أزمة المحروقات تتفاقم وترفع سعر “أمبير الاشتراك” للطاقة الكهربائية.. وإيقاف المولدات عن العمل بالكامل في “الأتارب”

40

شهدت أسعار المحروقات خلال الأيام القليلة الماضية ارتفاعا غير مسبوق، حيث وصل سعر لتر المازوت المستورد الواحد لـ800 ليرة سورية لأول مرة. ونتيجة لذلك، تضرر توليد الطاقة الكهربائية في عدة مناطق في ريف إدلب الشمالي، إضافة لمناطق أخرى في ريف حلب الغربي، حيث أعلن عدد من مالكي المولدات التي تعمل على توليد الطاقة الكهربائية للمدنيين باستخدام مادة المازوت، عن توقف المولدات في كامل مدينة الأتارب في ريف حلب الغربي.

وجاء في البيان الذي تم تداوله على منصات التواصل الاجتماعي، أن أكثر من 22 مولدا في مدينة الأتارب قد توقفت بشكل كامل نتيجة نفاذ مادة المازوت وارتفاع سعرها بشكل غير مسبوق. وطالب الموقعون على البيان، جميع المنظمات الإنسانية والجهات المسؤولة بتزويد المولدات بمادة المازوت حتى يتسنى لهم إعادة تفعيلها لخدمة المدنيين وتوليد الطاقة الكهربائية لهم. كما وصلت الأضرار في هذا الجانب إلى عدد من البلدات والقرى في ريف إدلب الشمالي، حيث تم تخفيض عدد ساعات تشغيل المولدات بنسبة 50% مقارنة بمدة تشغيلها اليومي سابقاً.

وفي شهادته لـ”المرصد السوري لحقوق الإنسان”، تحدث أحد أصحاب المولدات الكهربائية في مخيمات آطمة في ريف إدلب الشمالي، قائلاً: “قمت منذ سنتين بشراء المولد للعمل في مجال شحن البطاريات للمدنيين في المخيمات، نظراً لعدم إمكانية تمديد كهرباء للخيام بشكل كامل، المولد متوسط الحجم ويعمل على مادة المازوت، كنت سابقاً أقوم بشحن البطارية الواحدة بتكلفة 200 ليرة سورية فقط، نظراً لسعر مادة المازوت المناسب، أما الآن فاضطر لأخذ مبلغ 500 ليرة سورية. وبطبيعة الحال، فإن البطارية تكفي ليوم واحد للعائلة، حيث يتم تشغيل ضوء وأجهزة قليلة الاستهلاك، إضافة لشحن أجهزة الهاتف. واجهت خلال الأيام القليلة الماضية الكثير من الانتقادات من قبل النازحين في هذه الخيام الذين يترددون لشحن بطاريات خيامهم، بسبب رفع قيمة شحن البطارية، ولكن لا سبيل أمامي، وقياساً لسعر مادة المازوت، فإن المردود الربحي من هذا العمل لا يكاد يذكر. ونتخوف في الأيام القليلة القادمة من انقطاع تام لمادة المازوت، او ارتفاع سعرها لأكثر من 1000 ليرة سورية، مما سيتسبب بأزمة حقيقة، ومن هنا فإننا نناشد ونطالب الجهات المعنية بالقيام بما يلزم في سبيل تأمين حاجة هذه المناطق من مادة المازوت، والعمل بجهود كبيرة لخفض سعره بما يتناسب مع الحالة المادية والمعيشية التي يعيشها المدنيون في الشمال السوري”.

وفي بلدات كفرتخاريم وأرمناز وسلقين وحارم، المكتظة بالنازحين وعدة قرى أيضاً في ريف إدلب الشمالي، تعاني تلك المناطق من أزمة خانقة نتيجة ارتفاع سعر مادة المازوت. وبدوره، تحدث أحد النازحين ريف إدلب ويقطن في بلدة كفرتخاريم في ريف إدلب الشمالي، في شهادته لـ”المرصد السوري”، قائلاً: “تزامنت هذه الأزمة مع دخول فصل الشتاء، وحاجة المدنيين وخاصة النازحين الملحة لوجود الكهرباء في منازلهم في بلدة كفرتخاريم، حيث كان الجميع يعول سابقاً على ألواح الطاقة الشمسية التي تؤدي وظيفة الكهرباء في المنزل إلى حد كبير، أما في فصل الشتاء فلا تعمل هذه الألواح بشكل جيد، ونضطر لتمديد أمبيرات من مولدات تعمل على مادة المازوت. مع بداية نزوحي منذ قرابة 7 أشهر كان الإشتراك في المولدات، يصل لسعر 2500 ليرة سورية للأمبير الواحد، وكان يتم تشغيل الكهرباء يومياً 4 ساعات، أما اليوم فقد وصل سعر الأمبير الواحد لأكثر من 3500 ليرة سورية، بينما يتم تشغيل الكهرباء يومياً فقط لمدة ساعتين، فضلاً عن انقطاعها المتكرر أثناء هذه الساعتين والأعطال الدائمة، ما تسبب بأزمة خانقة، فالمدة القصيرة هذه لا تكفي لشحن بطارية المنزل أو تشغيل أي جهاز كهربائي مثل الأفران والبرادات والغسالات. نأمل أن يتراجع سعر مادة المازوت بأقرب وقت ممكن، وأن يتم العمل على تأمين كميات مناسبة منه، تماشياً مع الحالة التي نعيشها في هذا النزوح”.