أزمة طرد السفراء الغربيين.. أردوغان يتجه إلى التهدئة!

37

بعد يومين من إعلان الرئيس أردوغان أنه أمر بطرد سفراء عشر دول غربية “بأسرع ما يمكن”، يبدو أن الرئيس التركي استمع إلى نصائح مستشاريه واتجه للتهدئة وتجنب المزيد من التدهور في العلاقات خصوصا مع الولايات المتحدة وألمانيا.

أشار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم الاثنين (25 أكتوبر/ تشرين الأول 2021) إلى أنه سيخفف من حدة الخلاف الدبلوماسي الذي هز الليرة التركية وأوشك أن يؤدي بعلاقات تركيا مع حلفائها الرئيسيين في الغرب ومن بينهم الولايات المتحدة، إلى حافة الانهيار، حسبما أفادت وكالة بلومبرغ للأنباء.

وكان سفراء ألمانيا والولايات المتحدة وكندا وفرنسا وفنلندا والدنمارك وهولندا ونيوزيلندا والنرويج والسويد، قد أصدروا في 18 تشرين الأول/ أكتوبر بيانا مشتركا دعوا فيه للإفراج عن الناشط المدني عثمان كافالا المسجون منذ أربع سنوات دون صدور حكم في حقه، مما أدى إلى وقوع خلاف مع تركيا.

وكان سفراء ألمانيا والولايات المتحدة وكندا وفرنسا وفنلندا والدنمارك وهولندا ونيوزيلندا والنرويج والسويد، قد أصدروا في 18 تشرين الأول/ أكتوبر بيانا مشتركا دعوا فيه للإفراج عن الناشط المدني عثمان كافالا المسجون منذ أربع سنوات دون صدور حكم في حقه، مما أدى إلى وقوع خلاف مع تركيا.

فقد أعلن أردوغان السبت أنه أمر بطرد السفراء العشرة “بأسرع ما يمكن”، من دون أن يستتبع الإعلان بأي تبليغ رسمي للدول المعنية.

وقال الرئيس التركي اليوم إن السفراء الغربيين الذين كانوا قد دعوا للإفراح عن عثمان كافالا “تراجعوا” عن موقفهم وسيكونون “أكثر حذرا في المستقبل”، متراجعا بدوره عن تنفيذ قرار بطردهم من البلاد. وتابع أردوغان “لم يكن في نيتنا أن نثير أزمة” بل أن نحمي الحقوق السيادية لتركيا.

ويُتّهم رجل الأعمال والناشط الخيري الذي صار عدوا لدودا للسلطة بالسعي لزعزعة استقرار تركيا.

وفي تصريح أدلى به إثر جلسة للحكومة، وصف أردوغان البيان بأنه “ازدراء” استهدف “السلطة القضائية المستقلة” في تركيا. وتابع “بصفتي رئيسا للبلاد، من واجبي قبل أي شخص آخر الرد على هذا الازدراء”، مضيفا “لا يمكننا أن نتسامح مع تدخل مجموعة من السفراء في نظامنا القضائي الذي لا تستطيع حتى أجهزتنا التشريعية والتنفيذية التدخل فيه بموجب الدستور”.

الرئيس أم السفراء .. من تراجع؟
وقال أردوغان إن البيان الجديد للسفراء “يظهر أنهم تراجعوا” عن موقفهم، بعدما أكدوا الاثنين في بيانات على “احترام اتفاقية فيينا والمادة 41 منها” التي تضع إطارا للعلاقات الدبلوماسية وتحظر أي تدخل في الشؤون الداخلية للبلد المضيف.

وذكرت وسائل الإعلام الحكومية التركية أن الرئيس التركي فسر بشكل “إيجابي” رسالة نشرتها السفارة الأمريكية على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” بالتأكيد على امتثالها للاتفاقيات الدولية لمنع المبعوثين من التدخل في الشؤون الداخلية للدولة المضيفة.

و نشرت سفارات أخرى رسائل مماثلة، ومن بينها سفارتا كندا وهولندا.

وتمكنت الليرة التي وصلت إلى مستويات قياسية منخفضة جديدة مقابل الدولار بعد تلويح أردوغان بطرد السفراء، من التعافي بعد سيطرة خطاب التهدئة.

ونقلت بلومبرغ في وقت سابق عن مصادر مطلعة أن كبار المستشارين أطلعوا الرئاسة على التداعيات المحتملة على الاقتصاد التركي وسعر صرف الليرة، وأوصوا الحكومة بعدم اتخاذ خطوة ستعني فعليا طرد السفراء.

وأبلغ المسؤولون مكتب أردوغان أن عدم إصدار قرار رسمي بهذا الشأن يعني تجنب المزيد من التدهور في العلاقات مع الولايات المتحدة وألمانيا، أكبر شريك تجاري لتركيا. وقالت مصادر بلومبرغ إن هذه المداولات هي التي منعت وزارة الخارجية من إصدار إعلان رسمي بشأن السفراء حتى الآن.

 

 

 

المصدر: DW