أزمة الخبز ضمن مناطق النظام السوري: أقدم عاصمة في التاريخ جائعة بفعل سياسة “الحكومة” وسط معاناة متصاعدة للمدنيين

42

لاتزال العاصمة دمشق وريفها وباقي المحافظات الخاضعة لسيطرة النظام السوري، تشهد أزمة متفاقمة لمادة الخبز وسط عجز كامل لسلطات النظام عن تأمين حلول للأزمة الخانقة التي تعتبر الأشد في تاريخ سورية، ووفقا لمصادر المرصد السوري، فإن كميات الطحين المقدمة لأفران الغوطة الشرقية من سلطات النظام السوري قلت خلال اليومين السابقين، مما دفع الأفران للعمل ساعات قليلة فقط، ومن ثم أُغلقت أبوابها في وجه الأهالي.

وفي ذات السياق، تشهد الأفران الأُخرى في جميع المحافظات السورية أزمة متواصلة على أفران الخبز، بالإضافة إلى تواصل أزمة المحروقات على محطات الوقود، حيث يضطر الأهالي لشراء ليتر البنزين من السوق الحرة بسعر 1200 ليرة سورية لليتر الواحد، بينما يبلغ سعر الليتر الواحد في محطات الوقود 450 ليرة سورية، لكن يتم بيع الوقود من المحطات المدعومة بكميات محددة عن طريق مايعرف بـ “البطاقة الذكية”.

وبدأت الأفران في محافاظات اللاذقية ودمشق وريف دمشق ، في أيلول المنصرم، بتوزيع الخبز عبر “البطاقة الذكية” كل يومين بحسب عدد الأفراد، حيث يتم “توزيع ربطة للشريحة بين فرد وفردين، وربطتين ‏للأسرة من 3 إلى 4 أفراد، و3 ربطات للأسرة من 5 إلى 6 أفراد، و4 ربطات ‏للأسر فوق 7 أفراد”، وذلك تطبيقا لقرار مجلس الوزراء في حكومة النظام السوري.

وفي شهادتها للمرصد السوري، تحدثت المواطنة (م.م) من أبناء العاصمة دمشق عن رحلتها إلى أفران “ابن العميد” في حي ركن الدين في العاصمة دمشق، “خرجت في تمام الساعة الثانية بعد ظهيرة يوم الاثنين إلى أفران ابن العميد، وشاهدت مايقارب الـ 500 شخص جلهم من النساء ينتظرون في طابور كبير للحصول على الخبز” وتابعت حديثها للمرصد، “الشبان يتعاركون مع بعضهم البعض بشكل دوري بسبب خلافهم أثناء وقوفهم على الدور، ويقومون بالشتم والسباب أمام النساء دون وجود أي رادع وايقافهم عن معاركهم وألفاظهم النابية خلال فترة انتظاري على دور الخبز، النساء وأثناء وقوفهم على دور الخبز يتحدثون على الحالة المأساوية التي وصلت إليها البلاد، إحداهن قالت لو أقدر اطلع برات البلد مابضل ثانية يضربوا هني وياها”

وأضافت المواطنة “اضطررت للوقوف على دور الخبز مايقارب الـ 4 ساعات بشكل متواصل، وعند اقتراب دوري، قال الشاب العامل على باب الفرن، بأن كمية الطحين نفذت عودوا غداً”، لتجبر على العودة خالية الوفاض، في الوقت الذي ينام بعض الأطفال والشبان أمام أبواب الفرن لليوم التالي كي يضمنوا حصولهم على مادة الخبز.