وسط تخاذل المجتمع الدولي.. التبرعات والمبادرات المحلية المتنفس الوحيد لـ ـمـ ـتـ ـضـ ـر ر ي الـ ـزلـ ـز ا ل الـ ـمـ ـدمّـ ـر في سوريا

بعد مضي 6 أيام على الفاجعة السورية يستمر معها التخاذل الكبير من قبل المجتمع الدولي والأممي وعدم وجود مساعدات إنسانية لسد احتياجات آلاف المتضررين جراء الزلزال من عوائل مشردة عن منازلها وتقطن في مراكز الإيواء والحدائق والمباني العامة وغيرها، إضافة لخذلان عملية الإنقاذ وانتشال العالقين من تحت الأنقاض التي تواصلها فرق الإنقاذ بمساندة الأهالي.
ومع هذا التعامي عن الأوضاع الكارثية والفاجعة الكبيرة التي تمر بها مناطق شمال غربي سوريا كانت المبادرات المحلية والفردية هي المتنفس الوحيد للمتضررين في المناطق المنكوبة، حيث بدأت داخلياً منذ اليوم الثاني للزلزال المدمّر جمع التبرعات المالية والعينية من الأهالي ولاسيما سكان مخيمات النزوح في إدلب وريفها عبر المساجد وجمع مبالغ مالية كبيرة ومواد إغاثية وإيصالها لأماكن تجمع العائلات المتضررة في مناطق نفوذ حكومة “الإنقاذ” و”الحكومة السورية المؤقتة”.
وفي الجهة المقابلة انطلقت العديد من المبادرات المحلية بمسميات مختلفة من عدة مناطق سورية لاسيما مناطق نفوذ”الإدارة الذاتية” للوقوف لجانب مئات العوائل المتضررة، وعملت على تجهيز المساعدات التي تتجهز للدخول للمناطق المنكوبة، حيث انطلقت حملات عديدة من مناطق نفوذ “الإدارة الذاتية” من محافظات دير الزور والحسكة والرقة.
وأطلق ناشطون و مدنيون عبر مواقع التواصل الإجتماعي في مدينة الحسكة حملة تبرعات تحت مسمى “فزعة أهل الجزيرة” وذلك لمساعدة المناطق المنكوبة في كامل الأراضي السورية وبدأت الحملة بإنشاء 4 نقاط في المدينة للتبرع من قبل الأهالي حيث وصلت كمية المبلغ لأكثر من 50 مليون ليرة سورية.
كما أطلقت منظمات المجتمع المدني في شمال وشرق سورية حملة تحت اسم “هنا سوريا”، بمشاركة كافة الجمعيات والمنظمات العاملة في الرقة وتحت رعاية “الإدارة الذاتية”، لجمع التبرعات العينية وإمداد الأهالي في المناطق المدمرة بالمواد الطبية ودعمهم مادياً، كما بدأت عمليات جمع التبرعات المالية والعينية من قبل الأهالي في مناطق ريف دير الزور الشرقي لإرسالها للمتضررين في المناطق المنكوبة شمال غربي سوريا جراء الزلزال المدمّر.
ووصلت أمس قافلة مساعدات إنسانية، مقدمة من مؤسسة “بارزاني الخيرية” من أهالي إقليم كردستان العراق، عبر معبر باب السلامة على الحدود التركية – السورية، وتتألف القافلة من 14 شاحنة تحمل مواد إغاثية وطبية، لمساعدة المتضررين من الزلزال في شمال غربي سوريا.
ووفقاً لنشطاء المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن الكثير من المواطنين والنشطاء في مناطق شمال غربي سوريا يرون بأن ما تم جمعه من المبادرات المحلية والتبرعات من الأهالي الذين يعد غالبيتهم من النازحين والفقراء أكثر بكثير من المساعدات التي دخلت عن طريق المعابر الحدودية مع تركيا، والتي اقتصرت على قافلتين كانت الأولى اعتيادية وضمت 6 شاحنات والأخرى ضمت 14 شاحنة بكميات مواد قليلة جداً لا تكفي لسد احتياجات بضع عائلات دخلت عن طريق معبر باب الهوى الحدودي.
وأرسلت الإدارة الذاتية للمناطق المنكوبة شمال غربي سوريا قافلة مساعدات مؤلفة من 30 صهريج محروقات وشاحنات محملة بمواد إغاثية إلا أن فصائل “الجيش الوطني” الموالي لتركيا منعت مرورها بأوامر من عبد الرحمن مصطفى رئيس “الحكومة السورية المؤقتة” لعدم وجود موافقة تركية وذلك بعد وصولها عند النقطة صفر في معبر أم جلود في ريف منبج الذي يربط مناطق مجلس منبج العسكري المنضوي تحت قيادة قوات سوريا الديمقراطية مع مناطق درع الفرات في ريف حلب.
وضمن مناطق سيطرة قوات النظام شهدت المحافظات العديد المبادرات المحلية والفردية، حيث أرسلت قوافل مساعدات مقدمة من أهالي محافظة السويداء إلى المتضررين جراء الزلزال في محافظتي اللاذقية وحلب، ضمن حملة أطلق عليها اسم “من الأهل للأهل.
وفي محافظة درعا أطلق أهالي حملة تحت اسم “فزعة حوران” تضمنت جمع تبرعات مالية للمتضررين جراء الزلزال في المحافظات السورية، حيث تمكن القائمون عليها من جمع مبلغ مليار ونصف المليار ليرة سورية حتى الآن.
وكان التكافل الاجتماعي وذوبان الطائفية والعرقية سيد الموقف منذ وقوع فاجعة الزلزال المدمر، حيث وصلت الكثير من المساعدات الإغاثية للمتضررين جراء الزلزال في مدينة جبلة الذين تدمرت منازلهم وهم من السنة مقدمة من مواطنين من أبناء الطائفة “العلوية”