أسعار مواد التدفئة ترتفع وتتفوق على القدرة الشرائية للعائلات في مناطق سيطرة النظام 

34

 

تشهد الأسواق في معظم المحافظات السورية الواقعة تحت سيطرة النظام مثل دمشق وحلب وحماة ارتفاعاً حاداً بأسعار مواد التدفئة، تزامناً مع اقتراب دخول فصل الشتاء وتردي الأحوال المعيشية والاقتصادية، ما شكل صعوبة ومعاناة بالغة لدى المدنيين لعدم قدرتهم على تحمل الأسعار، وشراء المحروقات
“المرصد السوري” رصد أسعار المدافئ ومواد التدفئة “بالليرة السورية” بشكل متوسط في معظم المحافظات السورية الواقعة تحت سيطرة النظام، فكانت على النحو التالي، طن الحطب ” 600 ألف” مدافئ الحطب 400 ألف”، مدافئ الكهرباء 300 ألف” مدافئ الغاز 200 ألف” وتحتاج العائلة بشكل متوسط إلى 2 طن من الحطب للتدفئة خلال فصل الشتاء بسعر متوسط مليون و 200 ألف ليرة سورية.
كما رصد”المرصد السوري” وجود حالة من الاستياء الشعبي بين أوساط المدنيين في المحافظات الواقعة ضمن مناطق سيطرة النظام بسبب عدم اهتمام حكومة النظام بدعم مادة المازوت وتقديمها بسعر مناسب للمدنيين، والارتفاع الكبير أيضاً الذي طراً على أسعار مواد التدفئة البديلة مثل الحطب ومدافئ الغاز والكهرباء التي فاقت القدرة الشرائية لغالبية المدنيين.
وبسبب ارتفاع أسعار مادة المازوت واحتكارها وعدم دعمها وتخفيض أسعارها، توجهت العائلات لاستخدام وسائل تدفئة بديلة والتي تعتبر أقل تكلفة في ظل انعدام فرص العمل وانهيار قيمة الليرة السورية مقابل الدولار الأمريكي.
فرغم اقتراب فصل الشتاء الذي شارف على الدخول وبدء التجهيزات وشراء مواد التدفئة لم يتمكن (أ.ش) ” 43 عاماً” من مدينة حماة من شراء الحطب أو المازوت أو حتى مدفأة بسبب غلاء الأسعار بشكل جنوني كما يصفها.
وفي شهادته لـ”المرصد السوري” يقول، إنه اعتاد في السابق على شراء المازوت للتدفئة ويستطيع تخزين أكثر من 400 لتر لاستخدامه في فصل الشتاء، أما خلال السنوات القليلة الفائتة فقد توجه لشراء الحطب باعتباره أقل ثمناً ويبقى لمدة أطول  في المدفأة.
مضيفاً، أن سعر طن الحطب في مدينة حماة وصل لسعر 600 ألف ليرة تقريباً وأسعار المدافئ مرتفعة خصوصاً المستوردة، ما تسبب بعائق كبير لعدم قدرة معظم العائلات تحمل هذه التكاليف لاسيما التي لا يوجد لديها مصدر دخل ثابت أو أشخاص في خارج سوريا يساعدونهم.
ويشير (أ.ش) إلى وجود حالة من الاستياء الشعبي نتيجة غلاء أسعار مواد التدفئة بشكل كبير وعدم إيجاد حلول ودعم مادة المازوت ومنح كمية كافية للعائلات بسعر مخفض، و يحتاج لدفع مبلغ يقدر بأكثر من مليون ونصف وهو مبلغ كبير جداً بالنسبة له فلا يوجد لديه مصدر دخل ثابت.
بدوره يتحدث (أ.ح) من مدينة درعا في شهادته لـ”المرصد السوري” عن ارتفاع أسعار المحروقات بشكل كبير ما دفع غالبية العائلات للاعتماد على مواد التدفئة البدلية والي ارتفعت هي الأخرى بشكل فاق القدرة الشرائية.
يقول، إن سعر اللتر الواحد من المازوت في مدينة درعا بلغ نحو 3700 ليرة سورية، أما سعره عن طريق “البطاقة الذكية” فقد وصل لحد 500 ليرة سورية، وتوفر هذه البطاقة كمية قليلة للعائلة لا تكفي لسد حاجتها، ما دفع الكثير للتوجه لشراء الحطب لاستخدامه في التدفئة خلال فصل الشتاء القادم.
مشيراً، أن سعر الطن الواحد من الحطب وصل في مدينة درعا لأكثر من 500 ألف ليرة سورية، مؤكداً أن هذه الأسعار تشمل كل من محافظتي دمشق والسويداء.
وبتاريخ 10 تموز/ يوليو الفائت رفعت حكومة النظام من سعر لتر المازوت لكافة القطاعات العامة والخاصة إلى 500 ليرة سورية، أما المخصصات من مادة المازوت المدعوم فستكون فقط 100 لتر لكل عائلة وهي كمية لا تكفي لشهر واحد في فصل الشتاء.
ويعيش المدنيون ضمن مناطق سيطرة النظام أوضاعاً صعبة نتيجة غلاء الأسعار وتدني مستوى الأجور والرواتب وعجز النظام عن تحسين الواقع المعيشي.