واشنطن تهدد موسكو بتعليق التعاون حول سوريا والأمم المتحدة تندد بـ«جرائم حرب» في حلب
هددت واشنطن موسكو أمس الاربعاء بتعليق التعاون معها حول سوريا فيما ندد الأمين العام للأمم المتحدة بتعرض اثنين من المستشفيات الرئيسية في الجزء الخاضع لسيطرة الفصائل المقاتلة في حلب للقصف مشيرا إلى «جرائم حرب».
وتعتبر منظمات غير حكومية وسكان ان هذه الهجمات المتعمدة من النظام السوري وحليفه الروسي هدفها القضاء على البنية التحتية التي لا تزال قيد الاستخدام في المناطق المحاصرة التي تفتقد إلى كل شيء.
وخلال محادثة هاتفية جديدة، ابلغ وزير الخارجية الاميركي جون كيري نظيره الروسي سيرغي لافروف أن «الولايات المتحدة تستعد لتعليق التزامها الثنائي مع روسيا حول سوريا، وخصوصا إقامة مركز مشترك» للتنسيق العسكري بحسب ما ينص عليه الاتفاق الروسي الاميركي الموقع في جنيف في التاسع من ايلول/سبتمبر قبل ان ينهار بعد عشرة أيام.
وهذا التعاون بين موسكو وواشنطن الذي سعى اليه جون كيري حتى النهاية طوال أشهر، سيتوقف إلا إذا «اتخذت روسيا تدابير فورية لوضع حد للهجوم على حلب وإعادة العمل بوقف الأعمال القتالية» الذي «انتهى» في 19 ايلول/سبتمبر مع قرار الجيش السوري بدء الهجوم على حلب تزامنا مع انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
وأعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسيف»، أمس الأربعاء، مصرع 96 طفلا، وإصابة 223 آخرين، شرقي مدينة حلب (شمالي سوريا)، منذ الجمعة الماضي.
وقال مساعد المدير العام لـ «يونيسيف» جاستن فورسيث، في بيان نشره الموقع الرسمي للمنظمة على شبكة الانترنت، إن «تزايد أعداد القتلى من الأطفال، التي وصلت 96 حالة، تكشف عن الكابوس الذي يعيشه أطفال حلب، لاسيما في ظل الاعتداءات الأخيرة، التي أسفرت أيضا عن إصابة 223 طفلا بجروح متفاوتة الخطورة».
وعن الاعتداءات على الأطفال، لفت فورسيث إلى أنه «لا يوجد أي مبررات لهذا التجاهل السافر للحياة البشرية، فهو بالتأكيد أسوأ ما رأت أعيننا».
وقال قيادي في المعارضة السورية لـ «رويترز» أمس الاربعاء إن دولا أجنبية زودت مقاتلي المعارضة براجمات غراد أرض ـ أرض من طراز لم يحصلوا عليه من قبل ردا على هجوم كبير تدعمه روسيا في مدينة حلب.
وقال العقيد فارس البيوش إن مقاتلي المعارضة حصلوا على «كميات ممتازة» من راجمات غراد يصل مداها إلى 22 و40 كيلومترا وإنها سوف تستخدم في جبهات القتال بحلب وحماه والمنطقة الساحلية.
وحصل مقاتلو المعارضة على راجمات غراد من قبل لكن البيوش قال إن هذه هي المرة الأولى التي يحصلون فيها على هذا الطراز.
وأضاف من دون ذكر المزيد من التفاصيل أن كل دفعة من الراجمات تحتوي على 40 راجمة. وقال إن مقاتلي المعارضة لديهم مخزونات سابقة من الراجمات استولوا عليها من مخازن الجيش.
وأشار إلى أنه لا يوجد مؤشر على أن مقاتلي المعارضة سيحصلون على أسلحة مضادة للطائرات كما طلبوا.
وكان فيديو نشر على موقع «يوتيوب» يوم الاثنين الماضي أظهر مقاتلين من «الجيش السوري الحر» وهم يطلقون نيران راجمات غراد على مواقع للحكومة قرب حلب. وأكد البيوش أن مقاتلي المعارضة حصلوا على الأسلحة المستخدمة أخيرا.
وتحصل جماعات للمعارضة تقاتل تحت لواء «الجيش السوري الحر» على مساعدات عسكرية من دول تعارض نظام الرئيس السوري بشار الأسد عبر مركز للتنسيق تدعمه الولايات المتحدة في تركيا.
وزوّد الداعمون الأجانب للمعارضة المسلحة المقاتلين براجمات غراد روسية الصنع من قبل. وقال مقاتلون من المعارضة لـ «رويترز» آنذاك إنهم حصلوا على راجمات يصل مداها إلى 20 كيلومترا هذا العام ردا على هجوم سابق على حلب.
إلى ذلك قال سكان إن أضرارا لحقت بمستشفيين كما أصيب مركز لتوزيع الخبز في قصف لشرق مدينة حلب السورية الخاضع لسيطرة المعارضة في الساعات الأولى من صباح أمس الأربعاء فيما تواصل القوات الحكومية حملتها المدعومة من روسيا للسيطرة على المدينة بأكملها.
وقال سكان والمرصد السوري لحقوق الإنسان إن مركز توزيع الخبز في حي المعادي أصيب بنيران المدفعية بينما كان الناس مصطفين للحصول على الخبز مما أسفر عن مقتل ستة أشخاص على الأقل.
ويقع أحد المستشفيين بالقرب من مركز توزيع الخبز بينما يقع المستشفى الآخر في منطقة أخرى في حلب هي حي الصاخور.
وقال محمد أبو رجب وهو طبيب أشعة في المستشفى الثاني المعروف باسم مستشفى ميم 10 إن القصف نفذ حوالي الساعة الرابعة صباحا. وأضاف: «سقط الركام على المرضى في غرفة العناية المركزة.»
وقال عاملون في المجال الطبي بالمستشفى ذاته إن الضربات أصابت أيضا مولدات الأوكسجين والكهرباء وإن المرضى نقلوا إلى مستشفى آخر بالمنطقة.
ويعتقد أن أكثر من 250 ألف مدني محاصرون في الجزء الخاضع لسيطرة المعارضة من حلب حيث أسفر القصف المكثف من جانب قوات الحكومة وحلفائها عن مقتل المئات منذ انهيار وقف لإطلاق النار الأسبوع الماضي.
من جانبه حذر رئيس الدبلوماسية الإيطالية باولو جينتيلوني روسيا من أن استمرار موقفها في حلب «سيفضي إلى استعداء كل المسلمين السنّة في المنطقة».
ونقل راديو «انكيو (حكومي)» عن جينتيلوني، امس الأربعاء، قوله: «تدخل روسيا في سوريا قد خدم بوتين (الرئيس الروسي) في استعادة دور القوة العظمى لبلاده، لكن روسيا ستعود مرة أخرى إلى العزلة، وإذا ما استمرت في موقفها هذا في حلب، وفي سوريا، فإن كل السنّة في المنطقة سوف يقفون ضدها».
واعتبر الوزير، أن «القصف المتواصل على حلب لأسابيع طويلة، هدفه غير واضح وهمجي، فالروس لا يقاتلون ضد جيش، بل ضد مدينة»، مضيفا: «لم يلتزم الروس بالتعهد الذي قطعوه على أنفسهم مطلع سبتمبر/أيلول الجاري (تجديد الهدنة)».
ولفت جينتيلوني إلى أن «روسيا هي الأداة التي يمكن أن تستخدم لكبح جماح (الرئيس السوري بشار) الأسد»، و»التوصل إلى حل للنزاع السوري».
وأعرب جينتيلوني عن «الأمل في البحث مع الروس في إحياء فكرة الهدنة التي كان تم التفاوض عليها قبل 3 أسابيع». وجدد الإشارة إلى أن «إيطاليا ظلت تنظر إلى التدخل الروسي في سوريا كعلاج محتمل، نظرا إلى أن الأسد لن يترك السلطة طواعية، ولأن وجوده على السلطة قد نتج عنه مقتل مئات الآلاف من السوريين».
المصدر : القدس العربي