أزمة المواصلات تعصف بـ “طلبة العلم” ضمن مناطق النظام السوري وتجبر الكثير منهم على إيقاف دراستهم

42

منذُ أن بدأت أزمة الوقود بالتفاقم ضمن المناطق الخاضعة لسيطرة النظام السوري، تأثرت وسائل النقل العامة بالأزمة بالحد الأكبر، بسبب نقص كميات الوقود المدعوم المقدم إليها من سلطات النظام، الأمر الذي دفع الكثير من المواطنين لاستخدام وسائل النقل الخاصة والتي باتت تكلفهم الكثير وزادت من أعباء الحياة عليهم كون أجور النقل الخاصة مرتفعة جداً، ويعزى ذلك بسبب شراء أصحاب وسائل النقل الخاصة للوقود من السوق السوداء بأسعار مرتفعة عن سعره الأساسي في محطات الوقود، جميع المواطنين تأثروا بذلك ولكن الأثر الأكبر كان على الطلبة بشكل عام وعلى وجهة الخصوص “طلاب الجامعات” إذ باتت أزمة المواصلات تحرم الكثير منهم من متابعة تعليمهم في الجامعات، وأصبح الذهاب إليها أشبه بالرحلة الشاقة، بالإضافة إلى الأثر النفسي والأعباء المادية الكبيرة التي باتت شيء أساسي من حياتهم اليومية في ظل الأوضاع الراهنة وما تعانيه سورية من أزمة اقتصادية بفعل العقوبات المفروضة على النظام.

المرصد السوري سلط الضوء على جزء من معاناة طلاب الجامعات الذين يعانون الأمرين في متابعة دراستهم، حيث تحدثت الطالبة “ر.غ” للمرصد السوري عن معاناتها في الذهاب إلى جامعتها، قائلة: منذ أن بدأت أزمة الوقود بالتزايد في العاصمة دمشق، بدأت أُعاني في الذهاب إلى كليتي “كلية الحقوق” في منطقة البرامكة بدمشق، إذ كنت مجبرة على استقلال اثنين من “السرفيس” -وسيلة نقل- في الأيام العادية قبل بدء الأزمة كي أصل إلى جامعتي كوني أسكن في منطقة المزة، ومع بدء أزمة الوقود بالتفاقم أصبحت غير قادرة على الذهاب إلى جامعتي بسبب المعارك التي تحصل أثناء محاولتي الصعود إلى السرفيس وما تشهده الطرقات من ازدحام شديد وتدافع وتضارب بين الشبان في محاولة منهم للركوب بعد انتهاء معركتهم، هذا الأمر دفعني إلى الجلوس في المنزل منذُ عدة شهور كون عائلتي غير قادرة على دفع تكاليف أجرة النقل ضمن وسائل خاصة، الآن امتحاناتي على الأبواب ولم أدرس أي شيء ولم أتمكن من حضور أي محاضرة منذ ثلاثة أشهر، أجلس في المنزل وأساعد أمي في الطبخ يوميًا، ويضيف الطالب الجامعي “م.س” وهو طالب في كلية الهندسة الميكانيكية بجامعة دمشق بأنه بات غير قادراً على متابعة دراسته في الجامعة “كلية الهمك” الواقعة على طريق مطار دمشق الدولي قرب منطقة الدويلعة، إذ تحدث الطالب للمرصد : باختصار شديد أنا غير قادر على متابعة تعليمي في الجامعة، وسائل النقل العامة شبه معدومة، وأجرة سيارة التكسي الخاص من منزلي الواقع في حي برزة حتى الكلية التي أدرس بها تبلغ تكلفتها 10 آلاف ليرة سورية، حاليا أعمل في أحد مطاعم العاصمة دمشق وتركت دراستي منذ نحو 4 أشهر على أمل أن يصبح حال البلد أفضل ونخرج من الأزمة الاقتصادية الخانقة التي باتت تأثر بشكل كبير على مستقبلنا الدراسي بشكل كبير، ويضيف : الكثير من زملائي في كلية الهندسة الميكانيكية وعلى تحديدًا أبناء المناطق الريفية تسربوا من الجامعة بسبب ما يعانوه من أزمة في تأمين المواصلات، إذ باتوا يعملون ضمن محال تجارية وبعض الورش الصناعية ضمن مناطقهم فضلًا عن ذهابهم للجامعة، لتأمين قوت يومهم.

والأمر هذا ينطبق على جميع المحافظات السورية الخاضعة لسيطرة النظام، حيث تسرب عدد كبير من طلبة العلم وعمدوا إلى إيقاف رحلة تعليمهم نظراً لصعوبة التنقل من منطقة إلى أخرى في ظل أزمة المحروقات والمواصلات، ولاسيما أولئك الذين يقيمون على بعد عشرات ومئات الكيلومترات عن جامعتهم، فيما شهدت الليرة السورية في الآونة الأخيرة انهيارًا كبيرًا في قيمتها أمام العملات الأجنبية في ظل ما تعانيه البلاد من أزمات بأدنى مقومات الحياة من “وقود – خبز – كهرباء – ماء” إذ بات المواطن السوري بحاجة لأكثر من 5 أضعاف من راتبه الوسطي الذي يقدر بـ 40 ألف ليرة سورية، وذلك من أجل تلبية بعض من متطلبات الحياة اليومية.