واشنطن تنصلت من قصف هجين بـ«الفوسفوري»! … «قسد» و«التحالف» يطلقان عملية ضد داعش.. والتنظيم يواصل ثأره
لم تمنع العملية العسكرية التي أطلقتها «قوات سورية الديمقراطية– قسد» ضد تنظيم داعش الإرهابي، الأخير من مواصلة عمليات «ثأره» منها، على حين تنصلت الولايات المتحدة الأميركية من جريمتها باستهداف بلدة هجين بريف دير الزور بقنابل الفوسفور المحظورة دولياً.
وبدأ «التحالف الدولي» و«قسد» أمس عمليتهما الأخيرة في شرق الفرات، لإنهاء وجود التنظيم في المنطقة، وفرض سيطرة «قسد» المدعومة من التحالف على كامل منطقة شرق الفرات، بحسب «المرصد السوري لحقوق الإنسان» المعارض.
ووفق «المرصد» دارت اشتباكات عنيفة بين «قسد» والدواعش، على خطوط التماس في محوري الباغوز وهجين، بالترافق مع عمليات قصف مدفعي وصاروخي مكثفة من قبل التحالف و«قسد» على مناطق في الجيب الأخير الخاضع لسيطرة التنظيم في شرق الفرات، وسط تحليق مكثف لطائرات «التحالف» وتنفيذها ضربات جوية، بين الحين والآخر، ما تسبب بمقتل ما لا يقل عن 17 مسلحاً من داعش وإصابة آخرين بجراح متفاوتة الخطورة، ورجح ارتفاع أعداد القتلى.
في غضون ذلك حاولت وزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون» التنصل من تأكيد روسيا، أن الجيش الأميركي استخدم قنابل فوسفورية خلال غارات جوية شنها أول من أمس على مواقع داعش في محافظة دير الزور، نافية صحة هذه الاتهامات.
وكان رئيس مركز المصالحة الروسي في سورية الفريق فلاديمير سافتشينكو أكد الأحد أن «مقاتلتين تابعتين للطيران الأميركي شنتا السبت غارات على بلدة هجين في محافظة دير الزور باستخدام ذخائر فوسفورية مشتعلة»، مشدداً على أن استخدام الأسلحة المحتوية على الفوسفور الأبيض أمر محظور بموجب البرتوكول الإضافي إلى اتفاقية جنيف لعام 1949.
ونقل موقع قناة «روسيا اليوم» الإلكتروني أمس عن المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية، شون روبيرتسون، أنه حتى اللحظة لا توجد لدى «البنتاغون» معلومات حول استخدام قنابل تحتوي على مادة الفوسفور الأبيض، مؤكداً أنه لا توجد قنابل فوسفورية لدى أي وحدة عسكرية أميركية في المنطقة، التي تم الحديث عنها.
ورغم تعرض داعش لهجوم «قسد» والتحالف» عمدت مجموعة من داعش مؤلفة من ما لا يقل عن 10 مسلحين إلى مهاجمة موقع «قسد» خلال الـ24 ساعة في قرية الباغوز بريف دير الزور الشرقي، وأسفر الهجوم عن مقتل 5 مسلحين على الأقل من المجموعة التابعة للتنظيم، في حين قضى مقاتل من «قسد» وأصيب 4 آخرين بجراح متفاوتة، قبل أن يلوذ المهاجمون بالفرار، بحسب المرصد.
بموازاة ذلك أكد نشطاء على «فيسبوك» انفجار عبوة ناسفة زرعها مجهولون، استهدفت أحد مسؤولي «قسد» المدعو باسم الطيف، أمام مشفى قرية الكسرة بريف دير الزور الشمالي الغربي، دون ورود معلومات عن إصابات، كما انفجرت عبوة ناسفة أخرى استهدفت سيارة ما يسمى «وزير التربية» التابع لـ«قسد» قرب بلدة الصور بريف دير الزور الشمالي الشرقي.
واعتقلت «قسد» أول من أمس 29 من مسلحي داعش وعوائلهم، في بادية دير الزور، خلال محاولتهم الفرار من دير الزور باتجاه الحدود السورية – العراقية، ومن ثم التوجه نحو تركيا، وبينهم مسلح تركي الجنسية و3 آخرون من جنسيات مختلفة غير سورية، كانوا برفقة زوجاتهم اللواتي يحملن الجنسية الروسية، مع مقاتلين آخرين من جنسيات سورية وإقليمية، بحسب المصادر.
من جهتها أكدت مواقع إلكترونية معارضة، أن «قسد» شنت حملة أمنية أمس في قرى «الأنصار، عجاج، الرويان، الرشيد، الأندلس، الحايف، خط النانية، الربيعة، السلحبية، السويدية الصغيرة» غرب مدينة الرقة، واعتقلت نحو 270 شخصاً بتهم الاتجار بالأسلحة والانتماء لداعش وخلايا نائمة لللجيش العربي السوري إضافة إلى ترويج المخدرات، وذلك بعدما أعلنت «قسد» عن حظر للتجوال في مدينة الطبقة وريفها منذ ثلاثة أيام والتي انتهت مساء الأحد.
وأشارت المواقع إلى أن «فريق الاستجابة الأولية» التابع لما يسمى «مجلس الرقة المدني» انتشل 13 جثة من تحت الأنقاض في مدينة الرقة.
ووصل عدد الجثث التي انتشلوها من تحت الأبنية المدمر إلى 2250 جثة، منها سلم لذويها وأخرى مجهولة دفنت في مقبرة «الشهداء» في تل البيعة، وفق أحد الأطباء الذي لم تذكر اسمه المواقع.
المصدر: الوطن