولقد تحدث وزير الخارجية كيري مع نظيره الروسي سيرغي لافروف وأثار القضية الأخير وأعرب كيري عن قلقه حيالها».
وأضاف الناطق «ان الخارجية الأمريكية تدرس ان كان هذا الاستخدام للقواعد الإيرانية يخرق قرار مجلس الأمن الدولي 2231 الذي يحظر استخدام الأجواء الإيرانية أو القواعد الإيرانية إلا بإذن من مجلس الأمن الدولي».
ولم يعرف الناطق إذا كان الروس قد طلبوا إذناً من العراق بالتحليق في اجوائهم للوصول إلى سوريا.
ولكن تونر أكد ان الروس أطلعوا وزارة الدفاع الأمريكية على هذا الهجوم وفقاً لعملية التنسيق العسكري بين البلدين حتى لا يجري التصدي للطيران الروسي بطريق الخطأ.
وشرح تونر «نحن على اطلاع على الدعم الإيراني لنظام الأسد وتورطه في الحرب الأهلية وكذلك الدعم الروسي لنظام الأسد والآن فإن تعاون إيران وروسيا على ضرب مواقع في سوريا لتنظيم الدولة و جبهة «فتح الشام» (النصرة سابقاً) وكذلك مواقع المعارضة السورية المعتدلة التي تشترك في وقف الأعمال العدائية، ان هذا أمر غير مساعد للوضع القائم في سورية وقد وصل الأمر إلى تعادل في منطقة حلب. ولا يوجد مجال لدخول المساعدات الإنسانية للمدنيين في منطقة حلب ولم يتحقق وقف الأعمال العدائية بطريقة حقيقية، وهذا يعيق استئناف المفاوضات في جنيف».
وأضاف «مع ذلك سنستمر في الحوار مع الروس عبر مجموعة العمل لتحقيق الأهداف الثلاثة اي وقف حقيقي للأعمال العدائية وإدخال المساعدات الإنسانية وإستئناف المفاوضات في جنيف، وسوف نستمر في الحوار مع الروس لأنه لا يوجد حل عسكري في سوريا ولا يمكن تحقيق نصر نهائي. مع ان الروس يقولون انهم يتفقون معنا أنه لا حل عسكرياً للنزاع».
وحول اجتماع مسؤول صيني كبير مع الأسد وتعهده بدعم الجيش السوري قال تونر «اننا على تواصل مع المسؤولين الصينيين لإقناعهم بان الحل لا يمكن ان يكون عسكرياً وان الحل سيكون عبر التفاوض وتحقيق المرحلة الإنتقالية، ولا يمكن للأسد ان يكون له دور في مستقبل سوريا لأنه أنزل البؤس والمجازر على شعبه السوري، وحتى زيارة وزير الخارجية الهندي لسوريا لا تعني ان هناك تحالفاً مع النظام السوري، ويجب ايقاف الحرب الأهلية حتى نتمكن من القضاء على تنظيم الدولة».

 

تمام البرازي
القدس العربي