أكثر من 600 قتيل من قوات النظام وحلفائها السوريين وغير السوريين وتنظيم “الدولة الإسلامية” خلال 50 يوماً من انتعاش الأخير على الأراضي السورية

20

استكملت اليوم الأربعاء الثاني من أيار / مايو من العام الجاري 2018، عودة انتعاش تنظيم “الدولة الإسلامية” داخل الأراضي السورية، يومها الخمسين على التوالي، منذ بدء هذا الانتعاش في الـ 13 من آذار / مارس من العام الحالي، والذي تركز على جبهات التماس مع النظام، واستهدف التنظيم في هجماته مواقع للنظام وحلفائه في كل من دير الزور ودمشق وحمص، لتوقع في كل مرة خسائر بشرية من قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية، بالإضافة للخسائر البشرية في صفوف تنظيم “الدولة الإسلامية”، الذي استهل هجومه الأول عند انتعاشه، باستهداف حي القدم الدمشقي، الذي خسره قبل نحو 72 ساعة بهجوم لقوات النظام ضده في القسم الجنوبي من العاصمة دمشق.

المرصد السوري لحقوق الإنسان رصد صاعد أعداد الخسائر البشرية من قوات النظام والمسلحين الموالين لها ومن عناصر التنظيم في الهجمات التي جرت قرب الضفاف الغربية لنهر الفرات في ريف دير الزور الشرقي، وفي بادية البوكمال الجنوبية وعلى الحدود الإدارية بين دير الزور وشرق حمص، وفي البادية الشرقية لمحافظة حمص والقسم الجنوبي من العاصمة دمشق، حيث ارتفع إلى 605 عدد قتلى الطرفين، في المحافظات الثلاث، إذ وثق المرصد السوري ارتفاع أعداد قتلى النظام إلى 397 على الأقل ممن قتلوا خلال 50 يوماً من المعارك في بادية البوكمال وريف دير الزور وجنوب العاصمة دمشق، كذلك ارتفع إلى 208 على الأقل عدد عناصر تنظيم “الدولة الإسلامية” الذين قتلوا في المعارك ذاتها، منذ انتعاش التنظيم في الـ 13 من شهر آذار / مارس الفائت، كما أصيب العشرات من الطرفين، بعضهم لا تزال جراحهم خطرة، إضافة لوجود مفقودين وأسرى من الطرفين.

يشار إلى أن المرصد السوري لحقوق الإنسان رصد منذ الـ 13 من آذار / مارس من العام الجاري 2018، بدء تنظيم “الدولة الإسلامية” لهجماته، والتي استهلها بهجوم في العاصمة دمشق، مكنه من التوسع في حي القدم بالقسم الجنوبي من العاصمة، تبعته هجمات استهدفت المحطة الثانية التي سيطر عليها التنظيم كذلك في جنوب البوكمال وهجمات أخرى في منطقة حميمة وبادية الميادين، وسط استهدافات لمواقع تابعة لقوات النظام وحلفائها، في غرب نهر الفرات، ضمن بادية دير الزور الشرقية والجنوبية الشرقية، حيث أن هذه الهجمات المتتالية أوقعت خسائر بشرية كبيرة في صفوف عناصر قوات النظام والمسلحين الموالين لها، وفي صفوف عناصر تنظيم “الدولة الإسلامية”، أيضاً فإن هذا الهجوم العنيف من قبل التنظيم جاء بعد أسابيع من انحسار سيطرته في الضفة الشرقية لنهر الفرات، ضمن بلدات أبو الحسن، الشعفة، السوسة، الباغوز، البوبدران وضواحيهم، عقب انتهاء وجود بشكل كامل في ضفة الفرات الغربية، وتمكن قوات سوريا الديمقراطية من السيطرة على معظم شرق الفرات باستثناء الجيب آنف الذكر، حيث أكدت مصادر متقاطعة للمرصد السوري أن التنظيم عمد في الفترة السابقة إلى إعادة ترتيب صفوف عناصره المتبقين لتنفيذ محاولة توسع في السيطرة على حساب خصومه في مختلف المناطق التي يتواجد فيها، وكان نشر المرصد السوري لحقوق الإنسان قبل أشهر، أنه على الرغم من انتهاء وجود تنظيم “الدولة الإسلامية” في غرب نهر الفرات، في الـ 6 من كانون الأول / ديسمبر من العام 2017، إلا أن مجموعات من مقاتليه، تعمدت إرباك النظام وحلفائه، عبر تنفيذ عمليات تسلل وهجمات مباغتة، ضمن بادية دير الزور وفي محيط منطقة حميمة الواقعة في أقصى ريف حمص الشمالي الشرقي، بالتزامن مع الهجمات على محاور في بادية السخنة الشرقية وهجمات في مناطق أخرى قريبة من تواجد عناصر التنظيم، الذين ينفذون هذه الهجمات بهدف التأكيد على قوة التنظيم والإيحاء بأنه لا يزال قادراً على تنفيذ هجمات والمبادرة بها، وإيقاع أكبر عدد من الخسائر البشرية الممكنة في صفوف قوات النظام وحلفائه من جنسيات غير سورية.