أبناء الرقة يبدون مخاوفهم من عملية عسكرية تركية تهجرهم من منازلهم

42

لم يلبث سكان الرقة من أن يتنفسوا الصعداء والعودة إلى منازلهم، بعد 4 سنوات من بطش الفصائل العسكرية ومابعدها تنظيم “الدولة الإسلامية” وصولاً للحرب الدامية التي دمرت مايقارب 80 بالمئة من المدينة والريف، حتى لوحت تركيا بعملية عسكرية، في إطار استكمال السيطرة على المناطق في شمال سورية، ففي عملية “نبع السلام” هجرت تركيا والفصائل الموالية لها أهالي مناطق “سلوك وحمام التركمان وتل أبيض”، وعملت على تغيير ديمغرافية المناطق في قرى ريف الرقة الشمالي وما ترتب عليه من موجات نزوح للسكان، وجعل من أصحاب الأرض مهجرون عن أراضيهم ومنازلهم، وأودى بهم أن يذوقوا مرارة العيش في المخيمات “تل السمن. المحمودلي” ومراكز الإيواء.
وتشهد مناطق في ريف الرقة الشمالي مثل عين عيسى والهوشان والهيشة ومحيطها، حركة نزوح للأهالي إلى مناطق أكثر أمنا مثل مركز المدينة والريف القريب.
وفي شهادته لـ”المرصد السوري” المواطن (ع.ح) 50عاماً من مدينة تل أبيض وهو نازح منذ كانون الأول 2019، يقول أنه خسر منزله، كما خسروا أخوته وأقاربهم منازلهم، منذ أن بدأت الحملة العسكرية التركية على تل أبيض واضطر مع أهله للنزوح باتجاه مدينة الرقة التي تبعد 100 كيلومتر عن تل أبيض، وحاله كحال العديد الذين هجرتهم الحرب وآتت أكلها عليهم.
ويتابع في حديثه، إن ظروف المعيشة قاسية، سيما على الطبقة الفلاحية، حيث أن الأراضي تحت رحمة “الجيش الوطني” والمنازل باتت لهم وتحولت منازل للمستوطنين الجدد عوائل عناصر “الجيش الوطني”، المهجرين غالبيتهم من المحافظات السورية.
وبحسب مصادر المرصد السوري فقد استولى عناصر “الجيش الوطني” على منازل المهجرين وأراضيهم، بدعاوى مختلفة وتلفيق تهم مختلفة منها الموالاة  لـ”قسد”، وهي أحاجيج واهية لا تقل عدوانية عن ممارسات تنظيم “الدولة الإسلامية” سابقا في الإستيلاء على ممتلكات المعارضين لوجودهم.
(ز.ع) 25 عاماً من أبناء قرية فلسطينية بريف تل أبيض يتحدث للمرصد السوري، قائلا إن الواقع الخدمي مزر جداً في قرى ونواحي ريف تل أبيض فمياه الشرب يتم استجرارها بالصهاريج وهي باهظة الثمن، حيث يبلغ سعر البرميل الواحد 2000 ليرة سورية، أما الخبز المدعوم فيكاد ينقطع تماماً، حيث يتم توزيع الخبز كل خمسة أيام، وباقي الأيام يتجه الأهالي لصناعة الخبز المنزلي “التنور والصاج”، كما أن واقع الكهرباء سيئ جداً ولايوجد مراكز صحية خاصة مع إنتشار أمراض الصيف “سحايا -حمى- ليشمانيا”.
ويتابع حديثه قائلا بأن مركز مدينة تل أبيض مخدم أكثر من مناطق ريف تل أبيض لكن يتم توفير الكهرباء من الجانب التركي عبر بطاقات مدفوعة الثمن وهي باهظة.
وبالحديث عن المشافي فهي تقتصر على العلاجات والفحوصات السريرية خدمة للمدنيين، أما الأمراض المزمنة والسارية والعمليات فيضطر الأهالي للذهاب إلى تركيا، أو التهريب نحو مناطق “الإدارة الذاتية”.
وبحسب مصادر المرصد السوري فإن الواقع المعيشي والخدمات شبه غائبة في ريف الرقة الشمالي، مع غياب أي مشاريع خدمية “ماء كهرباء خبز مدعوم طرق، مشاريع ري وإستصلاح”.
السيدة (ر.م) 45 عاماً وهي امرأة من مدينة الرقة متزوجة سابقاً في قرية كرومازات بريف الرقة الشمالي التي تسيطر عليها الفصائل الموالية لتركيا، تقول أنها بقيت في منزلها مع زوجها وأطفالها في قرية كرومازات، بعد سيطرة الفصائل وتركيا وكانت الخدمات متوفرة نوعاً ما، والكهرباء نعتمد عليها بمولدات الديزل حين كانت المحروقات متوفرة.
ولا يخفي أبناء الرقة مخاوفهم من عملية عسكرية تركية تهجرهم من منازلهم، في ظل الأوضاع المعيشية السيئة.