واشنطن مترددة بشأن سوريا
مع انتهاء الانتخابات الأميركية وتصاعد دموية الحرب السورية واتساعها عمدت إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى إعادة النظر في خياراتها للتعامل مع الصراع.
ولم يتضح بعد ما إذا كان هذا سيؤدي إلى تغير في الاستراتيجية أم لا. ويتوخى الرئيس أوباما ومستشاروه حذرا بالغا كما يقول مسؤولون حاليون وسابقون يشاركون في المشاورات. ولكن من يؤيدون تدخلاً أميركيا أكبر، ومن بينهم زعماء المعارضة السوريون، يعتقدون أن الوقت حان. وهم يقولون: إن ما على واشنطن التفكير فيه هو دعم أكبر لمقاتلي الجيش الحر وربما عمل عسكري محدود.
وقال جوزيف هوليداي، الضابط السابق في المخابرات العسكرية الأميركية والخبير في شؤون المعارضة السورية في معهد دراسة الحرب، والذي كثيراً ما يطلع المسؤولين الأميركيين على أحدث المعلومات: «أنا مندهش من سرعة حديث الناس عن سوريا» بعد الانتخابات. وأضاف: «أعتقد أن هناك شعوراً بأن عدم اتخاذ أي خطوة هو في حد ذاته اختيار.. وإنه كلما طال وقت عدم اتخاذنا أي خطوة تدهورت الأوضاع».
البيان
إعاد نظر
وتقول مصادر مطلعة: إن المشاورات التي تجري داخل وزارة الخارجية الاميركية ووزارة الدفاع (البنتاغون) وجهات أخرى هي ليست جزءا من إعادة النظر في السياسة بناء على أوامر من الحكومة المركزية.. فيما قال مسؤول رفيع في الإدارة لوكالة «رويترز»: «نعيد النظر باستمرار في الخيارات»، لكنه قال: إنه ليس هناك تغيراً في معارضة البيت الأبيض لتسليح الجيش الحر مباشرة. لكن مسؤولا أميركيا آخر مطلعا على سياسة واشنطن تجاه سوريا أكد أن مراجعة السياسة في فترة ما بعد الانتخابات تجري حاليا. ومضى يقول: «السؤال هو.. ما الذي سوف نفعله؟».
شخصيات مؤثرة
وهناك تقارير تفيد بأن عددا محدودا من شخصيات أميركية رفيعة مثل السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة سوزان رايس -والتي تردد أنها وزيرة الخارجية الأميركية المقبلة خلفاً لهيلاري كلينتون، هم أكثر تأييداً لاتخاذ إجراء قوي. ويقول أطراف مطلعون على هذه القضية: إن الجيش الأمــيركي وأجهزة الاستخبارات أكثر عزوفا.
لكن هذا الوضع ربما يتغير الآن. إذ إن عناصر مختلفة من الجيش السوري الحر أصبحت تسيطر على أجزاء متزايدة من الأرض. ويتعين على الائتلاف الوطني السوري للقوى المعارضة والثورية تحت رئاسة رجل الدين الإصلاحي معاذ الخطيب الاستفادة من هذه الانتصارات.
ويرى بعض الخبراء أن روسيا التي تدعم الأسد ربما بدأ صبرها ينفد من الزعيم السوري.