وقف إطلاق النار يستمر والهدوء يخيم على القسم الجنوبي من العاصمة دمشق في ترقب للتوصل لاتفاق نهائي وكامل
محافظة دمشق – المرصد السوري لحقوق الإنسان:: لا يزال الهدوء الحذر مستمراً في القطاع الجنوبي من العاصمة دمشق، منذ ظهر اليوم الخميس، بعد وقف إطلاق نار جرى على خطوط التماس بين قوات النظام المدعمة بالمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية من جهة، وعناصر تنظيم “الدولة الإسلامية” من جهة أخرى، في القطاع الجنوبي من العاصمة دمشق، في ترقب للتوصل لاتفاق نهائي وكامل بين النظام والتنظيم حول انسحاب الأخير من جنوب دمشق لوجهة أخرى يرجح أنها البادية السورية، حيث مناطق سيطرة التنظيم فيها.
المرصد السوري نشر اليوم أنه استكملت العمليات العسكرية في جنوب العاصمة دمشق، شهرها الأول، منذ اندلاعها في الـ 19 من نيسان / أبريل من العام الجاري 2018، بعد انقلاب تنظيم “الدولة الإسلامية” على الاتفاق الذي جرى التوصل إليه مع قوات النظام وحلفائها، حول مغادرتهم أحياء القدم والحجر الأسود ومخيم اليرموك والتضامن، إلى البادية السورية، واستمرت وتيرة القتال بالتصاعد، نتيجة لمحاولة قوات النظام إنهاء وجود التنظيم في المنطقة، حيث تتالت عمليات التقدم من قبل قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية، لحين تمكنها من تحقيق أول تقدم استراتيجي تمثل بالسيطرة على حي القدم ومن ثم السيطرة على الجيب الواقع في الأطراف الشمالية لمخيم اليرموك، والخاضع لسيطرة هيئة تحرير الشام التي غادرت المنطقة باتفاق مع النظام، انتقل فيها عناصرها مع عوائلهم إلى محافظة إدلب بالشمال السوري، تلاها تقدم لقوات النظام في حي الحجر الأسود والسيطرة على أجزاء واسعة من الحي، قبل أن يبدأ التنظيم هجوماً معاكساً تمكن فيه من استعادة مناطق وقتل العشرات من عناصر النظام وحلفائها، ليعمد الأخير إلى تنفيذ هجوم مضاد أسفر عن سيطرته على كامل حي الحجر الأسود، بالإضافة للتقدم والسيطرة على أكثر من 30% من مخيم اليرموك ومحاولة التقدم في حي التضامن، لحين الوصول إلى اليوم الـ 19 من أيار / مايو الجاري من العام 2018، تاريخ حدوث وقف إطلاق نار بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية من جانب، وعناصر تنظيم “الدولة الإسلامية” من جانب آخر، في القسم المتبقي من جنوب دمشق والمتمثل بأقل من 70% من مخيم اليرموك وجزء من حي التضامن، تمهيداً للتوصل إلى اتفاق كامل لخروج وانسحاب عناصر تنظيم “الدولة الإسلامية” من جنوب دمشق نحو وجهة أخرى من المرجح أن تكون البادية السورية، كما أن شهراً كاملاً من المعارك العنيفة، المترافقة مع قصف مكثف من قبل قوات النظام وحلفائها من جنسيات سورية وغير سورية، بالقذائف الصاروخية والمدفعية، والقصف بصواريخ يعتقد أنها من نوع أرض – أرض، وسط قصف من الطائرات الحربية والمروحية بالصواريخ والقنابل والبراميل المتفجرة، والتي تسببت في دمار كبير في ممتلكات مواطنين وفي البنى التحتية، حيث دمرت مئات الأبنية والمنازل والمحال التجارية، كما شهدت جبهات القتال وخطوط التماس بين الطرفين، استهدافات متبادلة بالصواريخ والقذائف والآليات المفخخة.
كذلك فقد تسببت الاشتباكات العنيفة والقصف المكثف في الجنوب الدمشقي، بسقوط خسائر بشرية من مدنيين ومقاتلين وعناصر من التنظيم والنظام وحلفائه، حيث وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان 56 بينهم 16 طفلاً و7 مواطنات استشهدوا منذ الـ 19 من نيسان الفائت، في القصف من قبل قوات النظام بالقذائف المدفعية والصاروخية والقصف بصواريخ يعتقد أنها من نوع أرض – أرض والقصف من الطيران الحربي والمروحي بالصواريخ والقنابل والبراميل المتفجرة على أماكن في القسم الجنوبي من العاصمة دمشق، فيما لا تزال أعداد الشهداء قابلة للازدياد لوجود عشرات الجرحى والمفقودين، حيث يعاني عدد من الجرحى من إصابات بليغة وأخرى حرجة، فيما لا يزال مجهولاً مصير الكثير من المفقودين فيما إذا كانوا فارقوا الحياة أم أنهم لا يزالون على قيد الحياة، حيث يحاول المدنيون والمنقذون عند تراجع وتيرة القصف، إلى محاولة انتشال عالقين أو جثامين من تحت أنقاض الدمار الذي يخلفه القصف على مخيم اليرموك وبقية مناطق سيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية”، في حين وثق المرصد السوري 233 على الأقل عدد القتلى من عناصر تنظيم “الدولة الإسلامية” ممن قتلوا خلال الفترة ذاتها، جراء القصف والاشتباكات والاستهدافات التي خلفت عشرات المصابين كذلك، منذ الـ 19 من نيسان / أبريل من العام الجاري 2018، كما ارتفع إلى 251 على الأقل عدد القتلى من عناصر قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية، ممن قتلوا منذ الـ 19 من نيسان / أبريل الفائت من العام الجاري، بينهم 31 ضابطاً برتب مختلفة، ومن ضمنهم 9 جرى إعدامهم، وعدد القتلى قابل للازدياد نتيجة وجود جرحى بحالات خطرة