أوضاع إنسانية صعبة يعيشها النازحون السوريون ضمن المباني الحكومية في مدينة إدلب وريفها وسط مخاوف من طردهم منها من قِبل “حكومة الإنقاذ”

39

 

تنتشر في مدينة إدلب وريفها العديد من المباني الحكومية التي كانت تعمل إبان سيطرة النظام على المنطقة، والتي أصبحت مهجورة بعد سيطرة الفصائل بمختلف تشكيلاتها على المنطقة، وأصبح النازحون يتخذونها ملجأ لهم بعد نزوحهم من من مختلف المناطق السورية، وتعاني العائلات النازحة والمقيمة في تلك المباني من أوضاع معيشية متردية، في ظل قلة الاهتمام بهم من قِبل العديد من المنظمات الإنسانية العاملة في محافظة إدلب، وحول ما سبق، تحدث أحد نشطاء مدينة إدلب للمرصد السوري: تعد المباني الحكومية المهجورة في مدينة إدلب وريفها والتي لا يوجد إحصاء رسمي لعددها، ملجأ للكثير من العائلات النازحة في الشمال السوري، هذه العائلات التي لم تجد مكان آخر للنزوح إليه ولا تمتلك القدرة المالية لشراء خيام أو استئجار منازل بسبب ارتفاع أسعارها بشكل كبير، ما دفعها للسكن في هذه المباني أو ما تسمى بمراكز الإيواء، كحل بديل، في مدينة إدلب يوجد أكثر من 17 مبنى حكومي مهجور تتخذه عائلات نازحة يقدر عددها بأكثر من 2500، ملجأ لها، كانت تتلقى هذه العائلات بعض المساعدات الغذائية من قبل “إدارة شؤون المهجرين” التابعة لـ”حكومة الإنقاذ” الموالية لهيئة “تحرير الشام”، ولكن في الآونة الأخير مارست الإدارة ضغوطات كبيرة على هذه العائلات لاجبارها على الخروج من هذه المباني، فتم قطع المساعدات بشكل كامل منذ قرابة 3 أشهر، مع انقطاع شبه تام لمياه الشرب، وأخيراً صدر قرار يقضي بإخراجهم إلى مخيمات”كفرجالس” بالقرب من المدينة، القرار واجهه النازحون بالرفض، لصعوبة السكن ضمن المخيمات حالياً بسبب فصل الشتاء والأمطار التي تسببت بتضرر الكثير من المخيمات في الشمال السوري مؤخراً، الكثير من المباني الحكومية المهجورة مثل المدارس والمؤسسات الحكومية لا تعتبر أساساً مكان جيد للنزوح ولكن يراها الكثير انها أفضل من المخيمات خصوصاً خلال فترة فصل الشتاء، فهي تفتقر للكثير من الخدمات والكثير منها تعرض للقصف ومدمر بشكل جزئي، وتحتاج إلى صيانية الأبواب والشبابيك ودورات المياه والصرف الصحي وغيرها كي تصبح صالحة للسكن، وعلى الرغم ذلك لا يوجد مبرر لإجبار هذه العائلات التي تعاني من الفقر الشديد لإخراجها من المباني، ولا بد من تحسين ظروفهم المعيشية ودعمهم بما يكفي من غذاء ودواء وخدمات، بدوره تحدث أحد النازحين من منطقة سهل الغاب في ريف حماة الغربي، ويقطن في إحدى المدارس المهجورة في بلدة كفرتخاريم في ريف إدلب الشمالي للمرصد السوري، قائلاً: تنقلت منذ بدايتي نزوحي أنا وعائلتي في العديد من البلدات في الشمال السوري ولكن بسبب غلاء إيجار المنازل فضلت اللجوء إلى السكن في هذه المدرسة كأفضل حل للخلاص من أعباء شراء خيمة أو أجرة منزل، المدرسة مهجورة ومتضررة بشكل كبير، قمنا نحن مجموعة من النازحين بمحاولة تنظيفها والسكن فيها، نعاني ظروف معيشية صعبة جداً فغالبية الدعم توجهه المنظمات الإنسانية لسكان المخيمات ونحن هنا منسيون بشكل شبه كامل، نقوم بشراء الماء للشرب والخبز بينما يوجد هناك منظمات تقوم بدعم سكان بعض المخيمات القريبة من المدرسة المقيمين بها بالخبز بشكل يومي وتوفير جزء من مياه الشرب، كما أن أوضاعنا خلال فصل الشتاء لا تختلف كثيراً عن المخيمات، بسبب غلاء جميع أنواع مواد التدفئة من حطب وفحم وبيرين وغيرها، قمت أنا وعائلتي بجمع كمية من الأخشاب والبلاستيك قبل بداية الشتاء ونستعملها للتدفئة كما قمت بشراء كمية قليلة من “البيرين”، وكحال الكثير من النازحين المقيمين في مباني حكومية نتخوف أيضاً من إخراجنا بأي لحظة بحال صدر قرار بإعادة تأهيل المدرسة وتفعيلها للدراسة، ونناشد جميع المنظمات الإنسانية والمؤسسات الخيرية لتحسين ظروفنا المعيشية وتأمين ما يلزم من مواد تدفئة ومواد غذائية ومياه للشرب، فلا يوجد لدي أو لدى هذه العائلات المقيمة في هذه المدرسة خيار أفضل للخروج إلى مكان إقامة أفضل.

والجدير ذكره أنه في 12 شباط/ فبراير الجاري رصد “المرصد السوري لحقوق الإنسان” خروج مظاهرة ضمت عدد من الأطفال والشبان من النازحين، أمام دوار السياسية في مدينة إدلب، رفضاً لقرار “هيئة تحرير الشام” طردهم من “المباني الحكومية” التي يتخذونها ملجأ لهم في المدينة.