أوضاع كـ ـا ر ثـ ـيـ ـة وغياب لأبسط مقومات الحياة.. مخيمات عشوائية تعاني ظروفاً قـ ـاسـ ـيـ ـة خلال فصل الشتاء غربي دير الزور

34

تعيش المخيمات العشوائية في دير الزور الغربي حالة من الانعدام الكامل لكافة مقومات الحياة، كالتعليم والرعاية الصحية والإغاثة والبنية التحتية والدعم المجتمعي وغيرها، وسط غياب تام لدور المنظمات الإنسانية والحقوقية في ظل الظروف العصيبة.
وتنتشر المخيمات العشوائية على امتداد الريف الغربي من بلدة الجزرات وصولاً بلدة محيميدة، ويقطنها أكثر من 40 ألف نازح، ممن نزحوا من مناطق سيطرة قوات النظام والميليشيات الإيرانية شرقي نهر الفرات، إبان العملية العسكرية على المنطقة.
وفي ظل الظروف العصيبة التي يعيشونها في تلك المخيمات، اليوم يكافحون من أجل تأمين لقمة العيش، وباتت الخيمة ملجأ تأويهم لا تحميهم من برد الشتاء والأمراض المنتشرة.
وتتحدث السيدة (أ.خ) “25 عاماً”، وهي نازحة من منطقة الشولا الخاضعة لسيطرة المليشيات الإيرانية في بادية دير الزور الجنوبية، للمرصد السوري لحقوق الإنسان، قائلة، حال النساء في تلك المخيمات مخزون من الحُلم والطموح يقتلها الاكتظاظ الكبير، وتُعاني من عدم الاستقرار، وتأتي هذه المشاكل على خطٍ موازي مع قلة فرص العمل وسوء الوضع الاقتصادي في المنطقة.
وتضيف، يعتبر هذا الشتاء الأصعب منذ خمس سنوات من النزوح، بسبب تغيب المنظمات الانسانية ودور الجهات المعنية في تقديم يد العون للمخيم من الخبز، والمساعدات الغذائية وتأمين فرص العمل للنساء أو دعمهن في مشاريع صغيرة كالخياطة ودورة قبالة نسائية، لتأمين سبل العيش لأسرتهن.
أما (أ.) فهي تبلغ من العمر 40 عاماً، نازحة من قرية عياش التي تسيطر عليها الميليشيات الإيرانية بسبب قرب منزلها من مستودعات عياش ومعسكر الصاعقة لم يسمح لها بالرجوع الى منزلها، ولم تبقى لديها خيار سوى العيش في مخيم حوايج بومصعة والذي يعرف بمخيم السلمان، الذي ينعدم فيه أبسط مقومات الحياة.
وتعيش عائلة (أ.أ) المكونة من 5 أفراد في خيمة مهترئة، تقول للمرصد السوري لحقوق الإنسان، بسبب عدم وجود إمكانية مادية، إلى جانب ارتفاع الأسعار، بأننا على مدار عامين متتاليين لم نقم بشراء الفواكه والخضار واللحوم، وسط عجز المنظمات الإنسانية في تقديم الدعم الكافي للقاطنين في المخيمات.
وتناشد المنظمات الإنسانية بتقديم يد العون لهم من حيث فتح دورات للخياطة وتأمين معداتها لإعالة أسرتها.
بدورها (ا.ق)، “55 عاماً” من أهالي منطقة الشولا، وتقطن في مخيم سفيرة في ريف دير الزور الغربي، تتحدث للمرصد السوري لحقوق الإنسان، حول تدهور أوضاعهم المعيشية، نظراً لارتفاع أسعار المواد الغذائية، تقول، ييلغ سعر البيضة الواحد 800 ليرة سورية، والخبر 3500 ليرة سورية، الذين يقومون بشرائه من الفرن السياحي، كون الأفران الذي يمد القاطنين في المخيم بالخبر يتم توزيعه عن طريق مناديب من مجلس محيميدة، وبكميات محدودة لم تفي احتياجاتهم.
منوهة بأنه خلال هذا الشتاء لم يتم تخصيص الخبز والغاز المنزلي ومادة المازوت للقاطنين في مخيم سفيرة إلى هذه اللحظة، بحجة النازحين ليس لهم مخصصات من المجلس.
وتختم قولها مطالبةً بإيلاء المنظمات الإنسانية والجهات المسؤولة أهمية قصوى للنازحين في ريف دير الزور الغربي وتقديم يد العون لهم، فنحن لم نتخلى عن منازلنا وممتلكاتنا حباً للخيم.