أبرزها “العادات والتقاليد.. العشائرية.. العائلية”.. تحديات وصعوبات كبيرة تواجه النساء العاملات بعدة مجالات في الشمال السوري

127

تواجه النساء في الشمال السوري عدة صعوبات تقف أمام عملهن في مجالات معينة، مثل عملهن في المؤسسات المدنية والمنظمات ومجالات أخرى كالإعلام وضمن منظمات حقوقية وفرق الإنقاذ الطبية والتدريس وغيرها العديد من المجالات، ومن أبرز الصعوبات هو التمييز وعدم توفر الفرص وعدم حصولهن على التواجد في وظائف مهمة، من أكثر الأسباب شيوعاً بحسب ما ترى الناشطة الاعلامية “أ.م” هو ضياع حق المرأة في الانخراط بمؤسسات معنية بصناعة القرار وإدارة المناطق مثل المجالس المحلية والدوائر التابعة لحكومتي”الإنقاذ” و”المؤقتة” وهذا يتضح من خلال دراسة واقع المرأة في هذه الأماكن الحساسة وتواجدها ضمنها، فالمرأة لا تشكل إلا نسبة قليلة لا تتعدى 5% فقط، وتؤكد “أ.م،” أن الصورة النمطية الراسخة في ذهن المجتمع منذ عشرات السنين لم تتغير لحد اللحظة، رغم ما أحرزته المرأة في الشمال السوري خلال سنوات الثورة من انجازات، فهي التي كانت في معظم الأحيان إلى جانب الرجل في المطالبة بالحرية والعدالة وصمدت أيضا في وجه آلة الحرب وعانت الكثير ما لا يسع المجال لتفصيله، وضمن حديثها للمرصد السوري لحقوق الإنسان عن الصعوبات التي تواجهها كعاملة في مجال الإعلام، تقول “أ.م”: واجهت انتقادات عديدة عندما بدأت في العمل الاعلامي حتى من قبل أفراد أسرتي وأقاربي، ظنا منهم أن هذا المجال حكراً على الرجال فقط، وإلى الآن أواجه صعوبات أثناء العمل، ونظرة المجتمع لي خصوصاً في  تصوير التقارير والمظاهرات، أو التنقل بين المدن والبلدات، تكون نظرة احتقار لي واستغراب بالوقت ذاته، وتختم “أ.م” حديثها قائلة: رغم ذلك فلن أتوقف عن عملي الذي أجده طبيعياً ومن حقي أيضاً أن أخدم قضيتي وأساهم في تغطية الأحداث وانتهاكات حقوق الانسان بأي طريقة سواء كانت مكتوبة أو مرئية.

بدورها ترى السيدة “د.ص”، مديرة إحدى الجمعيات المهتمة بشؤون تعزيز دور المرأة وتمكينها في الشمال السوري، قالت: أنه وعلى الرغم من ما أسمته “نضال” طويل للكثير من السيدات في سبيل تغيير صورتهن النمطية لدى المجتمع في المنطقة، إلا أنه لا يزال هناك فئات عديدة من المجتمع السوري تساهم في انتهاك حقوق المرأة، وخصوصاً في المناطق الريفية والتي مبنية على صبغة عشائرية – عائلية – مناطقية، وتضيف قائلة: أساهم عبر الجمعية في تعزيز دور المرأة ومنحها آليات القوة والحماية لتكون أكثر فاعلية في المنطقة، من خلال عقد ندوات تشاورية وإقامة دورات مكثفة للفتيات، حتى لا نكون غير منصفين فإنه يوجد هناك تقبل لوجود المرأة في العمل والاعتراف بدورها من قبل نسبة من الرجال وخصوصاً فئة الشباب، وتؤكد “د.ص” في شهادتها للمرصد السوري لحقوق الإنسان، أنها تتعرض أثناء عملها لنظرة استخفاف واستغراب من قبل الكثير، وعدم تقبلها كناشطة في مجال حقوق المرأة، ويعتبرها البعض أنها تساعد النساء في التمرد والانحلال الأخلاقي، علماً أن المطالب سهلة ولا تحتاج لكل هذا التعقيد، فمن حق المرأة مثلاً أن تتعلم وأن تختار الشريك المناسب وأن تمارس حقها في العمل بوظائف تستحقها، وأن تساهم في بناء متجمعها وتطويره كالرجل تماماً

من جانب آخر يشير أحد العاملين في المجال الطبي في مدينة إدلب، أنه يعمل إلى جانب عدد من زميلاته في المشفى، ولا يرى هناك أي اختلاف بينه وبينهن من حيث العمل، بل على العكس تماماً فهن أكثر جدية في العمل ومساعدة المرضى في الكثير من الأحيان، ويتحملن أعباء العمل أكثر من بعض الأطباء والممرضين، وعن رأيه في عمل المرأة في الشمال السوري، يقول أن هناك مجالات أعطت المرأة حقها في العمل مثل العديد من المنظمات الإنسانية، ولكن من جهة أخرى فهي لم تأخذ حقها في المساهمة في صناعة القرار ضمن الوزارت التابعة لحكومة “الإنقاذ”، أو حتى “المجالس المحلية”، وهذا ينحصر في سببين، أولاً عدم تقبل الفكرة حتى من السكان، والسبب الآخر يعود لرفض للفئة الكبيرة من الشعب التي غُرست في عقله عادات وتقاليد مبنية على العادات القديمة وهي أن المرأة لا يحق لها التعلم، يجب أن تكون ربة منزل فقط، ويختم قائلاً: آمل أن يكون هناك تحسن في هذا الموضوع وأن تتمتع المرأة في الحصول على حقوقها بشكل كامل، فهذا لن يؤثر على الرجل بل لصالح المنطقة بشكل عام، فلا ننسى أن كثير من النساء متعلمات ومثقفات ولديهن الكثير من الخبرات التي تؤهلهن لذلك.