أسبوع من التناحر…نحو 170 استشهدوا وقضوا من المدنيين والمتقاتلين..استعادة المدن والبلدات التي سيطر عليها جيش الإسلام وشلل في الحياة

22

مع استكمال الاقتتال بين كبرى فصائل الغوطة الشرقية، لأسبوعه الأول منذ اندلاعها في الـ 28 من شهر نيسان / أبريل المنصرم من العام الجاري 2017، عاد الهدوء الحذر ليسود غوطة دمشق الشرقية، عقب الاشتباكات العنيفة التي شهدتها الأيام السبعة الفائتة بين جيش الإسلام من طرف، وفيلق الرحمن وهيئة تحرير الشام من طرف آخر، وسط استمرار الاستنفارات من قبل الطرفين المتقاتلين، كلٌّ في مناطق سيطرته.

هذا الاقتتال المندلع والذي استمر بوتيرة متصاعدة بشكل أكبر في كل يوم، رافقه استقدام كل طرف لتعزيزات عسكرية إلى جبهات الاقتتال، واستخدام دبابات وعربات مدرعات وأسلحة ثقيلة ومتوسطة في عمليات الاشتباك، وفرض في الوقت ذاته حصاراً على مئات العائلات في المنطقة الواقعة بين زملكا وحزة، ومناطق أخرى في غوطة دمشق الشرقية، فيما شهدت معظم مناطق الغوطة الشرقية شللاَ في حركة المواطنين ووجهة أهالي مناشدات لفك الحصار عنهم بسبب عدم قدرتهم على تأمين مستلزماتهم اليومية أو حتى تأمين المياه، وذلك منذ اليوم الأول من الاقتتال بين الطرفين، في حين كانت مصادر أهلية أكدت للمرصد السوري لحقوق الإنسان أن جيش الإسلام عمد إلى توجيه نداءات يطالب فيها مقاتلي فيلق الرحمن وهيئة تحرير الشام بتسليم أنفسهم “حقناً للدماء”، كما طالب جيش الإسلام سكان الغوطة الشرقية ومناطق الاشتباك وما حولها، بالتزام منازلهم والنزول إلى الأقبية.

المرصد السوري لحقوق الإنسان رصد في الساعات الـ 48 الأخيرة من الأسبوع الأول للاقتتال الدامي بين كبرى فصائل غوطة دمشق الشرقية، عمليات هجوم معاكس من قبل فيلق الرحمن وهيئة تحرير الشام، والتي تمكنت من التقدم واستعادة السيطرة على كامل المناطق التي خسرتها، حيث استعادت السيطرة على مدينة عربين وبلدات بيت سوى وحزة والمحمدية ومزارع الأشعري والأفتريس وأطراف مدينة زملكا في الغوطة الشرقية، والتي كان جيش الإسلام سيطر عليها في أول 48 ساعة من الهجوم على مناطق سيطرة الفيلق وتحرير الشام.

كما وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان مزيداً من الخسائر البشرية خلال الاقتتال الدامي بين الجانبين المتناحرين، حيث ارتفع إلى 156 على الأقل عدد المقاتلين الذين لقوا مصرعهم في هذا الاقتتال، بينهم نحو 67 من مقاتلي جيش الإسلام، ومن ضمن المجموع العام للمتقاتلين 5 قياديين هم رئيس هيئة الخدمات العسكرية في جيش الإسلام  قيادي في الصف الأول من فيلق الرحمن وقائد غرفة عمليات المرج وأركان اللواء الثالث في جيش الإسلام، إضافة لكل من قائد مفرزة أمنية في فيلق الرحمن و”الأمير الأمني” في هيئة تحرير الشام بمدينة عربين، فيما لا تزال أعداد الخسائر البشرية قابلة للازدياد نتيجة لوجود عشرات الجرحى بعضهم في حالات خطرة، أيضاً وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان 13 مدنياً على الأقل من ضمنهم طفلان اثنان، في حين أصيب عشرات المدنيين بجراح متفاوتة الخطورة،

هذا الاقتتال المتجدد بين كبرى فصائل غوطة دمشق الشرقية، يأتي بعد عام كامل من الاقتتال الذي جرى بين جيش الإسلام من طرف، وفيلق الرحمن وجيش الفسطاط الذي كانت تشكل جبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) عماده من طرف آخر، والذي اندلع في أواخر نيسان / أبريل الفائت من العام المنصرم 2016، وقضى فيه أكثر من 500 مقاتل من الطرفين، بالإضافة لمئات الأسرى والجرحى في صفوفهما، كما تسبب في استشهاد نحو 10 مواطنين مدنيين بينهم 4 أطفال ومواطنات والطبيب الوحيد في الاختصاص النسائي بغوطة دمشق الشرقية.