أطفال الرقة والإرث الأسود مما خلفته الحرب ضد تنظيم “الدولة الإسلامية” في عاصمة “الخلافة الإسلامية”

45

أكثر من 115 مدرسة في الرقة خارجة عن الخدمة بفعل العمليات العسكرية والتمركز في بعض منها

للعام الرابع منذ تحرير الرقة من قبضة تنظيم “الدولة الإسلامية” مازال الواقع التعليمي يعاني الأمرين في إعادة بناء المؤسسة التربوية للأجيال ما بعد حكم التنظيم للمدينة التي كان يتخذها عاصمة لخلافته المزعومة.
512 مدرسة لمختلف المراحل التعليمية ما قبل 2011 في مدينة الرقة وريفها، تناقص العدد تدريجياً بعد سيطرة الفصائل العسكرية على الرقة 2013 وتنظيم “داعش” ما بعدها إذ اتخذ التنظيم حينها عددا كبيرا من المدارس مقرات وسجون وتعرض جزء كبير منها للتدمير بشكل كامل أو جزئي ليتناقص عددها إلى 397 مدرسة “بحسب لجنة التربية في المجلس المدني” للرقة أي أن ما يقارب 115 مدرسة تعرضت للتدمير بشكل كلي وخرجت عن الخدمة بفعل العمليات العسكرية بالإضافة إلى اتخاذ بعض المدارس كمراكز ومقرات عسكرية من قِبل قوات سوريا الديمقراطية، في حين رمم المجلس المدني والمنظمات الدولية 201 مدرسة بشكل جزئي و 91 تم ترميمها بشكل كامل
وتنقسم المدارس التي تعمل في الرقة حسب المراحل التعليمية إلى 307 مدرسة إبتدائية و35 إعدادية و3 ثانوية و52 متعددة المراحل بنظام الفوجين
وبحسب نشطاء المرصد السوري لحقوق الإنسان بالرقة فقد بلغ عدد التلاميذ التي أعلنت عنه لجنة التربية بالرقة 118000 تلميذاً وتلميذة للعام الدراسي 2021-2022 م.
واعتمدت اللجنة بالرقة منهاج مقدم من منظمة اليونيسيف الأمر الذي أثار تحفظ الأهالي مما اضطر اللجنة لترخيص 51 معهد تعليمي خاص لطلاب المرحلتين الإعدادية والثانوية تتلقى التعليم من منهاج وزارة التربية التابعة للنظام ويخضعون لامتحاناتهم في مناطق سيطرة النظام بريف الرقة
في الطرف الآخر من المشهد لا يزال مئات الطلاب متسربون من مقاعد الدراسة يمتهنون أعمال غير ملائمة لأعمارهم في المنطقة الصناعية والأعمال المجهدة كالنجارة والحدادة والعمل على البسطات بالإضافة لمهنة إلتقاط المعادن والبلاستيك عبر أكياس من الأبنية المهدمة والشوارع، في حين يوجد في المجلس المدني والإدارة الذاتية مكتب لحماية الطفل بالإضافة لـ 128 منظمة إنسانية وإغاثية.
الجدير ذكره أنه وفي أوائل آذار/مارس من العام، 2013 سيطرت الفصائل المعارضة وتنظيم “جبهة النصرة” على مدينة الرقة التي كانت أول مركز محافظة في سوريا يخرج عن سيطرة قوات النظام آنذاك، لتندلع معارك عنيفة في أوائل كانون الثاني/يناير من العام 2014 بين الفصائل المذكورة أعلاه، وتنظيم “الدولة الإسلامية” انتهت بفرض التنظيم سيطرته الكاملة على المدينة في منتصف كانون الثاني/يناير في العام 2014، لتقوم بعدها قوات سوريا الديمقراطية بالسيطرة على مدينة الرقة مدعومة بقوات التحالف الدولي في تشرين الأول/أكتوبر من العام 2017.