أطفال بلا تعليم ولا رعاية صحية.. أوضاع كارثية ومأساوية تعيشها مخيمات الرقة وسط تفشي “الكوليرا”

47

تشهد المخيمات العشوائية الواقعة في محافظة الرقة أوضاعاً إنسانية كارثية تتزامن مع انتشار لمرض “الكوليرا” في ظل انعدام الرعاية الصحية لهذه المخيمات، ويزداد وضعها سوءاً مع اقتراب فصل الشتاء الذي يأتي دون وجود أي استعدادات بسبب اهتراء معظم الخيام إضافة لسوء طبيعة الأرض المقامة عليها هذه المخيمات، مع عدم وجود قدرة لدى نازحي المخيمات لشراء مواد التدفئة وغيرها من الاحتياجات الضرورية.
ووفقاً لإحصاءات رسمية، فإن أعداد المخيمات العشوائية في الرقة تبلغ 58 مخيماً، يقطنها قرابة 16 ألف و165 عائلة نازحة ومهجرة من عدة محافظات سورية مثل محافظات دير الزور والرقة وحمص وحلب وإدلب، وقد بدأ إنشاء هذه المخيمات بعد تحرير مدينة الرقة من تنظيم “الدولة” في العام 2017، وبدأت أعدادها بالازدياد من العام 2018 وصولاً للعام الجاري 2022.

المرصد السوري لحقوق الإنسان، رصد الأوضاع المعيشية من عدة جوانب ضمن أبرز هذه المخيمات وأكثرها تضرراً وتردياً في الواقع المعيشي، حيث يعد مخيم “سهلة البنات” من أبرز هذه المخيمات، ويأوي نحو 1000 عائلة نازحة ومهجرة من محافظات دير الزور والرقة وحمص وحلب، ويقع شرق مركز مدينة الرقة وقد تمت إقامته وسط مقبرة “تل البيعة” ويقع بالقرب منه مكب للنفايات، ومخيم “السوافي” الواقع جنوب مدينة الرقة يأوي نحو 150 عائلة نازحة ومهجرة من دير الزور وتدمر.

مخيمي “يعرب” و”الخيالة” غربي مدينة الرقة (8 كم)، يقطن ضمنهما عائلات نازحة ومهجرة من ريفي حمص وحماة، يبلغ عددها نحو 200 عائلة، ومخيم “الأسدية” الواقع بريف الرقة الشمالي (6 كم)، يقطن فيه 150 عائلة نازحة ومهجرة من ريفي حلب ودير الزور الشرقي “الميادين والبصيرة”، إضافة لمخيم “أبو كبيع” والذي يقع غربي مدينة الرقة ( 15 كم)، حيث تقطنه نحو 250 عائلة نازحة ومهجرة من ريف إدلب وريف حلب الغربي.

وأفاد نشطاء المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن أعداد النازحين والمهجرين في مخيمات الرقة يبلغ نحو 89 ألف و723 نسمة، من بينهم نحو 6500 طفل بحاجة للتعليم والرعاية الصحية وأدوات تعقيم وألبسة، ومن أبرز المخاطر التي تحدق بهؤلاء النازحين والمهجرين حالياً هو تفشي مرض الـ”كوليرا” بينهم في هذه المخيمات بسبب انتشار القمامة وعدم وجود تعقيم للمياه وتلوث الجو فيها، أما بالنسبة للواقع الصحي فالنقاط الطبية المتواجدة في المنطقة تتقاعس عن تأدية دورها في القيام بحملات دورية ومتابعة المخيمات صحياً.

وبحسب مصادر من مخيمات الرقة، فإنه ونتيجة لسوء الأوضاع المعيشية وانتشار “الفقر” بين أوساط النازحين والمهجرين، فقد تحول الأطفال والنساء في معظم المخيمات لعمال في أعمال لا تتناسب مع قدراتهم البدنية مثل “العتالة” وجمع “الخردة”، مما نتج عنه تسرب معظم الأطفال من المدارس وتفشي ظاهرة “الأمية” بينهم.

ومن أهم المتطلبات لغالبية نازحي ومهجري مخيمات الرقة، هي تأمين الرعاية الصحية للمخيمات، و البدء ببرامج لقاح دورية للأطفال تفادياً لانتشار الأمراض، وتأمين مصدر دخل للعائلات من خلال برامج توفير فرص عمل، إضافة لتجهيز المخيمات لاستقبال فصل الشتاء تفادياً لاقتلاعها بسبب الأمطار والعواصف، من تبديل للخيام وتأمين مواد تدفئة وألبسة للأطفال وغيرها من المستلزمات الضرورية.