أهالي كفريا والفوعة يتهمون المنظمات الدولية بعدم إرسال المساعدات الأساسية والمهمة والاكتفاء بإرسال مواد فائضة عن مستودعاتهم وفق برامج غذائية “معدة للصومال”

34

محافظة ادلب- المرصد السوري لحقوق الانسان:: أصدر مشفى بلدة الفوعة وأهالي بلدتي الفوعة وكفريا  اللتين  يقطنهما مواطنون من الطائفة الشيعية والمحاصرة من قبل الفصائل الاسلامية وجبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام)، بياناً حول المساعدات الأممية الأخيرة التي وصلت إلى البلدة، وجاء في البيان:: “”تلقى أھالي البلدتین المحاصرتین من قبل عصابات القاعدة الإرھابیة بكثیر من الأمل نبأ الاتفاق الدولي في میونیخ لإدخال المساعدات الإنسانیة إلى المناطق المحاصرة، وذلك بعد سلسلة طویلة من الخیبات التي أنتجتھا السلوكیات اللامسؤولة للمنظمات الدولیة والأخطاء والممارسات السیئة التي تؤكد التجارب كونھا متع ّمدة من قبل ھذه المنظمات، لكن أمنیات الأطفال الجوعى والشیوخ المرضى سرعانـ ما تبددت على وقع ھدیر شاحنات الھلال الأحمر العربي السوري نظراً للتردي النوعي والكمي للشحنات المرسلة، والذي أدّى إلى تراكم كمیات كبیرة من المواد غیر المفیدة وإلحاح الحاجة للكثیر من الضروریات لعمل المشفى وتلبیة احتیاجات المحاصرین الأساسیة””.

 

وأضاف البيان قائلاً:: “” إننا في المشفى الوحید في البلدتین وباسم معاناة أھلنا نؤكد ونطالب الأمم المتحدة وممثلھا السید ستیفان دي مستورا بمایلي:

1- أن الأمم المتحدة والمنظمات التابعة لھا لا تتعاطى بواقعیة مع حاجات السكان الحقیقیة، بل تعمل وفق برامج تبدو معدة لمناطق أخرى من العالم تعاني من مشاكل مختلفة تماما عنا. نحیط السید دیمستورا علما بأننا في سوریا الأرض المعطاءة الكریمة محاصرون من قبل جماعات مصنفة على لوائح الإرھاب العالمي ولسنا في الصومال نعاني من مجاعة تسببھا عوامل الجفاف والتصحر، ونؤكد أن استمرار ھذه الطریقة من التعامل من قبلھم، وعدم الاستجابة لمطالباتنا المتكررة التي تصلھم باستمرار عن طریق قنوات التواصل المعتمدة، تدفعاننا للاعتقاد أكثر یوماً بعد یوم بأن ھذه السیاسات متعمدة وبادرة عن خبث في النوایا لا عن تقصیر وإھمال فحسب، بل تستمر المنظمة الدولیة بتجاھل حاجات محددة وواضحة جداً وتواظب على تكرار ھذا التجاھل مرة بعد مرة، ولاسیما بعض المواد الطبیة والأدویة الأساسیة، وعلى رأسھا أدویة التخدیر، ومواد التعقیم. حیث یتساءل الكادر الطبي لماذا یتوقع الموظفون الأممیون أن تجري العملیات الجراحیة في المشفى بدون تخدیر أو أن یتحول المشفى إلى بؤرة لنشر الإنتانات بدلاً من كونھا مركزاً للاستشفاء منھا، كما یستغرب المشفى افتقار المساعدات لأدویة مرض السكري بشكل خاص ولا سیما منھا الإنسولین وكذلك أدویة الضغط والمدرات والعدید من الأمراض المزمنة””.

 

وتابع البيان قائلاً::””هل یقبل السید دیمستورا ومساعدوه أن یحرم أھلوھم من ھذه الزمر الدوائیة كما یحرموننا؟ وھل یشعرون بالرضا عندما تتردى الحالة الصحیة لمرضى السكري تدریجیاً بعملیة موت بطيء تسببت حتى الآن بفواجع كثیرة لأھلنا. وعن الطفولة المعذبة في منطقتنا یستغرب الكادر الطبي ھنا عدم إرسال اللقاحات، بعد انقطاعھا تماما لعشرة أشھر. ومن المعلوم أن اللقاحات توزعھا المنظمات الدولیة في كل أنحاء العالم، وفي حالات السلم كما أنھا توزع الیوم بانتظام للأھالي في المناطق المجاورة القاطنین تحت رحمة الإرھاب؛ یبدو أن السید دیمستورا لا یعلم أن بین المدنیین المحاصرین ھنا آلاف الأطفال المعرضین لأمراض خطرة ناتجة عن عدم تناول ھذه اللقاحات. بالإضافة إلى كل ما سبق یتواصل النقص في تزویدنا بفئات محددة من الأدویة كالمضادات الحیویة وشرابات السعال والرشح والإسھال والأدویة المضادة للمغص والأدویة المضادة للحساسیة وخاصة منھا المراھم الجلدیة، والحفاضات. الأمر الذي یفاقم كثیراً الأزمة التي نعانیھا أصلا نتیجة حرماننا من الوقود. ھذا الحرمان الظالم یؤدي إلى عدم امكانیة الحصول على میاه كافیة ونظیفة وانتشار الأمراض الناتجة عن ذلك، وبطء نقل المرضى والمصابین للمشفى وخصوصاً الحالات الناتجة عن الخروقات الیومیة لمسلحي القاعدة والآخذة في التزاید، بالإضافة للبرد وتراجع الإنتاج الزراعي واستھلاك موارد البلدتین الإساسیة””.

 

وختم المشفى وأهالي الفوعة وكفريا بيانهم بالقول:: “” إننا ھنا إذ نذكر العالم بما یعرفه عن السوریین الشعب النشیط والمنتج نقول بأن إدخال الوقود للبلدتین یغنینا عن معظم مساعداتكم ونحن من كنا نطعم جیراننا من قمح وخیرات أرضنا المكدسة الیوم لا ینتظرھا إلا العفن، ولا سبیل إلى طحنھا وخبزھا، بل حتى تم تجاھل طلباتنا بإرسال مواد معقمة لھا. وانعدام لوازم ومستھلكات التصویر الشعاعي والتشخیص المخبري وقد أصبح لدینا قسما الإشعة والمخبر مجمدین تماماً. تردي نوعیة المواد الغذائیة المرسلة وشحھا وعدم تنوعھا، فالبلدتان خالیتان من الخضروات والفواك واللحوم بأنواعھا ومن مادتي الشاي والقھوة ولا یوجد في المساعدات أي منھا إلا السكر بكمیات زھیدة جداً. أما الحلیب الذي كان أھلنا في مضایا یشتكون ویعانون من شح كمیاته نؤكد أنھ كان معدوماً تماماً ولأشھر طویلة في بلدتینا، وھكذا ومن كل ما سبق یتبدى بوضوح إصرار كادر الأمم المتحدة على ألا یعتبرونا بشرا لھم طلبات وحاجات تحترم، وأنھم یرسلون لنا ما یفیض عن مستودعاتھم من المواد الردیئة دون النظر إلى ھذه الحاجات. أما ردنا على ذلك فلن یكون إلا استمرار الصمود والتشبث بأرضنا ودیارنا، والتمسك بھویتنا الثقافیة والدینیة وخیارتنا الإنسانیة والسیاسیة، وتحمیل ممثلي المجتمع الدولي أشخاصاً ومنظمات مسؤولیة مفاقمة معاناتنا والتأكید على تحالفھم مع قوى الارهاب التكفيري الظلامي”.