أبو بكر البغدادي يعطي “الأمان” المشروط لمسيحي القريتين و”يعقد الذِّمة” بينه وبينهم بعد أكثر من عام ونصف على إبرام آخر مع “نصارى الرقة”

33

وردت إلى المرصد السوري لحقوق الإنسان نسخة من “نص عقد الذمة” الذي أصدره تنظيم “الدولة الإسلامية” للمواطنين من أتباع الديانة المسيحية في مدينة القريتين بريف حمص الجنوبي الشرقي والتي سيطر عليها التنظيم في مطلع آب / أغسطس الفائت من العام الجاري.

 

وجاء في نص العهد ” هذا ما أعطاه عبد الله أبو بكر البغدادي أمير المؤمنين لنصارى ولاية دمشق – قاطع القريتين من الأمان: أعطاهم أماناً لأنفسهم وأموالهم ولا يكرهون على دينهم، ولا يضار أحداً منهم“.

وأضاف نص المعاهدة شروطاً على أتباع الديانة المسيحية في مدينة القريتين وهي::

أن لا يحدثوا في مدينتهم ولا في ما حولها ديراً ولا كنيسة ولا صومعة راهب.

أن لا يظهروا صليباً ولا شيئاً من كتبهم في شيء من طرق المسلمين أو أسواقهم، ولا يستعملوا مكبرات الصوت عند أداء صلواتهم وكذلك سائر عباداتهم.

أن لا يسمعوا المسلمين تلاوة كتبهم، وأصوات نواقيسهم ويضربونها في داخل كنائسهم.

أن لا يقوموا بأي أعمال عدوانية تجاه الدولة الإسلامية، كإيواء الجواسيس والمطلوبين قضائياً للدولة الإسلامية، وإذا علموا بوجود تآمر على المسلمين فعليهم التبليغ عن ذلك.

أن يلتزموا بعدم إظهار شيء من طقوس العبادة.

أن يوقروا الإسلام والمسلمين فلا يطعنوا بشيء من دينهم.

يلتزم النصارى بدفع الجزية على كل ذكر بالغ منهم، ومقدارها أربعة دنانير من الذهب (( المقصود بالدينار هنا هو دينار الذهب الذي كان يستخدم في المعاملات لأن ثابت المقدار، وهو يزن مثقالاً من الذهب الصافي، أو ما يعادل = 4.25 جم ذهب)) على اهل الغنى ونصف ذلك على متوسطي الحال، ونصف ذلك على الفقراء منهم، على أن لا يكتمونا من حالهم شيئ، ولهم ان يدفعوها على دفعتين في السنة.

لا يجوز لهم امتلاك السلاح.

لا يتاجروا ببيع الخنزير أو الخمور مع المسلمين أو في أسواقهم ولا يشربوها علانية – أي في الأماكن العامة

تكون لهم مقابرهم الخاصة بهم كما هي العادة.

أن يلتزموا بما تضعه الدولة الإسلامية من ضوابط كالحشمة في الملبس أو في البيع والشراء وغير ذلك.

 

وختم البيان بالقول ” فإن هم وفوا بما أعطوه من الشروط فإن لهم جوار الله وذمة محمد صلى الله عليه وسلم، على أنفسهم وأراضيهم وأموالهم، ولا يدفعوا عُشر أموالهم، إلا إذا جلبوا أموالاً للتجارة من خارج حدود الدولة الإسلامية غير ظالمين ولا مظلومين ولا يؤخذ رجل منهم بذنب آخر، فلهم جوار الله وذمة محمد صلى الله عليه وسلم حتى يأتي الله بأمره، ما التزموا بما ورد من الشروط في هه الوثيقة، وإن هم خالفوا شيئاً من هذه الوثيقة، فلا ذمة لهم،  وقد حل للدولة الإسلامية منهم ما يحل من أهل الحرب والمعاندة””.

 

جدير بالذكر أن المرصد السوري لحقوق الإنسان نشر أمس ما أبلغته به مصار موثوقة عن أن تنظيم “الدولة الإسلامية” قام باستلام مبلغ مادي خلال الـ 48 ساعة الفائتة، من رجال دين مسيحيين من مدينة القريتين بريف حمص الجنوبي الشرقي، والذي فرضه التنظيم، على أتباع الديانة المسيحية في القريتينكـ “جزية”، بعد الاتفاق معهم، وتخييرهم بـ “دفع الجزية”، أو “اعتناق الإسلام”، أو مغادرة المدينة، في الوقت الذي لا يزال فيه التنظيم يحتجز بطاقات المواطنين من أتباع الديانة المسيحية لديه، ورجحت المصادر أن يغادر معظم الأهالي المدينة، بعد استلام بطاقاتهم الشخصية، ومن بقي في المدينة فعليه “دفع الجزيرة” للتنظيم.

 

وكان تنظيم “الدولة الإسلامية” قام في الـ 20 من شهر آب / أغسطس الفائت، بهدم دير لأتباع الديانة المسيحية في ريف حمص الجنوبي الشرقي، حيث علم المرصد السوري لحقوق الإنسان أن تنظيم “الدولة الإسلامية” قام بهدم دير مار إليان في مدينة القريتين بريف حمص الجنوبي الشرقي والتي سيطر عليها تنظيم “الدولة الإسلامية” في السادس من شهر آب / أغسطس المنصرم، حيث قام عناصر التنظيم بهدم الدير، مستخدمين الجرافات، بحجة أن “الدير يعبد من دون الله”، وذلك بالتزامن مع تنفيذ طائرات النظام الحربية لنحو 20 غارة حينها على مناطق في مدينة القريتين.