أكثر من 3 ملايين في الشمال السوري بانتظار قرار “مجلس الأمن” لتمديد دخول المساعدات الإنسانية وسط مخاوف من “الفيتو” الروسي

30

يستعد “مجلس الأمن” للتصويت على القرار رقم 2642، القاضي بتمديد إدخال المساعدات الإنسانية إلى سوريا عبر معبر “باب الهوى” الحدودي مع تركيا، حيث ينتهي غداً مفعول القرار السابق، وسط مخاوف من قبل المدنيين والمؤسسات الطبية والإنسانية من فشل المجلس في تمرير القرار بفعل “الفيتو” الروسي الذي حاولت روسيا عديد من المرات سابقاً، كوسيلة لتوطيد علاقتها بالنظام السوري والحصول على مكاسب سياسية وعسكرية.
ويعد معبر “باب الهوى” بمثابة الشريان الوحيد المتبقي لأكثر من 3 ملايين نسمة من سكان أصليين ومهجرين ونازحين مقيمين في شمال غربي سوريا، حيث يؤمن المعبر نسبة كبيرة من متطلبات المنطقة من مواد غذائية لمئات المخيمات المنتشرة في الشمال السوري، كما يؤمن مرور الدعم للقطاعات الطبية والتعليمية والخدمية من خلال المنظمات الإنسانية العاملة في الشمال السوري والمدعومة غالبيتها من تركيا والإتحاد الأوروبي.
ونظم أمس العديد من الكوادر الطبية العاملين في المشافي والمراكز الصحية في الشمال السوري، وقفة احتجاجية أمام مديرية صحة إدلب بسبب شح الدعم للقطاع الصحي ونقص الأدوية والتجهيزات الطبية، وللمطالبة بضرورة الضغط الدولي على روسيا من أجل عدم عرقلتها قرار تمديد دخول المساعدات الإنسانية عبر معبر “باب الهوى”، حيث تسعى روسيا لاحتكار دخول المساعدات عن طريق مناطق سيطرة النظام.
ويحذر العاملون في المجالات الإنسانية والطبية والخدمية في الشمال السوري، من نتائج توقف المساعدات الإنسانية، التي ستكون كارثية بحق ملايين المدنيين، حيث ستضرر جميع القطاعات الحيوية في المنطقة، وسينذر ذلك أيضاً بحرمان مئات الآلاف من العائلات التي تعاني من الفقر الشديد في مخيمات النزوح من حقها في الحصول على المساعدات الإنسانية الضرورية.
ويجدر الذكر، بأن صدور قرار “مجلس الأمن” يتطلب موافقة 9 دول على الأقل من أعضائه، دون أن تعترض الدول الخمس دائمة العضوية، وهي كل من روسيا والصين والولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وبريطانيا.
المرصد السوري لحقوق الإنسان، وإنطلاقاً من دوره كمؤسسة حقوقية يطالب بتحييد المدنيين عن الصراعات العسكرية والمصالح السياسية والإبقاء على منافذ دخول المساعدات الإنسانية لمستحقيها في الشمال السوري الذي تنتشر فيه مئات المخيمات التي تضم نازحين ومهجرين مدنيين بفعل العمليات العسكرية حيث يعاني غالبيتهم من الفقر الشديد وانعدام مقومات الحياة الكريمة، كما ويطالب المجتمع الدولي بالضغط على الجانب الروسي لعدم عرقلة تمديد دخول المساعدات التي تعد المتنفس الوحيد لملايين السوريين.