“أشبه بموجة الهجرة الكبرى بين عامي 2012 – 2016”.. موجة هجرة جديدة من مناطق النظام رغم ارتفاع التكاليف في ظل دعوات النظام بعودة اللاجئين

46

على الرغم من الدعوات المتكررة من قِبل النظام لعودة السوريين من دول اللجوء والدول التي فروا إليها على مدار السنوات السابقة هربًا من قبضته الأمنية والحرب، ومحاولة النظام وإعلامه وبعض الدول الداعمة له إظهار سوريا أنها باتت آمنة “خالية من الإرهاب صالحة للعيش” بعد سيطرة النظام على أكثر من ثلثي الأراضي السورية، بفعل العمليات العسكرية، إلا أن نسبة السوريين التي عادت من الدول التي فروا إليها مكرهين مجبورين لا تكاد تذكر رغم الصعوبات التي يعانيها غالبهم خصوصًا المتواجدين في الدول المجاورة لسوريا، وفي خضم ما سبق، رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان، تزايد نسبة الهجرة من مناطق النظام بشكل كبير جدًا أشبه بموجة الهجرة الكبيرة للسوريين التي كانت ذروتها بين عامي 2012 و 2016 ولكن هذه المرة غير ظاهرة للعلن كما كانت سابقًا، حيث بدأت خلال الأشهر الأخيرة موجة هجرة إلى مصر وخاصة بين الصناعيين والتجاريين وخريجي الجامعات، فضلًا عن موجة هجرة كبيرة نحو إقليم كردستان العراق والسودان وبعض دول الخليج، في حين تشير مصادر المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن عشرات الشبان والعوائل يخرجون بشكل يومي إلى مناطق سيطرة الفصائل في شمال غرب وشمال شرق سوريا، بهدف الوصول إلى تركيا رغم الإجراءات التي تتخذها الحكومة التركية بحق السوريين للحد من دخولهم إلى أراضيها، إلا أن العشرات يدخلون أراضيها بشكل يومي قادمين من مناطق النظام بهدف الوصول إلى أوروبا رغم المصاعب والمخاطر وارتفاع أجور طرقات التهريب إلا أنهم يصرون على الخروج، كما يذكر أن مصر باتت محطة طريق للبعض، فهي محطة في الطريق إلى ليبيا لإكمال طريقهم إلى أوروبا عبر البحر، وهو ما يدل على خوف الناس من الأوضاع التي آلت إليها البلاد من انعدام الأمن وانهيار الاقتصاد وفقدان أهم الحاجيات والمواد الأساسية.

وفي الـ 6 سبتمبر/أيلول، أشار المرصد السوري لحقوق الإنسان، إلى أنه و في ظل الأوضاع المعيشية التي تعانيها المناطق الخاضعة لسيطرة النظام السوري، والتي تزداد سوء يومًا بعد يوم، تصاعدت حالات الفرار لشبان وعوائل من مناطق النظام نحو مناطق قسد بهدف الوصول إلى مناطق سيطرة الفصائل والعبور إلى تركيا وأوروبا منذ مطلع العام الحالي ، إلا أنها تصاعدت بشكل أكبر خلال الأشهر الأخيرة، ووفقًا لنشطاء المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن عشرات العوائل والشبان يدخول بشكل شبه إلى مناطق قسد بعد قدومهم من شتى مناطق النظام السوري، عبر مهربين، ومن ثم الدخول إلى مناطق سيطرة فصائل “نبع السلام” للعبور إلى تركيا ومواصلة طريقهم إلى دول اللجوء، إلا أن حواجز النظام المتمركزة على مداخل مدينة ديرالزور عمدت خلال الأيام الأخيرة إلى منع دخول المسافرين من أبناء المحافظات السورية الأخرى إلى مدينة ديرالزور والتضييق عليهم، من خلال سؤالهم عن وجهتهم والتحقيق معهم.

كما أشار المرصد السوري لحقوق الإنسان،أن أزمة خانقة على المواصلات العامة تعصف بمناطق النظام السوري، في ظل استمرار أزمات الوقود والكهرباء والخبز والمياه، حيث لا يزال مشهد الطوابير على أفران الخبز ومحطات الوقود يتصدر المشهد، فضلًا عن طوابير الأهالي على المواقف العامة بانتظار وسائل النقل العامة التي باتت شبه معدومة في ظل غياب الدور الحكومي عن معاناة الأهالي، وفي سياق متصل، شهدت أسواق العاصمة دمشق ارتفاعاً كبيراً بأسعار الفروج وملحقاته بنحو أكثر من 30% عن الأسعار السابقة، حيث يبلغ حالياً سعر كيلو الفروج الحي بالأسواق الشعبية نحو 7500 ليرة سورية، وكيلو الفروج النيء 10500 ليرة، وكيلو الدبوس 11000 ليرة، و”السودة” 11000 ليرة، و”الوردة” 10500 ليرة، والجوانح 7000 ليرة سورية
كما ارتفعت أسعار وجبات الفروج الجاهزة بشكل كبير، حيث يُباع الفروج المشوي بنحو 23000 ليرة، والفروج المشوي على الفحم بـ 24000 ليرة، والفروج المسحب بـ 26000 ليرة، والفروج البروستد بنحو 28000 ليرة، أما كيلو الشاورما فقد تجاوز ولأول مرة حاجز الـ 35000 ليرة سورية، أي أن سعر كيلو الشاورما بمقدار نصف راتب الموظف الحكومي، في حين بلغ سعر جرة الغاز في السوق السوداء إلى 105000 ليرة سورية، بالإضافة إلى ما سبق، فإن أسعار المعلبات والبقوليات ارتفعت خلال الأيام السابقة بنحو 15% عن ما كانت عليه قبل نحو أسبوع.
وبلغ سعر صرف الدولار أمام الليرة السورية اليوم 3490 شراء و 3440 مبيع، وأمام اليورو 4124 شراء، 4060 مبيع.