واشنطن وموسكو تفشلان في إحياء الهدنة بسوريا

26

فشلت الولايات المتحدة وروسيا في الاتفاق على كيفية استئناف وقف إطلاق النار في سوريا خلال اجتماع عقد الخميس ووصفه وسيط الأمم المتحدة إلى سوريا بأنه كان “مطولا وشاقا ومخيبا للآمال”، في الوقت الذي يتجدد فيه القصف في حلب في أحياء يقطنها عدد كبير من المدنيين.

واجتمعت المجموعة الدولية لدعم سوريا على هامش اجتماع الأمم المتحدة السنوي لزعماء العالم في نيويورك في الوقت الذي أعلن فيه الجيش السوري بدء هجوم عسكري جديد على شرق مدينة حلب الذي تسيطر عليه المعارضة المسلحة.

وقال وزير الخارجية الأميركي جون كيري بعد الاجتماع “تبادلنا الأفكار مع الروس وننوي التشاور غدا بشأن تلك الأفكار” معبرا عن قلقه إزاء الأنباء التي أفادت بالهجوم السوري الجديد.

وأضاف “أنا أقل عزما اليوم عما كنت بالأمس بل أنني أكثر إحباطا”.

وتوصلت روسيا والولايات المتحدة في التاسع من سبتمبر أيلول إلى اتفاق يهدف إلى إعادة عملية السلام في سوريا إلى مسارها الصحيح. وتضمن ذلك هدنة في سائر أنحاء البلاد وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية وإمكانية التعاون العسكري المشترك لاستهداف الجماعات الإسلامية المحظورة.

غير أن الهدنة انهارت فعليا بعد أسبوع واحد عندما تم قصف قافلة إغاثة ومقتل نحو 20 شخصا.

وقال ستافان دي ميستورا مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا للصحفيين “الأنباء الجيدة هي أن روسيا والولايات المتحدة اتفقتا على العمل المكثف بشأن إمكانية استئنافها (الهدنة) كان اجتماعا مطولا وشاقا ومخيبا للآمال”.

وأضاف “في الوقت نفسه يستأنف الجميع الصراع. ستكون الساعات والأيام القليلة القادمة على الأكثر حاسمة فيما يتعلق بالنجاح أو الفشل”.

وطالب كيري الأربعاء بأن توقف روسيا والحكومة السورية على الفور تحليق الطائرات فوق مناطق الصراع بسوريا.

وقال وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير “لم ننجح حتى الآن ولكن كان هناك الكثير من الدعم حول الطاولة للمقترح المتمثل في حظر مؤقت على تحليق جميع الطائرات من أجل تهيئة الظروف للهدنة”.

ووصف وزير الخارجية الفرنسي جان مارك أيرو رد فعل وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف على اقتراح عدم تحليق الطائرات بأنه “ليس مقبولا”. وقال إن الاجتماع كان مشوبا بالتوتر.

وأضاف أيرو “الهجوم على حلب يوضح لماذا نحن في حاجة إلى عدم تحليق الطائرات وإلا فلن تكون هناك أي هدنة”.

وقال لافروف إنه يتعين على المعارضة السورية اتخاذ خطوات نحو التوصل إلى تسوية.

لكن مسؤولا كبيرا بوزارة الخارجية الأميركية تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته قال للصحفيين “الكرة في ملعب الروس كي يعودوا إلينا مع بعض الأفكار الجادة تكون فوق مستوى أنماط الأشياء التي كانوا على استعداد للاتفاق عليها في الماضي فيما يتعلق بالأنشطة الجوية فوق أجزاء كبيرة من سوريا”.

قصف في حلب

ميدانيا قال عمال إنقاذ ونشطاء إن طائرات حربية استهدفت مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة في شرق حلب الجمعة في ثاني يوم من القصف العنيف وذلك بعد ساعات من إعلان الجيش عن بدء عملية عسكرية هناك.

وقال الجيش السوري – الذي يدعمه سلاح الجو الروسي- في وقت متأخر الخميس إنه قرر البدء في عملية جديدة في شرق حلب الخاضع لسيطرة المعارضة المسلحة والذي يقطنه ما لا يقل عن 250 ألف شخص وتعرض لضربات جوية عنيفة.

ولم يتسن على الفور الحصول على تعليق من الجيش السوري ولم ترد أنباء عن سقوط قتلى أو مصابين.

وقال عمار السلمو مدير خدمة الدفاع المدني في شرق حلب إن سربا من خمس طائرات حربية كان يحلق فوق المدينة وقال إنها طائرات روسية.

وأضاف أن موجة جديدة من القصف بدأت الساعة السادسة صباحا (0300 بتوقيت جرينتش) بعد هجمات عنيفة خلال الليل. وأضاف “ما يحدث الآن إبادة”.

وقال المرصد السوري إن 30 غارة جوية على الأقل استهدفت مناطق مختلفة من حلب منذ منتصف الليل.

 

المصدر : دار الاخبار