أحمد الجباوي: الشعب السوري هو من تحمّل أعباء الانهيار الاقتصادي ومؤسف أن تصبح دمشق الياسمين عاصمة للكبتا  غون

أحمد الجباوي: المنطقة الآمنة لتركيا تخدم تركيا أمنياً كما تعطيها ورقة ضغط إضافية في الملف السوري

31

يرى القيادي السابق في الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أحمد ريشان الجباوي، في حوار مع المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن المواطن السوري هو من تحمّل أعباء الانهيار الاقتصادي الذي سببته سياسة النظام، مشيرا إلى  أن العقوبات كان هدفها الضغط على النظام، لكن الأخير استطاع الالتفاف عليها لتبقى تأثيراتها الكارثية على عموم الشعب.

 

س- رغم أن الأزمات الاقتصادية لم تفارق سورية على مدى السنوات الماضية من الحرب، إلا أن المآسي التي تلقي بها الأزمة الحالية لم يسبق أن خيمت بهذه التداعيات على السكان، لاسيما مع عجز حكومة النظام على تأمين المواد الأساسية والمحروقات وغيرهما ، بالإضافة الى عجزها عن كبح مسار الانهيار الذي تعيشه عملة البلاد. ما قراءتك للوضع؟

ج-لاشكّ أن المواطن السوري هو من تحمّل أعباء الانهيار الاقتصادي الذي سببته سياسة نظام الأسد من خلال حربها على الشعب الذي انتفض مطالباً بحريته، لقد أثبتت التجارب التاريخية أن الأنظمة الاستبدادية قد لا تتأثر بالضوائق المالية الملقاة على عواتق شعوبهم، لذا لا أعتقد أن الوضع الاقتصادي سيقود لانهيار وشيك للنظام، حيث أن أدوات النظام الأمنية تجد تمويلاً لها بطرق أخرى تساهم في طول عمرها. 

 

 

س-هل للعقوبات الغربية المفروضة على النظام دور بما تعيشة سورية اليوم ؟ 

ج- العقوبات الغربية استهدفت حسب ما قالت دبلوماسيات الدول الغربية قطاعات التسليح و ما يتعلّق بالحرب، فالعقوبات الغربية موجهة للضغط على النظام، لكن النظام استطاع الالتفاف عليها لتبقى تأثيراتها الكارثية على عموم السوريين معارضة و موالاة. 

 

 

س-بعد أن باتت سورية عاصمة دولية للكبتاغون، وفي خطوة لتضييق الخناق على مصادر تمويل النظام وفرض مزيد من العزلة السياسية عليه، أقر مجلس النواب الأميركي، مشروع قانون يطالب الحكومة الفيدرالية بتطوير استراتيجية مشتركة بين الوكالات، لتعطيل وتفكيك عمليات إنتاج المخدرات والاتجار بها في سورية، بوصفها خطرا عابرا للحدود، ما أهمية المشروع للسوريين، وهل يمكن  القول أن سورية فعلاً عاصمة دولية للمخدرات؟؟

ج– مما لاشك فيه أن تصنيف سورية كمصدر رئيسي للكبتاغون يؤلم كل سوري شريف، لطالما كانت دمشق منارة للعلم والحضارة والثقافة، لنتفاءل بالحراك الأمريكي الذي يستهدف الكبتاغون وصناعته وترويجه مع وجود شك كبير بنجاعة هذا التحرك، كشعب سوري لا يسعنا إلا أن نرحّب بكل جهد يكافح هذه الآفة التي يستخدمها النظام كمصدر تمويل له لممارسة المزيد من القمع ضد شعبه، للأسف أضحت دمشق الياسمين عاصمة للكبتاغون بعد أن تم إحباط عشرات الشحنات في معابر و موانئ عدة حول العالم. 

 

 

س-حديث عن عرض الأردن تقديم المساعدة في تعويم نظام بشار الأسد مقابل وقفه تصنيع وتهريب المخدرات باتجاه أراضيه، هل يمكن أن تنجح هذه الخطة ؟ 

ج-باعتقادي أن الأردن يسعى جاهداً لصد جبهته الشمالية وتحصينها ضد عمليات تهريب المخدرات، فالأردن كدولة جارة لسورية تسعى ما استطاعت لبناء علاقات مع سورية للحد من هذه التجارة، فيما يخص بتعويم الأسد لا أعتقد أن الأردن صاحب مبادرة بهذا الشأن، فهناك دول كبرى كروسيا تسعى لإعادة تموضع الأسد على الجغرافية السورية كاملة، فالأردن سعى ويسعى لبناء علاقات أخوة و حسن جوار مع سوريا بغض النظر عمن يحكم سورية. 

 

 

س-يتمسّك الرئيس التركي بإنشاء منطقة عازلة على طول الحدود السورية ، مالذي ستوفره هذه المنطقة؟

ج- المنطقة الآمنة لتركيا تخدم تركيا أمنياً كما تعطيها ورقة ضغط إضافية في الملف السوري، فتركيا تسعى لأن تكون لاعباً كبيراً في الملف السوري من خلال تواجدها سواء في شكال غرب سورية أو من خلال ضرب عمق في الأراضي السورية على امتداد حدودها، و قد شهدنا مؤخراً تصريحات تركية لعقد قمة سورية تركية روسية لهذا الخصوص، فمن وجهة نظر تركيا أن المنطقة ستكون بالتنسيق مع روسيا و نظام الأسد لخدمة أمن تركيا و المنطقة حسب تركيا.

 

 

 

س-ماهي الوسيلة الأنسب لتنفيذ القرارات الدولية من أجل حلحلة الصراع السوري خاصة وأن وسيلة العقوبات لم تنجح؟

ج-إن العملية السياسية لحل القضية السورية وصلت لطريق مسدود بسبب تعنت النظام و داعميه الروس من جهة و غياب الإرادة الدولية الحقيقية لتنفيذ القرارات الدولية ذات الصلة. في ظل كل هذه التعقيدات يجدر بالمعارضة السورية أن توحد صفوفها و تنشط في البلدان الداعمة لبيان جنيف و القرارات الأممية الخاصة بالملف السوري. نفتقد لوجود لوبي سوري يضغط بقوة سواء في الولايات المتحدة أو الدول الأوربية، و لذا يتوجب على المعارضة السورية مخاطبة البرلمانات في أوروربا و أمريكية و حثها على تنفيذ القرارات الدولية للحد من الكارثة التي أصابت و ما تزال تصيب السوريين إلى يومنا هذا. و لاشك أن أي حراك سياسي عليه أن يترافق بنشاط و خطاب إعلامي يسعى لإطلاع الغربيين على حجم المأساة السورية و السعى لحل إنساني عادل يحفظ كرامة و قيمة الإنسان السوري.