وسط معلومات عن إعدام عدد منهم….مخاوف متزايدة حول مصير أكثر من 200 من مختطفي قريتين حدوديتين بدير الزور في سجون الحشد الشعبي العراقي
لا تزال المخاوف في تصاعد على حياة العشرات من أبناء قريتي الهري والسويعية الحدوديتين مع العراق، في سجون قوات الحشد الشعبي العراقية، التي اختطفتهم قبل أشهر، وفي التفاصيل التي حصل عليها المرصد السوري لحقوق الإنسان فإنه لا يزال ذوو المعتقلين متخوفون من مصير أبنائهم المختطفين في سجون الحشد الشعبي، بعد توارد معلومات أبلغها الأهالي للمرصد السوري بأن قوات الحشد الشعبي العراقي عمدت لإعدام عدد من المختطفين، فيما يعيش البقية أوضاعاً مزرية، وسط غموض يلف مصيرهم الذي تتصاعد المخاوف حوله، إذ نشر المرصد السوري لحقوق الإنسان خلال الأسابيع الفائتة أن قوات الحشد الشعبي العراقية، التي عبرت الحدود السورية – العراقية، اختطفت مدنيين من قريتين حدوديتين هما الهري والسويعية في أقصى شرق دير الزور، عند الحدود مع العراق، خلال عمليات عسكرية ضد تنظيم “الدولة الإسلامية”، والتي تزامنت مع هجوم واسع لقوات النظام على منطقة البوكمال، إذ كان رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان من عدد من المصادر الموثوقة، اختطاف أكثر من 200 مدني، من أهالي قريتي السويعية والهري، في الريف الشرقي لدير الزور الشرقي، في أواخر العام الفائت 2018.
التفاصيل التي حصل عليها المرصد السوري لحقوق الإنسان، حينها تضمنت بأن عمليات القصف المدفعي والصاروخي والجوي في الربع الأخير من العام 2017، دفعت الكثير من أهالي قريتي الهري والسويعية الواقعتين على الحدود السورية – العراقية، إلى النزوح، لتتجاوز قوات الحشد الشعبي العراقي، الحدود السورية – العراقية في مطلع تشرين الثاني / نوفمبر من العام الفائت 2017، وتسيطر على قريتي الهري والسويعية، بالتزامن مع العمليات العسكرية لقوات النظام وحلفائها في منطقة البوكمال، وعمد الحشد الشعبي العراقي حينها، لفرض حظر تجوال في قريتي السويعية والهري، بعد سيطرته عليهما، عقب قيامه بتجميع من تبقى من سكانهما في بيوت محددة، ومن ثم جرى بعد 4 أيام من سيطرته على القريتين الحدوديتين، تجميع سكان القريتين في ساحة المعبر الواصل بين البوكمال السورية والقائم العراقية، بذريعة توزيع “سلال غذائية ومساعدات إنسانية ووجبات طعام”، إلا أن قوات الحشد الشعبي عمدت عند تجمع السكان، إلى اقتياد أكثر من 200 مدني، من أبناء قريتي الهري والسويعية، من شبان ورجال وجرى نقلهم نحو الجانب العراقي، وقد تمكن المرصد السوري لحقوق الإنسان من توثيق نحو 82 اسماً منهم، وسط استمرار عملية توثيق ما تبقى من أسماء للمختطفين لدى قوات الحشد الشعبي العراقي، في حين نشر المرصد السوري في مطلع تشرين الثاني من العام الفائت 2017، عن اجتياز الحشد الشعبي للحدود العراقية – السورية، في غرب نهر الفرات، وقيامه بتنفيذ عملية عسكرية بموازاة العمل العسكري للنظام وحلفائه بدعم روسي – إيراني، في منطقة البوكمال، حيث دارت حينها اشتباكات عنيفة بين تنظيم “الدولة الإسلامية” من جهة، وعناصر الحشد الشعبي العراقي من جهة أخرى، على محاور قرب الحدود السورية – العراقية، عند منطقة الهري الحدودية، في الريف الشرقي لدير الزور، بعد تمكن قوات الحشد الشعبي من السيطرة على مدينة القائم في الجانب العراقي، والمقابلة لمدينة البوكمال في الجهة السورية.
إن المرصد السوري لحقوق الإنسان يجدد مطالبته للجهات الرسمية العراقية، ومختطفي المواطنين السوريين، بالكشف عن مصير أكثر من 200 مدني اعتقلهم الحشد الشعبي العراقي من قريتي السويعية والهري على الحدود السورية مع العراق، في ريف مدينة البوكمال، كما يدعو المرصد السوري الجهات الدولية للضغط على السلطات العراقية، للإفراج الفوري عنهم وكشف مصيرهم، وإعادتهم إلى ذويهم، بعد أن اعتقلتهم من مناطق تواجدهم بذرائع مختلفة.