أزمة السكن تتفاقم في إدلب.. واستغلال مأساة النازحين يزيد من ظاهرة المخيمات العشوائية  

40

دخل فصل الشتاء ضيفا ثقيلا مع نزوح مئات آلاف المدنيين من ريف إدلب الجنوبي والشرقي وغياب دور المنظمات الإنسانية، ما أدى إلى انتشار مئات المخيمات العشوائية، في حين عملت مجموعات تطوعية على إنشاء منازل مؤقتة، لتصبح مقصدا للعائلات النازحة لتغني عن الخيام، كما تعد فرصة عمل للكثيرين. وتلجأ نسبة كبيرة من النازحين ميسوري الحال لشراء الأراضي الزراعية وبناء منازل عليها أو شراء منازل جاهزة للسكن في عدة بلدات في الشمال السوري. وتعتبر بلدة “دير حسان” من بين أكثر البلدات التي يتوافد إليها النازحون الراغبون في شراء وامتلاك منازل. ومع ازدياد الطلب بشكل كبير في هذه البلدة على شراء المنازل والأراضي، ارتفعت بشكل كبير سعر الأراضي الصالحة للبناء والسكن، كما ارتفعت أسعار المنازل لدرجة كبيرة. وباتت الأسعار فوق قدرة وطاقة نسبة كبيرة من العائلات النازحة.
وبحسب مصادر”المرصد السوري”، بدأت أسعار الأراضي والمنازل في بلدة “دير حسان” ترتفع بشكل ملحوظ في الأشهر الأخيرة من العام الفائت، لعدة أسباب منها الكثافة السكانية الحاصلة في البلدة واستغلال الكثير من أصحاب العقارات من منازل وأراضِ للحالة التي يمر بها النازحون لرفع الأسعار بشكل كبير. كما طفت على السطح ظاهرة المتاجرة بهذه الأراضي والمنازل من قبل الكثير من تجار الأزمات وضعاف النفوس، إذ يقومون بشراء مساحات واسعة من الأراضي والمنازل أيضاً، ثم عرضها للبيع على العائلات النازحة، والتي ترغب بشرائها بسعر مرتفع جداً قد يصل لضعف السعر الحقيقي.
وتشهد بلدة “دير حسان” حركة عمرانية بسبب نزوح الآلاف إليها لقربها من الحدود مع تركيا. وأكدت مصادر “المرصد السوري”، أنه يوجد مناطق داخل بلدة “دير حسان”، وهي القريبة من الأسواق التجارية والكثافة السكانية، حيث وصل سعر متر الأرض فيها لما يتراوح بين 15 إلى 20 ألف ليرة سورية، أما الأراضي الزراعية التي تحيط بالبلدة وعلى أطرافها، فيتراوح سعر المتر الواحد للأرض ما بين 5 إلى 10 آلاف ليرة سورية. أما عن أسعار المنازل، فقد وصل سعر المنزل المؤلف من غرفتين فقط لسعر يتراوح ما بين 2500 إلى 3000 دولار أمريكي، وهو عبارة عن منزل مبني بشكل بدائي دون سقف وغير مكتمل البناء. وقد يكون سعر المنزل ضعف هذا الرقم داخل البلدة، هذا الارتفاع غير المقبول بالنسبة للكثير من العائلات النازحة، ما جعل الكثير منها يلجأ للاستقرار في خيام على أطراف البلدة ضمن ظروف معيشية قاسية. في الوقت ذاته، أصبح النازح أمام خيارات صعبة، فإما شراء منزل بسعر مرتفع أو شراء قطعة أرض والبناء عليها، بينما الخيار الأصعب الذي عاناه الكثيرون هو التشرد في العراء والخيام المهترئة وفي ظل الشتاء البارد.